| العالم اليوم
هل الدعوة لعقد مفاوضات متتالية في منتجع طابا المصري، والتي تمت بمبادرة فلسطينية هدفها فقط تسويق ايهودا باراك انتخابياً,,,؟
وهل إقدام السلطة الفلسطينية على ربط مسيرة السلام بشخص باراك يعد من الناحية السياسية، تصرفاً يخدم الهدف النهائي للسلطة الفلسطينية في تحقيق ما تسعى اليه,,؟ ام ان هناك هدفا آخر للسلطة الفلسطينية,,,؟
هذه الأسئلة الثلاثة تحدد والى درجة كبيرة مكاسب السلطة الفلسطينية من مفاوضات طابا، وقياس هذه المكاسب بعد توقف هذه المفاوضات.
في البداية لا ينكر ولا يخفى رجال ومسئولو السلطة الفلسطينية رغبتهم في فوز ايهودا باراك بانتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية، لا حباً له، ولكن كرهاً لمنافسه آريل شارون، فالسيد ياسر عبدربه يعتبر فوز شارون كارثة,,!! ولهذا فإن السلطة الفلسطينية استغلت سعي باراك لأي محاولة لمساندته في الانتخابات القادمة خاصة بعد ان تأكد لحملة باراك أنه من دون أصوات الفلسطينيين الحاملين للجنسية الاسرائيلية لا يمكن أن يفوز على شارون وأنه سيمنى بهزيمة تاريخية,, ولذلك فقد تلقى باراك مبادرة السلطة الفلسطينية بعقد مفاوضات في طابا بترحيب وفرح وإن لم ينعكس ذلك على مسار المفاوضات، لأن باراك لا يريد أن يسلم شارون سلاحاً آخر يتجاوز ما يسميه ساسة اسرائيل بالخطوط الحمراء ولذلك فقد حاول استثمار المفاوضات لتحقيق نقاط يمكن أن يسوقها انتخابياً في الشارع الاسرائيلي ولا شيء يستهوي الاسرائيليين أكثر من الشأن الأمني ولذلك فقد لاحظ متتبعو المفاوضات أن موضوع التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين جاء في أكثر من فقرة، وتردد كثيراً في النشرات الاخبارية التي أذيعت في محطات الإذاعة والتلفاز الاسرائيليين.
والفلسطينيون ومع أنهم جاروا ممثلي باراك في المفاوضات لإيصالها الى الحدود التي لا تحرج باراك إلا أنهم وفي المؤتمر الصحفي حاولوا ألا يربطوا مصير المسيرة السلمية بباراك شخصياً، حتى أن أحمد قريع أشار إلى أنهم على استعداد للدخول في مفاوضات مع شارون إن هو فاز بالانتخابات القادمة وهذا تصرف جيد، لأن من الخطأ السياسي الرهان على طرف اسرائيلي في العملية التفاوضية حتى وإن كان هناك نوع من المفاضلة النسبية سواء للأسوأ اوالأقل سوءاً, وباعتقادي أن هذا ما كانت تهدف إليه السلطة الفلسطينية بحيث تتواصل العملية السلمية سواء عاد باراك أو جاء شارون وهدف مفاوضات طابا إشعار الطرفين وما يبحث في تلك المفاوضات عملية تراكمية وأن الفلسطينيين يبنون استراتيجيتهم التفاوضية على مواصلة التفاوض من حيث انتهى آخر لقاء، بمعنى أن الفلسطينيين سعوا لانتزاع وديعة من باراك شبيهة بالوديعة التي انتزعها السوريون من اسحاق رابين.
وديعة تشكل بداية للمفاوضات القادمة,, وهذا هو المكسب الأهم في الوقت الحاضر للسلطة الفلسطينية من مفاوضات طابا ان هي فعلاً حصلت على ذلك حتى وان لم يعلن عن ذلك.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|