| مقـالات
منذ قامت هذه الدولة السعودية وهي قائمة على الحسبة,, ووجود هيأة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصيصة من خصائصها في هذا العصر (1) ,, ولما تم التنظيم الإداري في حكومة الملك عبدالعزيز رحمه الله كانت حماية الأمن الفكري منوطة برجال العلم الشرعي وبكل مُبلِّغٍ محتسب إلى أن وجد جهاز الرقابة بوزارة الإعلام,, وأعرف منشورات تجاوزت سياسياً؛ فقوبلت بالعتب الأبوي من المسأولين، والتبصير بوجه المزالق الخاطئة المجحفة، ولم يتجاوز الأمر رفض المنشور,, إلا أن الموقف كان أصلب فيما يأذي دين الأمة، أو يأذي المجتمع في مسائل التواريخ والأنساب والهجاإ، واحتاطت الدولة لرعيتها أكثر مما احتاطت لنفسها,, وأما ما يعارض الدين ويصل إلى مرتبة الفسق؛ فَيُعدَّل بتفاهم بين الرقابة والمأَلِّف؛ فإذا تجاوز صودر كتابه ومنع، وإذا طبع في الخارج أُتلف,, ولقد بقي سماحة الشيخ ابن باز مدة يحاج الأستاذ العطار رحمهما الله حول كتابه ويلك آمن ؛ فلما أبا اتجهت الرقابة إلى مصادرته,, أما التجديف والكفر فلا تنتظر الرقابة التفاوض على التعديل، بل تتم الاستتابة والمحاكمة بمقتضا الشرع وعدله كما حصل في كتاب عن إيمان أبي طالب,, على ان حركات التجديف لا تكاد تُذكر,, وجعل الأمر السامي الكريم للافتاإ حق المشورة والإشارة؛ فكان ذلك فتحاً لباب الإحتساب لدا الشباب يُأَدُّون أمانتهم بالتبليغ دون افتيات على تنظيم ولي الأمر,, إذن قلم الرقيب في السعودية ليس صحوة إسلامية، ولكنه باعث لصحوة الاحتساب لدا الشباب لتتضافر جهودهم مع مأسسة عريقة حكومية من مأسسات الحسبة,, وخذ عكس ذلك قلم الرقيب في البلاد العربية الإسلامية، وأضرب المثل بأم العرب مصر المباركة,, إنها تعيش اليوم تفاقم حرب كلامية بين مسأوليات حكومية من أجل مصلحة الأمة وبين نزوات أفراد ومأسسات ثقافية علمانية,, وأحدث الأحداث الآن الترويج الآفك عن إحراق الدولة لديوان أبي نُوَاس,, وقبيل ذلك كانت أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر للسوري حيدر حيدر الذي أُعطي هو وروايته ما لا يستحق، وقبل ذلك قضية الدكتور نصر حامد أبوزيد,, ولقد وقف الأزهر لصد التيار العَفِن من منطلق مسأوليته الدينية والإدارية,, لقد مر بالأزهر حقبة قمع وتحييد في عهد عبدالناصر الذي جعل المشايخ سخرية له ولإعلامه؛ فهو يصرِّح بأنه يرضي المشايخ بفرختين (2) !!,, والشيخ مخلوف رحمه الله يسمونه متلوف، ويصورون عمامته في ملعب الكرة يدحرجها اللاعب، ويُنشر الكاركاتير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برمز ديك معه تسع دجاجات (3) ، ويكون الإنكار على مستوا أفراد فروا إلى الخارج,, وفي قانون عام 1961م برقم 103 رد عبدالناصر للأزهر مسأوليته بما سمي إعادة تنظيم الأزهر، وأن الأزهر صاحب الرأي الملزم لوزارة الثقافة في الترخيص أو الرفض فيما يخص الشأون الإسلامية من المطبوعات وما في حكمها,, على أن تنفيذ هذا القانون يلاقي صعوبات,, وقد وقف شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي موقفاً شجاعاً صُلباً مشكوراً لإعمال سيادة القانون الذي رد للأزهر ممارسة مسأوليته تجاه ما يُأذي الأمة في دينها وأخلاقها؛ فانبرت منابر الإعلام العلمانية في كل زاوية من المعمورة تَنعا حرية التعبير عن الباطل، وتتجاهل الاعتداأ على المقدس في الأمور التي عارضها