أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

الزمن المقلوب
لا تهتم
أحمد عبدالرحمن العرفج
قليلة جدا هذه الكتب التي تمتاز بالتركيز وتتحاشى الانسياح داخل مفردات الابداع ومتاهات البلاغة,, وبين يدي مجموعة أوراق كتب في أعلاها من أكثر الكتب مبيعا في العالم إنه كتاب لا تهتم بصغائر الأمور,, فكل الأمور صغائر إنه يقدم لك رسائل بسيطة لتمنع الأمور الصغيرة من السيطرة على حياتك .
إن هذا الكتاب يقول المفكرون والأدباء ليسوا وحدهم الذين يؤلفون كتبا تقرأ , إن اصحاب التجارب التجارية الناجحة يحولون الكتابة الى مناهج عملية مثيرة وممتعة,, والعملية تبدو أكثر دفئا وانسجاما مع حركات البشر والأفلاك والكون!! وعلى سبيل المثال تجد عناوين مثل:
*(التصالح مع العيوب).
*(لا تكن واقعيا,, ولا خياليا).
*(تذكر أن حاجة من عاش لا تنتهي).
*(تعلم أن تعيش في الوقت الحاضر).
*(امتص سخط الآخرين باظهارهم أنهم على حق).
*(قد يكون الملل مفيدا).
*(تخيل أنك تشهد تشييع جنازة).
*(ذكر نفسك دائما أن الحياة ليس حالة طوارىء).
*(خصص لحظات كل يوم للتفكير).
*(خصص لنفسك وقتا للهدوء كل يوم).
*(تخير معاركك بحكمة).
*(حاول أولا أن تفهم الآخرين).
*(اكتب رسالة تعبر عما يجيش في صدرك مرة كل أسبوع).
*(سلم بالحقيقة القائلة: إن الحياة ليست مثالية).
*(حاول أن تعترف بوجود قصور في شخصيتك، وسوف تظهر).
*(دون أكثر من خمسة مواقف تصلبا لديك، وانظر إذا كان بامكانك أن تلين منها).
*(افهم هذه العبارة: أينما ذهبت، فأنت هناك).
*(إذا ألقى إليك شخص ما بالكرة,, فلا يتحتم عليك أن تلتقطها).
هذه باقة مشرقة من عناوين الصفحات، وما يدهشك في هذا الكتاب فاعليته، وطرح الحلول بعد تشخيص الحالة,, وما يدهشك أكثر أن المؤلف التزم بألا يزيد الموضوع أي موضوع عن صفحتين مما يجعل مهمة المؤلف مؤطرة بأطر جامحة للاسهاب والاسهال العربيين ولو أخذنا حالة من حالات الكتاب الكثيرة مثالا لأدركنا المنهجية التي يسير عليها يقول:هذه المقولة تعني أن الحياة مليئة بالفرص، وأن نختار أن نضخم شيئا ما، أو ندعه في حال سبيله مدركين أنه لا يهم في واقع الأمر، واذا انتقيت معاركك بحكمة، فستكون أكثر فاعلية في اختيار تلك الفرص المهمة فعلا .
ويواصل المؤلف في نفس الحالة قوله:لكي تحيا حياة أكثر سكينة، فعليك أن تقرر عن وعي أي المعارك تستحق الدخول فيها، وأيها يفضل تجنبه,, ثم يقول:هل من المهم حقا أن تثبت لزوجتك أنك على حق، وهي على خطأ، أو أن تصطدم بشخص ما لأنه ارتكب خطأ طفيفا؟! هل يهم تفضيلك لمطعم أو فيلم ما للدرجة التي تستحق أن تجادل بشأنهما؟ هل يبرر خدش بالسيارة أن ترفع دعوى على من تسبب فيه الى المحكمة؟ هل يجب أن تناقش مسألة رفض جارك ركن سيارته على جانب آخر من الشارع على مائدة العشاء مع عائلتك,, إن هذه الأمور والآلاف غيرها من الأمور الصغيرة هي ما يقضي الناس حياتهم في التطاحن بشأنها .
ثم يهمس عمك الدكتور ريتشارد بن كارلسون في أذنك قائلا:إذا كنت لا ترغب في القلق بشأن صغائر الأمور ، فمن المهم أن تختار معاركك بحكمة, أما إذا وجد العكس فسيأتي يوم يندر فيه أن ترغب في الدخول في معارك على الاطلاق !!.
ألا يذكرك هذا بقول صاحبنا الشاعر القروي مع التفاوت في الفكرة والهدف والاستهداف؟ يقول الشاعر القروي:
عبثاً تحاول يا فلان إثارتي
ليقول عنك الناس: خصم فلان
لن يستحق عداوتي,, إلا الذي
عاديته أنا، لا الذي عاداني!!
هذا كتاب صغائر الأمور تصفحه وأنت الحكم,, والخصم أيضا لأن الخصام فيك أيها القارىء الغائب!!.
AL-RFAJ@HOTMAIL.COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved