| عزيزتـي الجزيرة
لا تزال جهود كثير من المراكز الإسلامية في أصقاع المعمورة مبعثرة الأهداف والتوجهات مختلفة المناهج, وأعتقد أن هذه الجهود لو تحققت لها عوامل التكامل لأثمرت ثمرات يانعة تعود بركتها على ابناء الأمة الاسلامية طوال سني عمرها.
إن العشرات إن لم أقل المئات من المراكز الاسلامية تهتم بشؤون المسلمين وقضاياهم والتبصر بأحوالهم في جميع اماكن تواجدها وتسعى إلى النهوض بمكانتها ودورها الصحيح الذي أراده الله عز وجل لها ان هم اقاموا شرعه وامتثلوا لأمره واتبعوا منهج رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد يشك في صدق النوايا واخلاص العمل ولكن يبقى للعمل ثمرته ونتاجه إذا اتحدت الجهود وانتفت الأنانية وتوالت المشاورات واللقاءات والمنتديات بين ممثلي الجهات المسؤولة.
إن ما دعاني لكتابة هذه المقالة إن جاز المسمى هو محاولة اقناع المعنيين بشؤون المؤسسات ذات الصبغة العالمية بتبني اقرار منتدى عالمي للمراكز الاسلامية تكثف فيه اللقاءات الدورية وتحوّل الاهداف الخاصة من منظور ضيق الى اهداف عامة اوسع تندرج تحت قائمة ما تمليه المصلحة المشتركة للشعوب الاسلامية، والنظر بعين الجد والوقوف ضد التيارات المناوئة التي تستهدف كيان الامة والتغرير بأبنائها، ولا يخفى على القارئ المتابع ما تنتجه كثير من المراكز الاسلامية على مختلف لوائحها من اعمال ومشاركات لا تحقق كما تبدو في مناهجها الاستفادة من متغيرات العصر التي اظهرت كثيرا من الامور التي يجب ان يعنى بها مفكرو الأمة وعلماؤها، ولأن رابطة العالم الاسلامية وهي منظومة عالمية اسلامية متخصصة اجدها بارك الله في جهودها والقائمين عليها مهيأة لتتبنى هذا المشروع وبالتالي انشاء لجان متخصصة ضمن مناشط الرابطة تعنى بعقد مؤتمر سنوي يضم المراكز الاسلامية ومن ثم العمل على جدولة اعمالها لصياغة الاهداف العامة للمنتدى، وبالتالي الدراسة الموضوعية وعن كثب من خلال التشاور وتبادل المعلومات لتقارب وجهات النظر والوصول إلى اهداف محددة بوسائل ومناهج حديثة وملائمة تفعيلا للجهود واستثمارا للنتائج لاسيما ونحن نشهد في الوقت الحالي كثيرا من المتغيرات والمداخلات والازدواجية في المجتمعات الاسلامية، وإني على يقين ان الارضية التي تقل الرابطة كما يشهد بذلك غيري، صلبة وقوية وقادرة بإذن الله على انطلاقة مثل هذه المشاريع.
حسن بن محمد المعيوف
|
|
|
|
|