أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd February,2001 العدد:10354الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

(التقليص الإجازي سلبية تربوية)
راحة اليومين عقّدت الطالب نفسياً
منذ ذلك الوقت الذي قلبت وغيرت فيه الوزارة سير الإجازة وأنا أتحين الفرصة وأحاول اقتناصها واصطيادها,, لفضفضة المشاعر وتحريك القلم عن هذا الموضوع او بالأحرى عن هذين اليومين,.
الحقيقة أنك أحياناً تنزعج من بعض (الأنظمة,, والتغييرات) التي ما فتئت تنطلق من وزارتنا,, فنحن نعرف الرفاهية التعليمية والتربوية التي وصل اليها طلابنا، نعرف التقدم التعليمي والنقلة الحضارية التنموية التي وصلت إليها مدارسنا وجامعاتنا,, نعرف الاهتمام التربوي التي توليه حكومتنا الرشيدة لطلابنا وطالباتنا وكذلك المحاضرات والجلسات والندوات التي تعقدها الوزارة للنهوض بالطالب تعليمياً وتقنياً وتربوياً,, وهي كذلك لم تبخل عليه بالتربية والتعليم بل أوصلته الى (حد الترف) في التعليم وجعلته يعيش جواً دراسياً تربوياً مليئاً بالراحة ومدعوما بالطمأنينة,, ولكن لم يستمر صفاء هذا الجو الدراسي ونقاؤه,, لم يستمر هدوؤه وركوده فتمديد إجازة عيد الفطر وتقليص إجازة نصف العام,, عكرت صفو هذا الجو وبعثرت أوراقه وعثّرت الطالب نفسياً، فإجازة عيد الفطر ينظر إليها الطالب نظرة كئيبة محملة بالهموم ومثقلة بالصراعات النفسية بين بهجة العيد وفرحته واستئناس الناس وتزاورهم وتقاربهم فيه أو أن يحجز نفسه ويمنعها ويجبرها على تقبل الأمر الثقيل الذي جاء في وقت غير مناسب وهو (الامتحان) حتى أصبح الطالب ثابتا جامدا لا يتحرك في هذه الإجازة إن اراد الاستمتاع وتذوق بهجة العيد (وأيامه الربيعية) الجميلة نغص الاختبار عليه لذته وغير سعادته وإن أمسك بزمام نفسه وأجبرها على أن تعيش عوالم الاختبار ارتسمت في مخيلته,, أيام العيد الممتعة اللذيذة فصرفته وأوقفته عن (المذاكرة) وجعلته يتنقل ويطوف في سماء العيد وأجوائه المليئة بالفرحة والسرور.
أما إجازة منتصف العام (اليومان) فهي حجر عثرة في الفريق التربوي الحضاري الدراسي وهي كذلك لخبطة في البرنامج التربوي الذي رصدته الوزارة للطالب هذا العام,, لأن الأنظمة المدرسية منذ زمن عوّدت الطالب انه بعد كل (جهد اختباري) يحصل على إجازة يحط فيها رحاله ويلقي فيها عناءه ويستعيد فيها حيويته ونشاطه,, ولكن الطالب في هذا الاختبار (انضغط) نفسياً و(تسكَّر) فكريا فمع زيادة القلق والتوتر اللذين افرزتهما أجواء الامتحانات نجد الوزارة تفاجئه بهذين (اليومين) اللذين يستقبلانه في نهاية الفصل فلا هما يكفيانه للاسترخاء (وتليين) العضلات بعد طول السفر وعناء الطريق ولا هما كذلك قادران على دفعه وتزويده (بالوقود) النفسي الذي استنزف أثناء (وهيج الامتحانات) مع انه بحاجة ماسة الى الهدوء والاستقرار والتوازن النفسي خاصة في بداية (الترم) الجديد لأن (التهيئة) النفسية مهمة للطالب في بداية كل مسيرة تعليمية فكلما كانت الأجواء الدراسية هادئة ومطمئنة ويجد الطالب فيها راحته وهدوءه واستقراره زادت عنده (الدافعية) وساعدته على تجاوز المرحلة والتفوق والتقدم وايضاً بعثت فيه روح الحماس وحب المواصلة والاستعداد على التقبل والرقي والتفتح والتقدم,, أما تقليص الاجازات وضغط البرنامج الدراسي فهو (يذوّب) ويقلل من (شحنات) ومخزون (الدافعية) عنده فيقل عطاؤه ويتوقف نتاجه.
ثم ان الوقت الذي جاء فيه (التقليص) الاجازي ان صح التعبير غير مناسب ولا يستسيغه ولا يتقبله المعلم ولا الطالب وهما يشكلان (المحور) للعملية التعليمية لأن هذا (التقليص) جاء في وقت تدفقت وانفتحت فيه الخيرات على هذه البلاد فبعد ان كانت الأرض مجدبة وجافة (اهتزت وربت) ولبست ثوباً أخضر منمقا ومزركشاً بالزهور الربيعية والطالب في هذا الجو (الخَضِر) بحاجة الى الاستجمام واستنشاق الهواء (الصحي) الجميل الذي تمتلىء به أجواء بلادنا الغالية والمنبعث من تلك الرياض الخضرة.
خالد عبدالعزيز الحمادا
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved