| أفاق اسلامية
أخي الحبيب,, احذر من مرض خطير قد تفشى في المجتمعات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ألا وهو مرض التدخين,, فالسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى التدخين؟!.
أخي الكريم,, إن التدخين وباء خطير وشر مستطير وبلاء مدمر، وله أضرار جسيمة وعواقب وخيمة، فبيعه وترويجه جريمة أيما جريمة، وقد وقع فيه فئام من الناس، فاستولى عليهم فعز عليهم تركه، وصعب في نفوسهم أن يتخلصوا من أمره، هذا وهم يملكون قلوبا حية وعواطف اسلامية قوية إلا أنهم ابتلوا به فصاروا من ضحاياه والكثير منهم قد عانى من بلاياه,, فيا من علمت بحرمته وأضراره المتعددة، أعلم رحمك الله تعالى أن مقتضى عبوديتك لله أن تطيعه فلا تعصيه وأن تشكره فلا تكفره وأن تذكره فلا تنساه، واعلم أن التدخين من الخبائث قال تعالى:(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، وان التدخين من التبذير قال تعالى:(ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، وان التدخين فيه قتل للنفس قال تعالى:(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا).
أخي العزيز,, إن المدخن يجرح مشاعر طيبة أحبت له الخير، فيؤذي من حوله بأنفاسه الكريهة، وقد يسقط أولاده بالتدخين وهو لا يشعر لأنه القدوة لهم، كل هذا وهو يعلم علم اليقين ان التدخين سبب في أمراض خطيرة كمرض السرطان، وأن من نتائجه: ضيق التنفس والسعال والبصاق والبلغم والسل الرئوي وسوء الهضم وتليف الكبد والسكتة الدماغية والذبحة الصدرية والصداع والأرق والفشل الكلوي وقرحة المعدة والأثنى عشر، كما أنه يضعف كفاءة الرئة ويصلب شرايين المخ، كل هذا غيض من فيض، فعجبا لعاقل حريص على صحته ما زال يقيم على شربه.
أخي اللبيب,, لكل داء دواء، فإن كنت جاد في ترك التدخين بعد أن استبانت لك أموره واتضحت لك سبله وتيقنت من ضرره، فاليك بعض الأمور المتعلقة بالعلاج للاقلاع عنه:
التوبة النصوح والاخلاص لله: فلابد لك من توبة وعودة صادقة إلى ربك، مع الندم على ما فات، وعدم الرجوع إليه، فمن تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاخلص النية لربك واترك ما تهواه نفسك ابتغاء رضوان الله والخوف من عقابه وسخطه، فالاخلاص أنفع الأدوية وأقواها، وبالاخلاص ستجد المعونة من الله وعدم الخذلان، وستقوى ارداتك التي هي سر نجاحك في هذه المهمة، واياك والتسويف أو التأجيل.
الصبر والدعاء: إن الاقلاع عن التدخين ليس بمستحيل ولا متعذر ولكن يريد صبرا، فمن علم بحسن عاقبة الصبر في هذا الأمر ونتائجه التي هي أحلى من العسل صبر صبر الرجال، فالصبر خصلة كريمة وسجية حميدة، واعلم أن الدعاء من أعظم الأسباب المعينة على دفع ورفع البلاء، فهو ينفع بما حل وبما لم يحل بالانسان، فأكثر من الدعاء وألح على مولاك متحينا أوقات الاجابة والأماكن الفاضلة التي هي مظان إجابة الدعاء.
الاكثار من ذكر الله والاستعاذة من الشيطان: وبذلك سيطمئن قلبك وينشرح صدرك وتسمو نفسك عن سفاسف الأمور.
وفي الختام: إياك واليأس أو أن يدب هذا الشعور فيك أو يجد منفذا إلى قلبك الطيب، واعلم ان رفقة السوء لهم ضلع في ذلك، فهم يذكروك الماضي ويحسنون القبيح ويقبحون الحسن ويجرون الى الرذيلة ويبعدون عن الفضيلة، ولا شك أن الصاحب ساحب وصحبة الأشرار عرضة للزوال ولو دامت مودتهم، فابتعد رعاك الله عن رفقة السوء لتزول وتضمحل عنك الأسباب المعينة على التدخين وعليك بمجالسة الأحباب أهل الخير والصلاح، فهم خير معين للبعد عن المعاصي والآثام، كما أنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء.
والله الهادي إلى سواء السبيل,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهد بن محمد السلمة
مدير مكتب مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالرئاسة
|
|
|
|
|