أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd February,2001 العدد:10354الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ذو القعدة 1421

تحقيقات

نفرت السكان وشوهت المنظر
في حي العريجاء الغربي بيارات آسنة تنزف على مدار الساعة
السحيم: قدمنا الشكاوى للأمانة ومصلحة المياه لكن دون جدوى
* تحقيق : فارس القحطاني - وغازي القحطاني
منذ ست سنوات وسكان حي العريجاء الغربي بمدينة الرياض يعانون من فيضان بيارات تدفقها مستمر على مدار الساعة ومع استمرار هذا النزيف الكريه المنظر تزداد نسبة المعاناة وتتشعب وتتعدد المضار لتشمل الصغار والكبار الراكب والراحل وتطال حتى السيارات جراء ماتسببه من تشققات وحفر تأخذ في الاتساع يوماً بعد يوم على اسطح الارضية والشوارع المسفلتة,, الامراض الصدرية وامراض الجيوب الانفية والعيون تمكنت من اطفال الحي بفضل تزايد اسراب البعوض والذباب وتطاير الغبار الملوث، والمدارس الاهلية رفضت نقل طلاب الحي بحجة ان العبور عبر تلك الشوارع يضر بالاطفال الآخرين من الاحياء المجاورة، المصلون يتوجهون للمساجد خمس مرات وسط برك ومستنقعات قد تؤثر على طهارة ملابسهم وتؤذي مسيرهم خاصة في الامسيات والفجر,, حلول ابتكرها سكان الحي ولكنها تبقى محدودة لعدم خبرتهم وقلة امكاناتهم وهم عبر هذا التحقيق يعترفون بذلك محملين الامانة ومصلحة المياه المسؤولية,, الى التفاصيل:
من المسؤول؟
* التقينا مع سكان حي غرب العريجاء ومنهم المواطن فهد صالح السحيم حيث يقول: الحي يواجه انعدام وجود الصرف الصحي المناسب لحجم السكان والمنازل، ونواجه حرجا كبيراً عند زيارة الاقارب والاصدقاء لنا في بعض المناسبات مثل الاعياد والعزائم وغيرها حيث يضطرون الى الالتفاف حول المجاري الآسنة او نضع معبراً فوقها من اخشاب وبلاط وغيرهما لتيسير وصولهم الى منازلنا,, واسترسل السحيم في سرد مشكلتهم حيث قال: قبل ست سنوات الى هذا اليوم ونحن نقدم المعاريض والشكاوى الى مصلحة المياه والأمانة العامة لتدارك الازمة قبل استفحالها ولكن دون جدوى الى ان انفلت زمام الأمر وهانحن نجني ماتقاعست عنه مصلحة المياه والصرف الصحي, ويذكر السحيم بان هذه المياه تخرج من منهل شركة الهاتف حيث قمنا بالاتصال عليها وعند معاينة الموقع اخلوا المسؤولية وحملوها مصلحة المياه حيث قالوا بان اسلاك الهاتف مغلفة بانابيب بلاستيكية لاينفذ الماء اليها وتخوف السحيم من استمرار هذا الوضع حتى يصل الى الهاتف خصوصاً بان هذه المياه ليست مياه بلدية بل مجاري وقد تحمل كميات من المنظفات الصحية التي تذيب بعض انواع البلاستيك مع مرور الوقت.
ظهور الأمراض
وفي مكان آخر التقينا بالمواطن احمد ابراهيم الشهري حيث يقول: في السابق لم نلاحظ البعوض بهذه الكثرة والآن اصبحت اعدادها اكثر من الذباب ولقد تولد لدينا خوف شديد بعدما سمعنا ماحصل في منطقة جازان من حمى الوادي المتصدع واسباب انتقالها من شخص الى آخر وهذا ليس بعيد عنا وخصوصاً أن المجاري تعبر الحي من أوله وصولاً للشارع العام شارع سعد بن معاذ ومع تكاثر البعوض وتكاسل البلدية عن الرش وهو اضعف الايمان وسيلان هذا النهر اصبح الاطفال في مايشابه السجن لحرياتهم وملاقاة اقرانهم للعب معهم ونخشى من مضاعفات الوضع مع هذا الاهمال واللامبالاة من قبل البلدية، وقال:
لتلافي هذه المعضلة وضعنا مجموعة من البلك ولكن دون فائدة وبدلاً من انقاذ الموقف ازداد تعقيداً خصوصاً في الليل حيث ارتطمت اكثر من سيارة بالحواجز كما خلف ذلك مشاكل لصاحب السيارة اضرار جمة وهذا يحدث بشكل شبه يومي، وفوق ذلك لم يستفد السكان من هذا الشارع علماً بانه اقرب الشوارع الى الطريق العام وعوضاً عن ذلك يلتفون من خلف الحي للوصول الى الطريق العام ومنه الى اعمالهم.
ويضيف الشهري بان هذه المشكلة لم تصبح حكراً على سكان الحي بل امتدت الى المدارس نفسها بحيث امتنع الكثير من المدارس الاهلية من اخذ اولادنا من منازلهم وارجاعهم الى البيت بعد انتهاء اليوم الدراسي متعزرين بوجود هذا النهر وكثرة البعوض وخوفاً على صحة وسلامة الاطفال امتنعوا من اخذ اطفالنا الى مدارسهم ولقد اضافت هذه المشكلة مشقة لنا في توصيل ابنائنا الى مدارسهم يومياً.
أضرار متعددة
والتقينا مع احد المتضررين من سكان الحي المواطن حسن محمد مبارك حيث قال بان هذه المجاري سببت خرابا واضرارا في السفلتة ممانجم عنها حفريات كبيرة مغمورة بالمياه الآسنة التي لايمكن تلافيها في الليل من قبل السائقين، ونحن بالتالي لم نترك وسيلة او حلا الا اشرنا إليه في شكاوينا للمسؤولين فقط نرجواعادة السفلتة حفاظاً على ممتلكات السكان وعلى اطفالهم من تراكم المياه ومافيها من جراثيم وامراض قد تصيب الاطفال في حال وقوعهم فيها او انتقالها لهم من لدغة بعوض او غيرها من الحشرات التي بدأت تظهر بشكل مخيف في السنوات الماضية واضطررنا الى دفع مبالغ الى وايتات الشفط يومياً للتخلص من هذه المجاري ولكن الى متى ندفع؟، واضاف يقول: بعد عدة محاولات في استجداء البلدية تكرمت علينا بارسال وايت شفط وبعد ان شفط المياه ما ان خرج من الحاره حتى عادت المياه كما كانت وهذه المرة الوحيدة منذ ست سنوات رأينا فيها وايت للبلدية يعبر وسط الحارة.
واسترسل مبارك يقول: نعرف الكثير من موظفي المصلحة الذين عقبوا على المعاملة ولكن لاحياة لمن تنادي!! واعتبروا هذه المشكلة مشكلة عابرة وستزول مع مرور الوقت فقط.
أخطاء متكررة
وقال المواطن محمد بن هذال قائلاً بان التخطيط للحي من قبل البلدية يشوبه الكثير من الاخطاء ومن هذه وجود بيارة واحدة تصب فيها مجاري الحارة باسرها بماتحويه من اوساخ وفضلات وغيرها، ونحن سكان حي العريجاء الغربي لانحظى باهتمام من البلدية كما في الاحياء القريبة من خط المية علماً بانهم الاقرب الى وادي لبن ومايتبعه من مشقة في شق المجاري والحفر في الصخور لايصال الخدمة لهم,, ويؤكد بألم قائلاً:
اصيب اطفالنا بامراض صدرية مثل الربو ويذكر بان احد ابنائه اصيب بكتمة في صدره وعندما كشف الطبيب عليه قال بانه يعاني من مرض الربو ويجب ان يستنشق هواء نقيا وعندما سئل عن وجود مصانع او ماشابه حول المنزل اجبت بالنفي ولكن يوجد بيارة طافحة لاكثر من ست سنوات دون توقف بل هي في ازدياد يوماً عن يوم ولقد كشف الطبيب اسباب الاصابة وهي الروائح الخانقة التي تتطاير من البيارة باستمرار.
وافكر الآن ببيع البيت والانتقال للسكن في مكان آخر حفاظاً على سلامة اولادي من انتشار الامراض.
ويذكر بان الاراضي في الحي انخفضت اسعارها تدريجياً مما ادى إلى ابتعاد الناس عن البناء فيها اعتقاداً منهم بوجود مشاكل في الحي او بسبب سوء سمعة الحي او ماشابه دون التحقق من ذلك بأنفسهم او عن طريق اصحاب مكاتب العقار.
انتشار الروائح
وكما التقينا بالمواطن عبدالله بن محمد السهلي وهو من سكان الحي وتحدث لنا عن المشكلة وقال بان هذه المياه التي تجري على مدار العام ومنذ اكثر من سنوات لازلنا نعاني منها دون حلول جذرية من قبل مصلحة المياه التي اكتفت بشفط المياه لمرة واحدة فقط كما نجم عن هذه المياه التي يكسوها اللون الاخضر على طول الشارع الروائح الضارة والتي تقض مضاجعنا في استمرار دائم على مدار العام ونعاني منها عند الخروج لاداء الصلاة فنخرج خمس مرات في اليوم وعلى مدار ستة اعوام ونحن نضع اللثام بالشماغ عند الدخول او الخروج كما ان البعض منا لايغادر منزله هرباً من الروائح التي تكاد تخنق انفاسنا ونحن في داخل منازلنا واحواشنا لانستطيع ان نجلس فيها في اوقات العصر او عند غروب الشمس والاستمتاع بالجو ونحن لانزال نطالب مصلحة المياه ان ترى لنا حلاً وباسرع وقت.
كما يضيف السهلي بان نتيجة استمرار تدفق المياه فان الاراضي الفضاء المجاورة للشارع تشرب هذه المياه وبدورها تتسرب إلى اعماق الارض ثم تدخل الى اساسات المنازل وتبدأ بالنحت عليها الى ان تقضي على الاساسات الخرسانية ثم تبدأ في القضاء على الاسمنت المصبوب على هذه الاساسات وعندها يبدأ المنزل بالهبوط وتبدأ ظهور التشققات وهذه التشققات تختلف من نوع الى آخر وكل منها له انذاره الخاص به فالطولي له تحذير والعرضي والمائل وهكذا فان منزلنا تعرض الحوش الخاص به او الساحة الامامية للمنزل لاختلال في مستوى الطابوق ويدل ذلك على ان المياه قد تسربت الى اسفل المنزل والخوف من تسربها على اساسات المنزل والقضاء عليه ويصبح مهددا بالسقوط ويعد هذا المنزل راس المال الوحيد الذي يأوينا ويعد بمثابة منزل الاسرة الكبير الذي نجتمع فيه مع كل آخر اسبوع نحن واقاربنا وارجو ان لا اخسره في القريب العاجل.
انعدام النظافة
كما تحدثنا مع احد سكان الحارة او الشارع المتضرر وهو الاخ ناصر السهلي وتحدث لنا عمايلازمه من مشكلات منذ ظهور هذه المشكلة حيث قال بان هذه المشكلة قد خلفت مشكلة اخرى تتمثل في عدم قيام سيارات النظافة بالتجول من خلال الشارع لتفريغ الحاويات بسبب هذه المياه وماقام به سكان الحي بوضع الحجارة والبلك لتحديد وتوجيه مجرى المياه الى خارج الحي وهذه الاجتهادات تعيق حركة سيارات النظافة وهكذا تخلت عنا وعن النظافة التي كنا نعهدها في السابق فتجد الشارع يعاني من المهملات وبشكل ملحوظ ولايوجد اي سيارات نظافة تقوم بالعمل والى اليوم الوضع كما هو دون حراك او حلول.
كما ان الحي افتقد الشعور بالحياة فلا تجد احدا يرغب في البناء وخاصة الشارع الذي نقيم فيه بسبب هذه المياه الجارية والتي اصبحت تشكل لدى اصحاب مكاتب العقار هاجسا في عمليات التدليل ومحاولات بيع المنازل فتجد ان الزبون اول مايقع عليه نظره هو المياه التي تشكل مثل الغدير الذي ينشق عن نهر جار فبذلك يخسر صاحب مكتب العقار هذه البيعة كما تشاهد فقد حولت الاراضي الى مواقف للسيارات لكي لاتؤثر المياه على البيارات لطول وقوف السيارات امام المنازل وهكذا تجد الشارع خاليا من السيارات الواقفة بجانب المنازل فتظن ان الحي خالٍ من السكان.
جهود السكان
كما التقينا بالمواطن سعيد محمد حمدي وتحدث عن المشكلة الواقعة بالحي حيث قال: لقد فرضت هذه المشكلة التي لازمتنا لمدة ست سنوات على سكان شارع سعد بن معاذ ان يتداركوا الموقف وان يجدو الحلول اللازمة للحد من تفاقم هذه المشكلة فما كان منهم الا ان وضعوا المطبات الخرسانية لتوجيه المياه الى مصارف المياه التي هي الاخرى تعاني من عدم انسيابيتها وجريان المياه فيها وتجد المياه تمر بمحاذاة المصارف لا إلى داخلها وهكذا قام السكان ببناء الارصفة حيث توجيه المياه إلى خارج الحي خوفاً من تسربها إلى باطن الارض ثم الى المنازل ووضع الطابوق والخشب حول منبع او مصدر هذه المياه يجعلها في اتجاه واحد ولكن جهود المواطنين لايفي بالغرض وكل هذا ولازلنا في امل ايجاد حل نهائي ومريح لهذا الشارع من حي العريجاء الغربي.
ويضيف حمدي بأن هذه المياه اصبحت تشكل مصدر ايذاء للحارة بحيث تجد الشخص يعبر الشارع الى آخره للذهاب الى الجهة الاخرى خوفاً من اتساخ ملابسه او الانزلاق جراء العبور خلال المياه ونحن الشباب نواجه هذه المشكلة فكيف بكبار السن وكذلك النساء وكبيرات السن عند قيامهم بزيارة الجيران وكذلك قيام بعض الشباب الطائش برش المارة بالمياه عند العبور بجوارهم دون احترام او تقدير وهكذا تجد الشارع خاليا دون ماره او سيارات او نظافة وارجو من المصلحة ان ترأف بحالنا وتنقذنا من هذه الورطة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved