| الاقتصادية
انتقد أحد الأصدقاء مقالي السابق المعنون أسوأ أنواع المديرين بقوله انك نظرت إلى الجزء الفارغ من الكأس وأخذت المسألة بشكل سلبي، فقلت حسناً سأكتب الحلقة الثانية وفي يدي النصف الممتلئ من الكأس ونحور العنوان ليكون أفضل أنواع المديرين ، لا مشكلة، وبدلاً من المدير التبريري الذي تحدثنا عنه يأتي ذلك المدير الذي يقول النتائج تتحدث، وأداء المدير ينبئ عنه .
أما المدير الموصوف بالدكتاتورية فنستبدله بالمدير الديمقراطي وهذا مصطلح مشهور في أكاديميات الادارة، وتلكم نوعية من المديرين تتسم بالسماحة وحب المشاركة وتشجيع الآخرين وتقبل الآراء واتباع سياسة الباب المفتوح والعقل المفتوح.
ويعجبني حقاً المدير الموقفي فهو أفضل كائن في دنيا الأعمال، وهذه نوعية نادرة من المديرين تقوم بممارسة الادارة بأساليب تناسب المواقف والحالات والظروف التي يعايشونها وتعايشها منشآتهم، انها منتهى المرونة في التعامل مع الآخرين، يتقمص فيها المدير دور القبطان الماهر الذي يمخر بالمنشأة عباب المشاكل والتصدعات وانخفاض المعنويات ويتركز الأسلوب الموقفي في الادارة على عنصر الفن أكثر من العلم بمعنى ان المدير يتكئ على خبراته وقدراته وتقديراته في التعامل مع الناس وهذه قمة النجاح الإداري لأنه لا إدارة بدون ناس ولا نجاح إدارياً بدون معرفة وإجادة التعامل مع الناس, وأفضل من صور الأسلوب الموقفي هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في مقولته الشهيرة لو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، ان شدوها ارخيتها وان أرخوها شددتها .
ويتحدثون في الاكاديميا عن المدير التحويلي أو القائد التحويلي، وأين نجده؟؟ هناك أفراد يملكون موهبة وقدرة على نقل المنشأة من حال إلى حال، وتحويل وضعها رأساً على عقب بأسلوب سلس ومرن وطاقة لا تنتهي على حب التغير واحدث النقلة النوعية المطلوبة، وتندرج صفات القائد التحويلي في قائمة طويلة جداً يضيق هذا المقال عن تعدادها, ولكن المعنى واضح، هو مدير يحدث التغير في النفوس والقناعات والطاقات وأحوال المنشآت, ولكم نحن بحاجة لمثل هؤلاء المديرين ليقوموا بتحويل الأحوال القائمة في بعض الشركات المساهمة إلى وضع مشرق، وللحديث بقية.
|
|
|
|
|