الأزهر وفي أمور مشابهة؛ فالكاتبة البريطانية سوزانا طربوش تستفز مشاعر المسلمين دفاعاً متجنياً عن سلمان رشدي، وحلمي سالم يطلق على بداية القرن الخامس عشر هجرياً قرن المصادرات، وأعضاأُ نادي القلم أو أعضاأُ نادي نجيب محفوظ يعتبرون الرقابة الأزهرية رجعة إلى محاكم التفتيش، ويصدرون بياناً يُأكدون فيه التزامهم بحرية الفكر والإبداع والتعبير وخصوصية العمل الفني والإبداعي!!,, فقيل لهم: الرواية القبيحة تقول مثلاً وذلك مجة من لجة : لابد أن ربك فنان فاشل!!,, ونصر أبوزيد يقول: ببشرية القرآن، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم تقوَّله، ويفتات على القرآن بأنه جعل ميراث المرأة كميراث الرجل (وما هو بحاجة إلا (4) الاستدلال منه ما دام متقوّلاً)، واختيار أبي بكر رضي الله عنه خليفة نتاج أعظم مصيبة في تاريخنا، وهي سقيفة بني ساعدة وحشدها من الصحابة الأبرار رضوان الله عليهم، ويصف عثمان رضي الله عنه بالإجرام لما وحَّد المصحف مع إنه إجماع الصحابة رضوان الله عليهم,, فكان رد الدكتور محمود حمد زقزوق وزير الأوقاف: إذا احتمل الكلام 99% من الكفر وفيه 1/100 من الإيمان احتمالاً فالحمل على الإيمان!!,,ويحمل الشيوعيون والعلمانيون كافة على تظاهرات طلاب الأزهر ضد الرواية الكافرة الماجنة المتجنية على تاريخنا مع أن هذا التعبير التظاهري حق ديمقراطي في عرفهم,, ولو أدانوا التظاهرات لافتياتها على الدولة، واعتدائها على الممتلكات برمي الأحجار على المنشآت ورجال الأمن: لكان ذلك مقبولاً منهم؛ لأن الإسلام ينكر هذا التصرف!.
وكان في صيحات العلمانيين تقديس العمل الإبداعي وجعله فوق مستوى النقد,, وما دامت جناية بعض الأعمال الأدبية والفنية على الدين غير موقوفة للحساب فقدسية العمل الإبداعي فوق قدسية الدين!!,, وبعضهم تلطف فقال: إن موضع النقد هو ما دار من حوار على لسان بعض الأبطال، وان ذلك حكاية كفر، وحاكي الكفر ليس بكافر,, وليس من حق أحد ان يكفّر أحداً,, وامتدت التهمة إلى شيخ الأزهر نفسه؛ فقالوا: كان تعيينه عام 1996م بتأييد رسمي؛ لأنه غير المرشح الوحيد بعد الدكتور جاد الحق علي جاد الحق,, أيدته الحكومة ليكون ردأً لها أمام تيار الإسلام السياسي (5) .
قال أبو عبدالرحمن: هذا جانب من الحسبة استنبح كلاب الدنيا كلها، ولاعلاقة له بمصطلح الإسلام السياسي، وهو ظاهرة من ظواهر الصحوة الإسلامية,, إلا أن ذلك لا يسمّا صحوة في بلادنا السعودية كما سبق ذكره,, كان ذلك صحوة في مثل أمنا الكبيرة أرض الكنانة؛ لأن كل ما قبل عام 1996م هو حرية فكر وتعبير، وبأناقة العصر التي تستجيب لمطالب الحرية بتهذيب العبارة، واحترام حرية الآخرين ومشاعرهم في أديانهم إلا الإسلام وأهله فليسوا داخلين في شروط الحرية,, وكان أقطاب الحرب العالمية بزعامة روزفلت قرروا الحريات الأربع ولم يستثنوا ديناً من دين، ولا يزال التقنين على الورق جارياً إلا أن حق حرية الدين الإسلامي، وحماية مقدساته وقدسية أهله,, كل ذلك يصادر بكثافة في سلوك قُوا الأرض متجاهلين أهم وأوضح شرط في موضة الديمقراطية,, وأعظم ظلم يُقترف بحق أمتنا هو ما يقترفه أبناأ جلدتنا؛ لأن أيدلوجية الماركسية وفنون العلمانية أخرجتهم عن جنسيتهم، وعن الانتماإ القلبي الشجاع لدينهم وتاريخهم الذي كان الإسلام شرطاً لوجوده بالوضعية التي كان بها العرب أمة ذات حضارة وديار وعطاإ.
