من أمراض المناطق الحارة البهاق,.
وكمصاب به استطيع ان اصفه بأنه شامة بيضاء,, لكنها تتسع وتنكمش وتتعدد مواقعه في الجسم بخلاف الشامة السوداء مثلا.
وهو علمياً موت الغدد اللونية تحت الجلد فيتحول الجلد الى اللون الابيض,, وهو غير معد,, أما مسببات موت تلك الغدد فقد تكون وراثية وقد تكون نفسية كالصدمة من خوف أو حدث,.
90% من الذين يُصابون بالبهاق يُصابون به وهم دون العاشرة,, وحينما يصيب الطفل يسبب له هزة نفسية قد تصل الى الاعاقة,, فيعيش منطوياً.
هذا المرض له مكافحات تساعد على وقف انتشاره لكن ليس له علاج,, ويقولون ان سبب الفشل في اكتشاف علاج له ان المرض ورغم وجوده في عالم المناطق الباردة أيضاً الا ان بياض بشرتهم اصلاً جعل من هذا المرض امراً غير ملحوظ فلا يشكو منه احد,, وبالتالي لم يهتموا بدراسته واكتفوا بما يصلهم من مراكز أبحاث المناطق الحارة,, وهي كما تعلمون تمثل واقع اهلها الذين يجاهدون التخلف,, علماً بأن المصريين لهم الريادة في دراساته على مستوى العالم.
لي تجربة مع هذا المرض مريرة,, فقد بدأت علاجه في مطلع الثمانينات الهجرية وكنت حينها في اولى ابتدائي بحقن في العضل يومياً عدة اشهر,, وكانت رحلة عذاب صباحية لطفل في السابعة من عمره,, تبعها في الصيف رحلة الى ابي عريش والعلاج عند طبيب شعبي,, كانت وصفته سلخ بقعة الجلد المصابة.
وفي التسعينات الهجرية حينما بدأ الاختصاصيون في الامراض الجلدية بالتوافد للبلاد بدأت رحلة عذابات اخرى منها التعرض للاشعة فوق البنفسجية والتي تلهب الجلد حد البكاء,, ووصفات أدوية تأثيرها على الكبد يفوق فائدتها للجلد.
والآن وبعد مرور ثلاثين عاما على تلك المعاناة,, ما زال علاج البهاق كما كان حين ذاك,, لا لسبب الا لأنه من امراض المناطق الحارة.
|