| مقـالات
في حديثنا السابق عن ظفر علي خان قد وعدنا القارىء بذكر النماذج التي تنبىء عن متانة الرابطة التي شدت عراها أواصر المحبة، فيما بينه وبين الملك عبدالعزيز وهي اخوة في صالح الاسلام، وخدمة دين الله وعباده المسلمين بعيدة عن المصالح الدنيوية,, وهي ان شاء الله: محبة في الله ومن أجل دين الله، وإعلاء كلمته، ونصر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن النماذج التي وعدنا القارىء بها نستقيها من البحث المقدم للمؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبدالعزيز.
1 عندما دخل الملك عبدالعزيز مكة كان ظفر علي خان في السجن حيث سجنه المستعمرون لدفاعه عن المسلمين في الهند ومطالبته بالثورة ضدهم، وكان يدير صحيفة تلميذه غلام رسول مهر فكتب في هذه الصحيفة زميندار في يوم 24 اكتوبر عام 1924م الموافق 25 ربيع الاول عام 1343ه اي بعد ثمانية أيام من دخول رجال الملك عبدالعزيز الى مكة فقط تحذيرا للانجليز بعدم التدخل في شؤون الحجاز.
كما أشادت هذه الصحيفة، بالملك عبدالعزيز بن سعود، وغيرته الدينية وآمال المسلمين في تحقيق استقلال الحجاز وجزيرة العرب كلها بواسطته ودعت المسلمين الى أن يدعو الله لنصرة هذه القوة الاسلامية لأن هذا الدعاء هو أكبر وسيلة لتأييد السلطان عبدالعزيز وتقويته.
ويرتبط بهذا: أنه عندما اشتد الخلاف والنزاع حول قضية الحجاز وحكم الملك عبدالعزيز فيه، وصل الامر بخصوم ظفر علي خان في الهند، أن وفدا منهم بقيادة وإمارة محمود آباد، من زعماء الباطنية, قابل نائب ملك بريطانيا في الهند ودعا الحكومة البريطانية الى التدخل في الحجاز وإبعاد الملك عبدالعزيز عنه، وعندما رفض ذلك طلبوا من الحكومة الإنجليزية ومعهم وفد من جمعية خدام الحرمين بالهند الى إعلان وقف الحج لفترة، وصمد ظفر علي خان، في هذه الظروف القلقة الحالكة، على الرغم من تكفيره ومقاطعة جريدته زيندار في تأييد للملك عبدالعزيز، والدفاع عنه، وتكفير من يقرؤها.
وقد عبّر عن عواطفه الإسلامية وأمانيه لإعلاء كلمة الإسلام ووحدة المسلمين، تحت قيادة الملك عبدالعزيز في عدد من قصائده وكان واثقا من تحقيق أمانيه وبرهنت الأيام فيما بعد أنه كان ذا قريحة جيدة ونظر ثاقب وأنه كان صادقا ومحقا في عقد هذه الآمال في شخص الملك عبدالعزيز ص30 .
2 عقد اجتماع بعد احتفالات عامّة في قاعة كنكا برساد التذكارية Canga parshad. memmorial Hall برئاسة السيد سليمان الندويّ وحضور جمع غفير من العلماء، وقد امتلأت القاعة والاجتماع هذا في مدينة لكنؤ، أكبر مراكز المعارضة، وكانت الهند قد اهتزت من أقصاها الى أقصاها في معارضة الملك عبدالعزيز، ولا يجرؤ أحد في لكنؤ ان يقول كلمة في الثناء على الملك عبدالعزيز، أو تأييده لأن علماء فرنجي محلّ كان لهم نفوذ كبير، وكلمة مسموعة لدى العامة في تلك المدينة وجميع هؤلاء العلماء كانوا يضادون السلطات بشدة، وجاء ظفر علي خان الى هذه المدينة للمشاركة في بعض الاحتفالات العامة المعقودة في هذه القاعة، تحت رئاسة سليمان الندوي، وكانت القاعة مملوءة بالحضور وبعد أن خطب سليمان الندوي بحذر ورغم أنه كان من المؤيدين للملك عبدالعزيز جاء دور ظفر علي خان فوقف يخطب بحماسة وقوة في الدفاع عن السلطان ابن سعود، وبدأ الحضور في التململ، ولما لحظ عليهم ظفر ذلك، ازداد جرأة وصلابة كعادته، وأخذ يؤيد السلطان باندفاع ونبرة عالية,, بينما الحضور يقاطعونه بهتافهم ضد السلطان، وهو يهدر كالسيل في خطبته غير مبال بأحد.