ولو جاء في عمل إبداعي تعبير استفزازي للعرب لأجمعت الأمة بما فيها المنتمين للإسلام كافة على محاسبته بمقتضيات الحق القانوني للرقابة، ولم يكن حينئذ مقدساً تقديساً يعلو قدسية القومية,,وقل مثل ذلك لو كان العمل مستخفاً بالكنانة أرضاً أو شعباً,, وما يسري على أرض الكنانة يسري على غيرها.
قال أبو عبدالرحمن: لقد قلت كثيراً: إن العلم المعاصر الذي غُبِنَّا فيه، وأصبحنا عالماً متخلفاً لايعدو أمرين: إما اكتشاف مغيب من موجودات في السماإ والأرض رطبها ويابسها، أو اكتشاف قانون كوني تُعلَّل به بعض الأحداث,, وإما اختراع وصنع,, وكل ذلك يحقق المتعة والتسلية، أو ضرورةً وحاجاتٍ وكماليات للأمة، أو القوةَ التي تحميها وتحمي حقها عسكرياً,, ولقد حققت أمتنا الإفادة من قدراتها ومن قدرات العالم الأقوى في كل ما يغرقها في المتعة ابتكاراً واجتراراً، وتوريداً وتصديراً، وأسهمت في تحقيق حاجاتها ولم تحقق الاكتفاء الذاتي,, وظلت في دائرة العزل والحجر فيما يحقق لها القوة إلا ما استوردته بنزيفها بشروط مجحفة تُبقي على تجزأَتها، وتمنع من التحامها، أو ان تكون مهاجمة إلا لغاية تُراد لها، أو ان تكون مدافعة إلا في حدود وضعية رُسمت لها.
ولو حققنا القوة العلمية ابتكاراً وسبقاً وانتاجاً لما كان لذلك قدسية فوق قدسية الدين، بل يكون توظيف القوة لما يمليه الدين بحكمته وعدله ومرحمته,, أفيكون بعد هذا العمل الإبداعي أدباً وفناً وذلك في دائرة الاستراحة والمتعة والترف الفكري إذا فقدت الأمة عزائمها، أو استراحت بها بعد جهاد مثمر فوق قدسية الدين؟!,, أيكون ذلك والأمة تريد إزالة غبن التخلف عنها بحماية كيانها الذي هو هُوِيَّتُها (من نحن؟) في ممتلكاتها من الرقعة والموارد، وفي شرط هُوِيّتها من الدين واللغة والتاريخ؟,, والعمل الإبداعي قيمته الجمال، والتعبير عن المشاعر المباركة، واستقطاب الناس لها بانفعال جمالي آسر,, فإن كان ذلك الجمال محضياً مجانياً كان كلعبة التنس لا يُقبل في مصادرة زمن مُأَقَّت للعزائم، بل يمارس لقيمة تربوية يُخضع بها الممارِس محضية الفن للغاية من أجل اكتساب نشاط جسمي أو ذهني يمارس به الواجب.
ومن قيم الجمال العظمة والجلال، والذين ينادون بقدسية العمل الإبداعي بالوضعية التي برم بها سواد الأمة ممثلة في تحرك الأزهر: إنما ينادون بضيق العطن الإبداعي؛ وذلك تخلّفٌ في الموهبة بلا مراإ,, وينادون بإسقاط أهم القيم الجمالية من العظمة والجلال,, وبعد هذا كله يحررون برغبة سلوكية دلالة التعبير الجمالي من الخضوع لقيمتي الحق والخير,, بل الخضوع للقيمة الجمالية بمفهوم العظمة والكمال.
لماذا؟,, لأن العمل الإبداعي الذي شرط وجوده الكفر بالرب، والتجديف في حقه (فنان فاشل!!): ضيِّق العطن؛ لأنه لا يملك الانطلاق بتعبير جمالي مهذب، بل وجوده المعتبر مشروط بالتجديف,, ومشاعر الأمة وحصيلة براهين عقولها المتضافرة، وتجربتها التاريخية وقت عزها: كل ذلك قائم على اليقين العلمي وتهاوي كل الشبهات على ان الله حق، وكتب الله حق، ورسل الله عليهم السلام حق، ودين الله حق، والجنة حق,, الخ,, الخ؛ فالإبداع العاجز عن معايشة هذه الحقائق جمالياً إبداع ضيق العطن، والإبداع الذي يُأذي المشاعر المفعمة بهذه الحقائق إبداع معتدٍ على حرية المسلمين في ارضهم وسواد جماهيرهم؛ فارتفعت حرية الممارسة الإبداعية الفردية بالحقوق الكيانية للأمة، وبثوابت الحق والخير، وبأهم مطالب الجمال من العظمة والجلال.
وقد يكون القبيح جميلاً عند عدونا وعدو ملتنا وكياننا الذي يجعل في التجديف جمالاً بمنطق الكفر، ويجعل في اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقول القرآن جمالاً بمنطق الملِّيِّين من أهل الكتاب، ويجعل حرص الصحابة رضوان الله عليهم على ميراثهم من نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم مثلبة لهم بمنطق الكره الملي والطائفي والشعوبي والعرقي لتاريخنا؛ فهل يرضى بعد هذا نادي نجيب محفوظ أن تكون هذه المطالبة العدوانية على هوية الأمة في أرضٍ أكثريتها شرطاً لوجود العمل الإبداعي وتوظيفه؟,, نعم فعل الماركسيون والعلمانيون ذلك؛ لأنهم انسلخوا من هوية الأمة إلى ضياع الأممية.
وكون حكاية الكفر ليست كفراً استدلال في غير محله؛ لأن العمل الإبداعي يفتعل الحكاية,, ولا غضاضة في ذلك إذا تجاوزها الحاكي بوجل فني، وأزهقها ببراعة جمالية خشوعة؛ فليراجع المغرورون بصيحات العلمانيين هل الحبكة والعقدة في أمثال وليمة لأعشاب البحر على هذا المستوا الفني الجمالي الغيور؟!.
وأما أن التكفير ليس من حق بشر فصحيح، وكذلك رفع الكفر ليس من حق بشر,, إن ذلك حق الله في شرعه، فالحكم بكفر فعلٍ أو قول أو معتقد حق جميع سواد الأمة بالإحالة إلى شرع الله,,والحكم بكفر الممارِس حق من لهم حق بكل قانون في النظر في الجرائم والمجرمين.
إن الحيلولة دون السلطة القضائية في إدانة المتهم بالطرق الإثباتية أو تبرأته، وتبصيره بلازم ممارسته ليلتزمه أو أن يتراجع عما يفضي به إليه التزامه,, إن ذلك اعتداء صارخ على حرية التقاضي التي يحتاجون هم إليها في مآربهم.
وتبرأة المتهم من أجل توبته أو جهله لايعني السكوت عن الممارسة نفسها والحكم فيها بالكفر أو الفسق أو الردة، فالحكم بكفر الممارسة شيأ، والحكم بكفر الممارِس شيأ آخر.
ثم ما وجه الارتباط بين اتهام شيخ الأزهر بأنه موظف حكومي لصدّ تيار الإسلام السياسي؟!,, إن العلاقة ضدية؛ لأن ما قام به شيخ الأزهر هو الذي يريده ما يسمونه تعميماً مجحفاً بالإسلام السياسي لا مايريده المرجع الحكومي المحرج بمنطق اتهامهم هم أنفسهم للحكومة ,, بل هو إرادة سواد الأمة المسلمة.
ومن التحدي لجلال المنطق قول الدكتور زقزوق: يُحمل على الإيمان إذا وجد منه 001/,, ,, قال أبو عبدالرحمن: هذا عكس للحقائق؛ لأن الإيمان باتفاق أهل الألسن ما كان عقيدةً خالصاً من الشك، وما كان تعبيراً خالياً من التجديف,, أما الكفر فيتحقق مفهومه بوجود التعبير عنه مهما أحاط به من كلمات إيمان نثرت تضليلاً.
