| متابعة
*حوار: عبدالكريم العفنان
أعربت الحكومة الأندونيسية عن شكرها وتقديرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على الدعم الذي تتلقاه من المملكة سياسياً واقتصادياً وفي جميع المجالات.
ونوهت بعمق العلاقات التي تربط بين البلدين مؤكدة المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة في قلوب حكومة وشعب اندونيسيا.
وقال وزير الخارجية الاندونيسي السيد علوي عبدالرحمن مشهاب في حديث لالجزيرة ان المملكة مركز اسلامي وقوة اقتصادية ودولة مهمة جداً لاندونيسيا.
وأوضح الوزير الاندونيسي ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قد وعدوا الحكومة الأندونيسية بزيارة في القريب العاجل.
وتحدث السيد علوي عن الأوضاع الداخلية في أندونيسيا واجراءات الحكومة الاندونيسية للخروج من أزمتها وعن أخطاء الحكومة السابقة ليوسف حبيبي واستقلال تيمور الشرقية والمظاهرات التي يواجهها الرئيس الحالي لاندونيسيا وفيما يلي نص الحوار:
* هل كان لبعض الجهات الخارجية سبب في الأزمة الأخيرة التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في أندونيسيا؟
إلى الآن لا نستطيع ان نثبت شيء من الأمر ولكن بحكم علاقة اندونيسيا الطيبة مع الدول الأجنبية فمن غير المحتمل ان يكون هناك أياد أجنبية لكن الاحتمال الأكبر ان أيادي من الحكومة السابقة كانت وراء ذلك لانهم لا يشعرون بالراحة والطمأنينة والسعادة لنجاح هذه الحكومة لأن البعض منهم سوف يحال للقضاء بسبب أعمال الفساد التي ارتكبوها في السابق.
كما أنه من الممكن أن تكون فئة من العسكريين لها يد في الموضوع لكن ليس كمؤسسة عسكرية بل أفراد لا يمثلون أي جهة أمنية أو عسكرية؟
* ما هي الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الاندونيسية للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد؟
بالنسبة للأزمة الاقتصادية الحمد لله تجاوزنا الأزمة,, وبالنسبة للتصدير تجاوزنا 20% من توقعات صندوق النقد الدولي، وبالنسبة للنمو الاقتصادي فقد ارتفع من 4% إلى 4,8 وهذا يدل على عودة البلاد إلى سابق ما كانت عليه والنمو الاقتصادي مستمر بإذن الله في البلاد وسيرتفع في السنوات القادمة، والحكومة تسعى جاهدة للخروج من هذه الأزمة.
أما بالنسبة للأزمة السياسية فلا توجد أزمة حقيقية في البلاد.
* في عهد سوكارنو كانت اندونيسيا على خلاف مع صندوق النقد الدولي لأن لصندوق النقد الدولي أهدافا سياسية غربية لا تتفق وسياسة البلاد وفي عهد عبدالرحمن عبدالواحد استمر الخلاف ولكن بوتيرة أقل والسؤال هل قدم الصندوق دعماً لاندونيسيا للخروج من الأزمة التي تمر بها؟ وهل كانت العروض التي تقدم بها صندوق النقد الدولي سبباً في تجدد الخلاف؟
بالطبع ساعدنا صندوق النقد الدولي، ولكن نتمنى ان نستقل عن الصندوق ونقف على أرجلنا من جديد دون أي مساعدات خارجية والعروض التي تقدم بها صندوق النقد الدولي ليست في صالحنا لانه لابد وأن ننصاع لبعض الشروط التي لا تتفق وسياستنا الداخلية وللصندوق حسنات وسيئات فمن حسناته ان يقدم لنا المساعدة حتى نخرج من الأزمة الاقتصادية ومن سيئاته انه يربطنا باتفاقات وشروط صعبة لها أثر سلبي على الاقتصاد.
* هل أخطأت حكومة يوسف حبيبي في اعطاء تيمور الشرقية استقلالاً ذاتياً السبب الذي جعل الاقاليم الأخرى تطالب بالاستقلال كأقليم ايريان جايا ؟
نعم اخطأت حكومة حبيبي في اعطاء تيمور الشرقية الاستقلال وهذا انطباع عام لدى الاندونيسيين وغير الاندونيسيين ولو أتيحت لاندونيسيا فرصة أكبر ان تمارس الحكم ولا تعطي الاستقلال ل تيمور الشرقية لما كان هناك مشاكل خاصة بالنسبة للاجئين، وخطأ حكومة حبيبي كبير وسلبياته أكثر من ايجابياته.
