عزيزتي الجزيرة
من نعم الله علينا أن تفضل علينا بنعمة الاسلام حيث قد ضل كثيرون عنه، فالله تعالى ارتضى لنا هذا الدين العظيم وجعله من اكمل الديانات (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً).
ومن محاسن هذا الدين وأسسه أن كرم بني آدم (ولقد كرمنا بني آدم),, ذكراً وأنثى,, والوقفة هنا حول تكريم الإسلام للمرأة وحفظه لحقوقها وصيانته لعرضها وشرفها وكرامتها,, وبيان زيف ما يدعيه دعاة تحرير المرأة والمنبهرون بحضارة الغرب الزائفة البائسة,, الناعقون,, بتحرير المرأة,, (وهم في الحقيقة) يريدون حرية الوصول الى المرأة)!!,, وهذا من أصدق ما يمكن أن يقال عنهم.
والذي دفعني للإدلاء بهذه الوقفة حول هذا الأمر,, هو تعقيب على ما كتبه د, فهد ابراهيم الابراهيم في يوم الاربعاء بتاريخ 29/10/1421ه حيث كتب مقالا جميلا يشكر عليه بعنوان (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى),, حيث بيَّن فيه زيف من ادعى ونادى بتحرير المرأة حيث سطر كلمات يشكر عليها في وقت نحن بحاجة الى مثل هذه الاقلام التي تنافح عن حرية المرأة الحقيقية وهي بتركها تعيش حياة الكرامة والعفة التي ميَّزها به ديننا العظيم,, لا حياة ((البؤس والشقاء) ومزاحمة الرجال التي ذاق ويلاتها كثير من الدول المتحررة اخلاقياً ودينياً,, والذين أعلنوا هزيمتهم النكراء في ادعاء تشريع جديد يكفل للمرأة حقها,, حينما انصرفوا عن التشريع السماوي الذي اكرم المرأة وحفظ حقها وعزتها وعفتها,.
وكيف يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!,, كيف يستبدل دعاة تحرير المرأة!! تشريع رب العالمين القائل: (وليس الذكر كالأنثى),, سواء كان ذلك في الخلقة,, والطبيعة,, والتكوين البشري,, وتحمل الاعباء والمشاق,, والكدح في طلب الرزق,, وغير ذلك,, وان كانت المرأة تسعى في طلب الرزق في الأعمال المناسبة لها والتي لا تخدش حياءها ودينها وجبلتها وطبيعتها.
ولكن دعاة تحرير المرأة!! زعموا!! يقولون (الانثى كالذكر)!,, في كل شيء!! وأرادو أن يطمسوا أنوثتها وطبيعتها التكوينية وجبلتها,, ونادوا بمزاحمتها للرجال في كل الأعمال واختلاطها بهم,.
لأن هدفهم,, حرية الوصول الى المرأة وليس حرية المرأة,, وكل هذه النداءات والشعارات تختبىء تحت ستار وقناع (حرية المرأة)!!
وهم بذلك ساروا خلف اعداء الاسلام الذين قالوا: (لن تستطيعوا الانتصار على المسلمين حتى تزيلوا خمار المرأة وتغطوا به القرآن)!!
لأنهم اكتشفوا شرارة فساد الأمة وأنها تنطلق من انتشار التبرج والسفور!!,, ولأنهم عانوا من ذلك في مجتمعاتهم الويلات والانحلال والضياع.
فها هي الكاتبة الغربية (هيلسيان ستانسيري) تقول: (امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه الكثير لقد أصبح المجتمع الغربي مجتمعاً معقداً,, مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة,, وان ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية,, إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وشبابنا جعلت منهم عصابات للفساد والمخدرات ,.
وهذه المقولة ذكرها الصابوني في تفسيره نقلا عن إحدى الصحف بتاريخ 1962م, أي قبل عشرات السنين!! علما ان هذه الكاتبة قد مكثت في مصر شهراً ووجهت هذا الكلام الى المجتمع العربي هناك,.
فكيف ينادي دعاة (تحرير المرأة) بتلكم الادعاءات المزيفة!! ويبدؤون من حيث انتهى الآخرون,, (والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه).
هناك كاتبة غربية أسلمت وقالت بعد اسلامها: إن على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت احكامه وآدابه صائنة لحرماتهن,, راعية لكرامتهن,, محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك وضياع الأسرة .
فالاسلام هو أول من أنصف المرأة وحفظ حقها,, وفرض عليها الحجاب حفظاً لها من أعين الغادرين والعابثين,, فهي جوهرة مصونة.
والله تعالى هو القائل (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
والإسلام هو الذي جعل بر الأم مقدما على بر الأب ثلاثاً والرابع للأب.
والاسلام هو الذي جعل طاعة الأمهات وبرهن سبباً لدخول الجنة حيث عبر بذلك بقوله: (الجنة تحت أقدام الأمهات),, وغير ذلك الكثير من حقوقها في الإسلام ومكانتها,.
فنداءات تحرير المرأة,, مهما نمقت وزخرفت ما هي الا زيف وباطل,, وكلها تتهاوى أمام عظمة الشرع المطهر,, الذي نستقي منه أخلاقنا وقيمنا الأصيلة ونحفظ من خلاله شرفنا وأعراضنا.
ونذكِّر المرأة المسلمة بقوله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله), فمهما حاول الباطل مزاحمة الحق الا ان الحق أبلج والباطل لجلج,, ولا يلبث إلا أن يزول ويمحوه نور الحق المبين.
وأخيراً,, أكرر شكري وتقديري للكاتب الغيور د, فهد الإبراهيم على تلكم المقالة ونأمل منه أن يواصل مشواره في الكتابات الهادفة فنحن بحاجة له ولأمثاله فبارك الله فيه.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون
الرياض
|