وقد سيطر الخوف على الجميع بحدوث اصطدام بالأيدي والكراسي، ورئيس الجلسة السيد سليمان الندوي ساكت لا يستطيع الحراك,, مع تأزم الموقف.
لكن ظفر علي خان ظل يخطب ويجهر بكلمة الحق دون أدنى التفات الى الخطر المحدق به، والى شغب المعارضين لإسكاته وقطع خطابه إلا أن جرأته وثباته بهذه الصورة أوجد رغبة من المعارضين في استماع كلمته فتطور الأمر الى شغب وصراع بين جماعتين داخل القاعة مؤيدة ومعارضة,, مما جعل أحد الشيوخ يتدخل لرفع الجلسة لصلاة العشاء، وأعلن انها ستقام في الساحة العامة الكبيرة بجوار القاعة.
وبعدما صلّى ظفر علي خان العشاء، واصل خطبته في المصلى ولأن المكان كان مفتوحا من جميع الجهات.
وفي قلب المدينة فقد ازداد الحضور من القاعة والمارة، وبلغ أضعاف من كان في القاعة، وخطب ظفر علي خان في هذا المكان قرابة الساعتين، وهو يوضح مزايا الملك عبدالعزيز، ومحاسن أعماله,, وقد أنصت له الحضور بلهفة وشوق,, مما كان أثره ازدياد المحبين والمؤيدين للملك عبدالعزيز.
وكانت هذه هي الخطبة الثانية له بعد اجتماع جمعية الخلافة,, في هذه الساحة حيث لم يرتفع صوت واحد ضده أثناء القاء الخطاب.
3 وموقف آخر من مواقف ظفر علي خان في تأييده للملك عبدالعزيز ومقارعة خصومه بجرأة وشجاعة، فقد عرّض نفسه للخطر في مدينة كانبور Kan pur حيث عقد مؤتمر ندوة العلماء العام والذي يرأسه الزعيم المعروف حكيم اجمل خان,, المحبب لدى الجميع، وفيه عدد كبير من كبار علماء الهند وزعمائها، وفيهم الزعيم الصوفي الشهير: سليمان الفلواروس ، ومشايخ الطرق الصوفية المتعددة في الهند.
وحينما جاء دور ظفر علي خان لإلقاء كلمته، انتهز الفرصة، وخطب بقوة، كما هي عادته في تأييد السلطان عبدالعزيز، منتقدا صوفية الهند، ومواقفهم منه، ولم يستطع سليمان الفلواروس ان يتحمله فتدخل وقاطع ظفر علي خان في كلامه، لكنه لم يبال بتدخله، بل رد عليه بقوة، فطلب سليمان المذكور ان يسحب ظفر علي خان كلماته عنه، ولكنه رفض بل زاد وكررها، وعندئذ بدأ الجو ينقلب، وحدث صخب وشغب وبدأ اتباع سليمان ومريدوه يزحفون نحو المنصة، حيث الخطيب الجريء لا يزال مستمرا في خطبته وهو وحيد وليس معه اتباع وأنصار في ذلك الاجتماع الكبير، ولم يستطع زعيم شعبي محبوب مثل حكيم أجمل خان ان يعيد الهدوء والنظام الى الجلسة وأتباع سليمان يكادون ان يفتكوا بظفر علي خان، لتنديده بشيخهم لكن ظفر علي خان لم يهتم بهم، واستمر في حماسه وخطبته دون أدنى وجل أو تردد أو تلعثم على الرغم من الشغب والتهديد الظاهر.
ونتيجة لجرأته البالغة في ذلك الموقف الخطير، وثباته على قول الحق لم يستطع أحد من هؤلاء ان يمنعه من الكلام او يمسه بسوء ولم يجلس ظفر علي خان الا بعد ان أنهى خطبته كما كان يريد, يقول نسيم سوهدروي راوي هذا الحدث انه شاهد عيان لظفر علي خان في هذا الموقف.
وعلق على هذه الواقعة الأستاذ الدكتور سيد رضوان علي في بحثه المقدم للمؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبدالعزيز الذي اقامته جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية قائلا: وهكذا ظل ظفر علي خان يدافع عن الملك عبدالعزيز ويؤيده ويرد بكل شدة وجرأة على الاتهامات الباطلة التي كان يرددها خصومه من المبتدعة والباطنية لأنه كان يرى الحق في جانبه، ودعوته السلفية التي فيها خير الاسلام والمسلمين، حتى انتهت تلك المعارضة بعد بضع سنوات، وأثبتت الأيام انه كان على الصواب في اعتقاده بكفاءة الملك عبدالعزيز الادارية واستقامته الدينية وسياسته المستقلة.
فان المملكة العربية السعودية كما يعرفها الجميع برزت في خدمة الاسلام والمسلمين في العالم أجمع منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله بالاضافة الى خدماته في النهوض بالحجاز والحرمين الشريفين ,, وهي الآن تحتل مكان الصدارة في خدمة قضايا المسلمين وإعلاء كلمة الاسلام في أي بقعة من بقاع الأرض فضلا عن التقدم الهائل في داخل البلاد من أقصاها الى أقصاها وخاصة في الحجاز والحرمين الشريفين والمشاعر.
4 ثم يقول الدكتور رشيد رضوان : لقد كان ظفر علي خان شاعرا مطبوعا، فحلا يرتجل الشعر الجيد الجزل ارتجالا ولقد سخر شعره لخدمة القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية والاخلاقية، ومنها قضية الحجاز والدعوة السلفية بقيادة الملك عبدالعزيز، ولا أعرف أحدا في شبه القارة الهندية، خدم الملك عبدالعزيز بشعره كما فعل ظفر علي خان وكان معجبا بشخصية الملك عبدالعزيز ودعوته ومنجزاته لا لأنه كانت له علاقات شخصية معه، كما كانت لبعض الناس من علماء الهند بل لأنه رأى الحق معه، ومن واجبه الديني ان يؤيد الحق، أينما كان كما انه لم يكن من أولئك الذين تحركهم ألسنتهم وأقلامهم للمصالح الشخصية المادية او تشترى ضمائرهم فكل ما مر من مدحه للملك عبدالعزيز ومنجزاته او ما جاء في قصائده العديدة عنه انما هو صادر عن عاطفة صادقة واقتناع فكري.
وهذه القصائد منشورة في عدد من دواوينه الشعرية، وخاصة الديوان المطبوع باسم حمنستان ، كما نقل بعضها عناية الله نسيم سوهدروي في كتابه ظفر علي خان وعهده.
وفي احدى قصائده يسجل ذكرياته الطيبة عن الملك عبدالعزيز وكان قد اجتمع به في مكة عام 1343ه فيبدي اعجابه بشخصيته القوية، وبساطة مظهره، وصلته القوية بالله وتمسكه بالسنة فنراه يذكر تلك الصفات بقصيدة عنوانها: ندى لسم الحجاز قائلا:
أجدد ذكرياتي عن ابن سعود وأطرب بها ماحولي من الجدران والسقف.
ان فارس صحراء نجد أي الملك عبدالعزيز ، يرنو ببصره نحو رحمة ربه الودود على الدوام.
انه مزق بحركة واحدة من حاجبيه نسيح الباطل من أصله.
على رأسه عقال السلطنة وعلى كتفه عباءة بسيطة على طريقة السلف,, فانه لم ينس قط عهدهم.