* تواجه حكومة عبدالرحمن عبدالواحد الكثير من المتظاهرين نظراً للاداء المترهل لحكومته في مواجهة الأزمة السياسية,, هل تتوقعون لحكومة واحد الصمود حتى 2004م؟
بكل تأكيد لأن البعض تظاهروا بإيعاز من أناس لا يريدون أن يروا نجاح هذه الحكومة وبعضهم يأتي الى هذه المظاهرات بايعاز مادي والبعض الآخر غير سعيد بسياسة عبدالرحمن عبدالواحد وغير راض عن اختياره للوزراء الذين يمثلون حكومته.
وليس هناك أي خرق للقانون يؤدي لسقوط حكومة وحيد وستستمر بإذن الله حتى 2004 بدون أن نواجه أي مشاكل.
* يعارض مجلس الشعب الاندونيسي زيارة وحيد إلى استراليا هل لدعم استراليا استقلال تيمور الشرقية سبباً في ذلك؟
طبعاً لكن لا نستطيع ان نخطئ استراليا، لأن الذي اعطى المجال إلى استراليا لدعم الاستقلال حكومة حبيبي وقبل ذلك كانت استراليا تدعم الحكومة الاندونيسية لذلك فإن عبدالرحمن عبد الواحد بعد تيمور لن يقبل بأي قوى تساند الحركة الانفصالية في اريانا الغربية أو غيرها.
وعلاقتنا بأستراليا يجب أن تكون علاقة طيبة علاقة جيران حيث تستطيع ان تستوعب القوى التي من الممكن ان تمارس الدعم للحركات الانفصالية.
* تشكل اندونيسيا ثقلاً سياسياً واسلامياً مهماً في جنوب شرق آسيا هل من الممكن ان يشكل هذا الثقل ضغوطاً على اسرائيل تأييداً للحقوق العربية المغتصبة؟
بالطبع نحن نؤيد الدول العربية لاسترداد حقوقها المغتصبة لذلك نرفض اقامة اي علاقات مع اسرائيل إلا بعد تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومواقفنا واضحة تجاه القضايا الاسلامية والعربية.
* في 25 ديسمبر الماضي وقعت انفجارات متفرقة في عدد من المدن الاندونيسية الهامة، ما هي الأهداف المباشرة لهذه الانفجارات؟ وهل كان للجنرالات المتقاعدين دور فيها؟
لا يتوفر لدينا اثبات حقيقي ضد الجنرالات المتقاعدين إلى الآن، وطبعاً هناك كلام عن دور بعض المتقاعدين في الجيش، خاصة الذين لا يتماشون مع سياسة الرئيس عبدالرحمن عبدالواحد في كبت وحدّ من نفوذ الجيش في البلاد فهم يستاؤون من ذلك.
وإذا أمعنا النظر ودققنا في توقيت الانفجارات نلاحظ ان هناك تنسيقا متكاملا وهذا دليل على أن هناك ادارة خططت لوقوع هذه الانفجارات، والناس في أندونيسيا لا يتهمون أي شخص ولكن أصابع الاتهام تتجه نحو متخصصين وذوي خبرة وكفاءة عالية ولن نجد ذلك إلا في مؤسسة عسكرية لذلك كثر الحديث عن توقعات حول تورط بعض الجنرالات، ونلقي اللوم على بعض الجنرالات لأنهم هم الذين لديهم الاتصالات الدقيقة والكفاءة العالية.
وإلى الآن استطعنا ان نقبض على ثمانية أفراد وسوف نصل إلى ما وراء هذه العملية البربرية.
ولهذه الانفجارات طابع سياسي وليس لها أي مدلول ديني.
* زيارتكم إلى سورية تأتي في اطار تعزيز العلاقات بين البلدين أم انكم حملتم إلى الرئيس السوري بشار الأسد رؤية جديدة لتفعيل الدور الإسلامي في المنطقة؟
زيارتي إلى سورية تأتي في اطار تعزيز العلاقات بين سوريا وأندونيسيا، وحملت رسالة خطية إلى الرئيس بشار الأسد من الرئيس عبدالرحمن عبدالواحد لزيارة اندونيسيا وقد وعدني بتلبية الزيارة قريباً، وقد أكدت للمسؤولين السوريين دعم اندونيسيا لمواقف سورية العادلة من عملية السلام وحقها في استعادة الجولان السوري المحتل واننا لن ندخر جهداً في دعم المواقف العربية عموماً والسورية خصوصاً، ونحن نثق بالدور السوري في المنطقة ومحادثاتي مع المسؤولين في سورية ايجابية ومثمرة.
|
|
|
|
|