وأما ديوان أبي نواس وهو أزمة هذه اللحظة فقد أعلن الأستاذ محمد غنيم رئيس هيأة قصور الثقافة بوزارة الثقافة المصرية أكاذيب جمال الغيطاني في دعواه إحراق الوزارة لديوان أبي نواس، وأن التراث أصبح في ذمة التاريخ,, يعني انه يبقا بمطلب تاريخي ضروري، وإنما المعارضة لنشر ثلاث روايات ضمن سلسلة أصوات أدبية تسيإ إلى الدين والأخلاق بقبحها الفني,, ولفت النظر جاأ من الدكتور محمد جمال حشمت نائب الإخوان المسلمين في البرلمان (6) ,, إلا أن القناعة اليقينية حصلت عند مسأولي وزارة الثقافة بعد المراجعة,, ووزارة الثقافة جهة تمويل؛ لهذا كان مطلب الدكتور محمد جمال لجهة رسمية مطلباً وجيهاً: بأن لا تنفق المال من أجل نشر الفحش على المواطنين,, واعترفت الوزارة بالواقع مشكورة بان إنفاق المال في خدمة النشر من أجل تثقيف المواطنين، وليس لترويج ما يُسيإ إلى الدين والأخلاق,, وكان صدا العلمانيين هو الصدا نفسه؛ فأعلنوا أنهم سيقطعون صلتهم بمعرض الكتاب الذي سيبدأ في 24 يناير الجاري، وحصروا حجتهم في تعيين محمد غنيم خلفاً لعلي أبو شادي؛ لأنه أدَّا أمانته في إيقاف التمويل للقبح الفني (7) .
وأما مسألة محاكم التفتيش فتهويل ممجوج؛ لأن هذه الظاهرة إنتاج دولة كافرة غازية أرادت طمس هوية المسلم في أرضه، وسرقة دينه بأساليب من التعذيب والقمع والتصفية والتدجين لا يقرها أي دين أو فلسفة لإيغالها في الهمجية وبعدها عن المرحمة,, وما يجري في أرض الكنانة إنما هو لإحقاق الدين وتثبيت الهوية، ولم يُضرب لأحدٍ ظهر، ولم يوقع بأحد إضرار بحبس أو إيذاإ في النفس بالنسبة للروايات الثلاث ,, على ان بعض المواقف كانت رخوة كموقف الأزهر من كتاب عبدالصبور شاهين، ولا لوم عليهم في هذه المرحلة لتكالب أعداإ الأمة في الخارج ومن فلذات أكبادها في الداخل، وإنما نحن في بداية مسيرة خيِّرة مباركة.
إن تحرك الأزهر ووزارة الثقافة والمأسسات الدينية بأرض الكنانة لحماية حقوق الأمة صحوة إسلامية بلا ريب؛ لأنها جاءت بعد التخاذل المزري فيما بين 52 و1996م حتى أصبح الطارإ المأذي المعادي للأمة هو الواقع الذي أثار استغراب العلمانيين، ورأوا أن دعوات الإصلاح هي الموقف الرجعي الطارإ,, وهذه الصحوة تعتبر في بلادنا السعودية وجوداً تاريخياً، وحماساً شبابياً يشد من عزيمة المأسسات الحكومية التي لم تستبح إثماً يكون على المدا واقعاً مألوفاً، وإلا لقاإ عن هذه المنشورات، وقلم الرقيب، والإرهاب القضائي القانوني المشروع والإرهاب العدواني، وظاهرة التدين، ومتا تُسمَّا صحوة، ومتا تكون إسلاماً سياسياً، والله المستعان.
الحواشي
(1) مع الوعي الديني هبت الأقطار العربية والإسلامية تطالب بمثل هذه المأسسة لتكون فوق مستوا التقزيم في دوائر بوليس الآداب العامة، ولم يتحقق ذلك على الصعيد الرسمي,, ولما طالب الشيخ يوسف البدري وهو عضو برلماني بارز بتشكيل وزارة للحسبة بمصر، وقام بمبادرة فردية؛ فشكل جماعة للنهي عن المنكر في منطقة عين حلوان: أُحبط مشروعه رسمياً,, ويحسن مراجعة مجلة المجلة عدد 1055 في 30/4 6/5/2000م ص16 31.
(2) قال شيخنا أحمد يوسف القادري: أنا سمعت عبدالناصر يقول: الشيخ الأزهري يخبط فرختين يطلع فتوا عندما كنت طالباً بالأزهر.
(3) قال شيخنا أحمد: وأنا قرأت المقالة التي كتبها أحمد بهاإ الدين الشيوعي يومئذ: أهوه محمد أفندي عنده تسع دجاجات في جريدة المساإ الشيوعية.
(4)ألا بفتح الهمزة تكتب لامها علا الألف، وينبغي أن يكون هذا حكم ذات الهمزة المكسورة؛ لأن الأصل في الرسم النطق، وتتميز الاستثنائية بتشديد اللام.
(5) انظر مجلة الوسط عدد 436 في 5/6/2000م ص24.
(6) جاأ في مجلة الوسط عدد 468 في 15/1/2001م ص20 نقلاً عن الدكتور عصام العريان القطب البارز في جماعة الإخوان : إن التحقيق الذي باشرته وزارة الإعلام في الروايات بدأ قبل ان يأخذ طلب حشمت مجراه الطبيعي .
(7) انظر جريدة الحياة عدد 3819 في 14/1/2001م ص6,, وجاأ في جريدة الحياة عدد 13820 في 15/1/2001م ص1و6: أن الغيطاني عاد من جديد فادَّعا ان حرق الديوان معنوي؛ لأنه كُدِّس في المخازن,, إلا ان محمد غنيم طرد الكذاب إلى باب بيته؛ فأوضح ان التخزين للكتب عمل تلقائي، وان ديوان أبي نواس سيوزع ابتداأً بمعرض الكتاب,, وانظر عن هذه الزوبعة أيضاً مجلة المجلة عدد 1093 في 21 27/1/2001م ص30 بقلم فراج إسماعيل، وجريدة الحياة عدد 13824 في 19/1/2001م ص5,, وكانت هذه الزوبعة مادة خصبة للتكهنات عن تغيير وزاري مرتقب في مصر,, قال نبيل أبو ستيت في جريدة الشرق الأوسط عدد 8089 في 20/1/2001م ص6: ثم قفز اسم فاروق حسني وزير الثقافة لصدارة قوائم التغييرات، بعد أزمة مصادرة الروايات الثلاث، وما ترتب عليها من الإطاحة بعدد من المسأولين في وزارة الثقافة، فقد ذهب عدد من معارضي فاروق حسني إلى أنه قرر التضحية بهؤلاء المسأولين المقالين حفاظاً على مقعده الوزاري، كما فسروا ايضاً موافقة الوزير على إيفاد الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إلى الولايات المتحدة في مهمة تستمر ثلاثة أشهر باعتزامه تفريغ الساحة الثقافية من كل الأسماإ التي قد تطرح بديلاً له .
ويثلج الصدر هذا الخبر الجديد الذي نشرته جريدة الحياة في عددها 13827 في 22/1/2001م ص5 : عقد رئيس هيأة قصور الثقافة في مصر السيد محمد غنيم اجتماعاً مساأ أول من أمس مع رؤساإ تحرير الإصدارات التي تنشرها الهيأة,, وعكست وقائع الاجتماع نجاح وزير الثقافة السيد فاروق حسني في تحقيق نقاط لمصلحته على حساب معارضيه من مثقفين يخوضون حرباً ضده؛ إذ حضر الاجتماع غالبية رأساإ تحرير الإصدارات على رغم أن بعضهم كانوا أعلنوا استقالتهم من مناصبهم في إطار الحملة على الوزير,, ولم يغب عن الاجتماع سوا رئيس تحرير سلسلة الذخائر الأديب جمال الغيطاني، ورئيس تحرير سلسلة آفاق السينما الناقد كمال رمزي اللذين كانا بعثا إلى غنيم باستقالتين مكتوبتين، ورئيس تحرير سلسلة آفاق الكتابة الأديب ابراهيم أصلان الذي أرسل أمس استقالة مكتوبة بعدما تردد أثناأ الاجتماع انه اعتذر لظروف خاصة عن عدم الحضور.
وعلمت الحياة من مصادر حضرت الاجتماع أنه تم مناقشة اقتراحات بأسماإ مرشحين لتولي رآسة تحرير الإصدارات التي استقال المسأولون فيها وتوسيع عضوية لجنة النشر التي ستتولا مراجعة عناوين الكتب وموضوعاتها قبل إحالتها علا المطابع، وكشفت المصادر انه تم الاتفاق على مراجعة 15 عملاً أدبياً مرة أخرا بعدما كانت صدرت موافقات بطبعها للتأكد من خلوها من أي عبارات قد تفسر على أنها خروج عن الآداب العامة، وأنه سيتم حذف بعض العبارات من كتب أخرا تفادياً لأزمة جديدة قد تتفجر بسبب بعض ما جاأ فيها من عبارات
|
|
|
|
|