دعائي ان يرعاه الله سبحانه في جميع أحواله فانه اوفى بالعهد الذي قطعه النبي صلى الله عليه وسلم على أتباعه, انني لا أشكو من ضلال ضعيفي البصر، ولكن ماذا عن أصحاب البصيرة الذين اعتبروا النار نورا.
انهم يبحثون عن الموت، بينما أبحث انا عن الحياة لأنني أقبّل ذو الفقار وهم يقبّلون القبور.
وقد نشر ظفر علي خان بلاغ الملك عبدالعزيز الصادر في 28 ذي الحجة 1343ه، عما جرى بينه وبين جمعية الخلافة، بعد ترجمته في صحيفة زميندار ليقطع لسان المفترين على الملك عبدالعزيز، كما كتب مقالا اداريا قويا في الدفاع عنه في ضوء هذا البلاغ، وقد أعجب به مولانا أبو الكلام آزاد واستحسن رأي صاحبه في رسالة بعثها اليه، ونشرت في زميندار بتاريخ 17 يوليو 1925م.
وعندما لاحظ ظفر علي خان بأنه على الرغم من تصريحات السلطان الواضحة الأكيدة في مراعاة حرمة الروضة المطهرة وتقديس الحرم واحترام المذاهب الفقهية الأربعة وغير ذلك,, على الرغم من ذلك كله ظلت موجة الأكاذيب والافتراءات في اندفاعها بسبب نشاطات بعض علماء السوء والمغرضين، الذين كانوا يضلّلون العوامّ باسم الاسلام، فقد فضح أعمال هؤلاء، ساخرا بهم في احدى قصائده ومنها ما ترجمته النثرية:
ان النجدي أي ابن سعود قد بسط في ساحة يثرب،
بساط التوحيد على حصير السنّة فما أروعه ،
تضحكون الأجانب، وتبكون ذويكم.
أيها المسلمون الى متى هذه الفرقة والأحقاد بينكم؟.
ويقول في أخرى: بدأ أهل السنة والشيعة يتَّحدون,, أيها الرفاق لعل وراء هذا مؤامرة كنيسية، تتهمون النجديين بضرب الحرم الشريف,, والحقيقة انهم لم يمسّوه بسوء اطلاقا.
وفي عام 1344ه وازاء الاتهامات والاشاعات في الهند قررت جمعية الخلافة ارسال وفد الى الحجاز، لدراسة الأحوال في المنطقة واسكات الخصوم في الهند، واختارت لرئاسة هذا الوفد الثالث: ظفر علي خان ومندوبا من جمعية علماء الهند وسكرتير جمعية الخلافة وغادر الوفد بومباي في 20 اكتوبر 1925م ووصل ميناء رابغ ومنها الى مكة في 24 اكتوبر الموافق 8 جمادى الآخرة 1344ه ونشر خبر وصول الوفد في أم القرى العدد 28 الصادر يوم الجمعة 11/6/1344ه وكان اول عمل قام به ظفر علي خان بعد وصوله الى مكة ان أرسل برقية لجريدته بلاهور: بأن خبر اطلاق المدافع على المدينة المنورة وضرب الرّوضة الشريفة بالقذائف، اختلاق محض، لا أساس له من الصحة اطلاقا.
ومواقف ظفر علي خان في الدفاع والتصدي للمؤامرات والأكاذيب، وفي تقاريره ونصائحه للمسلمين في الهند بأن عليهم ان ينظروا الى القضية باعتدال وروية، ولا يعارضوا السلطان عبدالعزيز بدون وجه معقول، حيث لا تخدم الا الاعداء، كل هذه الأمور كثيرة تدل على صدقه وأخلاقه، وقد صدق فيما قال وأخلص، وحقق نتائج ظهرت آثارها وعرفها حتى أهل الحديث في الهند وعلماء الهند,, فزادت مكانتهم في بلادهم، بعدما تجلت الأمور.
من العجائب:
يذكر ابن كثير رحمه الله في تاريخه البداية والنهاية عناوين باسم: عجيبة من العجائب وبعضها يراها غريبة جدا، وقد حفل الجزء الثامن عشر الذي كان يعايش احداثه عجائب كثيرة فذكر بعضها:
فقد ذكر في ص 19 عن الشيخ علم الدين في تاريخه، قال : قرأت في بعض الكتب الواردة من القاهرة انه لما كان بتاريخ يوم الخميس رابع جمادى الآخرة ظهرت دابة من البحر عجيبة الخلقة، من بحر النيل الى أرض المنوفية، بين بلاد منية مسوّد حرف اسمها الى ميت مسوّد ثم غيروه الى ميت مسعود، واصطباريّ والراهب وهذه صفتها : لونها لون الجاموس بلا شَعر وآذانها كآذان الجمل، وعيناها وفرجها مثل الناقة، يغطِّي فرجها ذنب طوله شبر ونصف طرفه كذنب السمكة، ورقبتها مثل غلظ التلِّيس المحشوّ تبنا، وهو الكيس الذي يستعمل لتعبئة الغلال والأتبان، وفمها وشفتاها مثل الكربال وهو المندف الذي يندف به القطن، ولها أربعة أنياب، اثنان من فوق واثنان من اسفل طول كل واحد دون الشبر في عرض أصبعين، وفي فمها ثمانية وأربعون ضرسا وسنا، مثل بيادق الشطرنج، وطول يديها من باطنها الى الأرض شبران، ونصف ومن ركبتها الى حافرها مثل بطن الثعبان، اصفر مجعد ودور حافرها مثل السكرجة بأربعة أظافر مثل أظافر الجمل، وعرض ظهرها مقدار ذراعين ونصف وطولها من فمها الى ذنبها خمسة عشر قدما، وفي بطنها ثلاثة كروش ولحمها أحمر، وزفرته مثل السمك، وطعمه كلحم الجمل، وغلظ جلدها أربعة أصابع، ما تعمل فيه السيوف، وحمل جلدها على خمسة أجمال في مدار ساعة من ثقله، على جمل بعد جمل واحضروه الى بين يدي السلطان بالقلعة وحشوه تبنا وأقاموه بين يديه.
وفي ص 534 ذكر في حوادث عام 762ه، كائنة غريبة جدا فقال: وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الاولى استسلم القاضي الحنبلي: جماعة من اليهود كان قد صدر منهم نوع استهزاء بالاسلام وأهله، فإنهم حملوا رجلا منهم، صفة انه ميت على نعش، ويهللون كتهليل المسلمين أمام الميت ويقرءون قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فسمع بهم مَن بِحارتهم من المسلمين فأخذوهم الى ولي الأمر نائب السلطان فدفعهم الى الحنبلي، فاقتضى الحال استسلامهم، فأسلم منهم يومئذ ثلاثة وتبع احدهم ثلاثة أطفال وأسلم في اليوم الثاني ثمانية آخرون فأخذهم المسلمون، وطافوا بهم في الأسواق يهللون ويكبرون وأعطاهم أهل الأسواق شيئا كثيرا وراحوا بهم الى الجامع فصلوا ثم أخذوهم الى دار السعادة فاستطلقوا لهم شيئا ورجعوا وهم في ضجيج وتهليل وتقديس وكان يوما مشهودا ,, ولله الحمد، وفي ص 673 قال عجيبة من العجائب، وغريبة من الغرائب في عام 763ه في جمادى الاولى كثرت المياه وزادت الأنهار زيادة كثيرة جدا بحيث انه فاض الماء في سوق الخيل من نهر تردى حتى عم جميع العرض المعروفة بموقف الموكب واجريت المراكب بالكرا، وركبت فيه المارّة، من جانب الى جانب، واستمر ذلك جمعا متعددة وهذا امر لم يعهد مثله ولا رأيته قط في مدة عمري، وقد سقطت بسبب ذلك بنايات ودور كثيرة وتعطلت الطواحين التي غمرها الماء.
|
|
|
|
|