أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

وسمية
عبد التواب يوسف
وسمية ، كتاب للأطفال، عندما تطلعت الى الطريقة التي كتب بها العنوان لم اشعر بارتياح، لاننا نغفل أحيانا عن الخط ، اذ نتفنن فيه أحيانا ناسين صعوبة قراءته على الأطفال، وتكون البداية مع خط النسخ وغيره من الخطوط ليس سهلا ولا ميسورا ولوحة الغلاف التي انسنت الغيمة البيضاء، وجعلت منها وجها، ذات عينين من فوق ارضية زرقاء او سماوية اللون تعلوها صفرة، تراها ترمز للشمس؟! ربما,.
اللوحة تركز بشدة على الغيمة، فلا نكاد نرى اسمي الكاتبة اميمة الخميس والرسامة هلا بنت خالد في اسفل اللوحة,, اللوحة تحمل شحنة كبيرة من التأثير على المتلقي.
ونحس ان اختيار وسمية بطلة للعمل موفق كل التوفيق والصفحة الاولى تقدم لنا البطلة وتعرفنا بها في صورة ادبية في مطلع القصة، وفي صورة معرفية اسفل الصفحة، وتحدد موسمها وفق التاريخ الميلادي والتقويم الزراعي الشعبي في منطقة نجد,, وقبل ان نتحدث عن النص وعن الرسم من المهم ان نتناول اخراج الكتاب,, ونحن نفتقد هذا الفن في وطننا العربي، ونحتاج الى مراجعة انفسنا فيه، وكتاب وسمية تم اخراجه بشكل نمطي,, صفحة رسوم لليمين، وصفحة كتابة لليسار شخصيا يطيب لي ان يمتزج النص بالرسم والكلمة بالفن,, معا يحدثان تأثيرا أقوى، اذ قد يغفل الصغير عن التطلع للرسم! ونأتي للشخصيات التي في القصة: الغيمة بطلة او شخصية محورية، ثم الشمس والقمر، والنجمة، ثم النبات والشجر، دون الاشارة الى الانسان الذي هو بحاجة الينا الى غيث الغيمة,, وكانت الكاتبة ذكية حين لم تشر اليه، نحن مع الطبيعة الصماء، وان كانت القصة قد انسنتها واضفت عليها صفات بشرية اذ جعلتها تتكلم وتعبر عن مشاعرها ومواقفها,, والسؤال هنا: هل رسمت الشخصيات بالكلمات وليس بالفرشاة بقدر كاف؟ ام كانت تحتاج لاضافة وتعميق؟ شخصيا، ارى انها رسمت بشكل سوي، مناسب، اذ كان الاطناب هذا سيفسد علينا العمل، خاصة والقصة للاعمار الصغيرة، فيما أرى وأتصور,.
تُرى، اي مرحلة عمرية استهدف العمل: رسما وكتابة؟ اظنها تتجه لسن السادسة، واقل منها، وأعلى منها,, بنحو سنتين مثلا، وأرى انها مناسبة جدا لهذا العمر.
وقد ساد القصة في بدايتها حزن، وشد وجذب، فأضحت عملا دراميا حقيقيا، فيه الصراع,, والدراما هنا لا يقصد بها بالطبع الاسى والحزن، وكانت الانفراجة السعيدة في النهاية بالفرحة والغناء شيئا جميلا، ردا على ما ورد في اللقاءات الثلاثة ما بين الغيمة من جانب، والشمس والقمر والنجمة من جانب آخر,, وفي وسمية الكثير من الوسامة، كما في اسمها، هل كان يمكن الاشادة لذلك؟ وهل كان يمكن ان تذوب المعلومة في اسفل الصفحة الاولى في سياق السطور العليا؟!
قلت ان الموضوع اعجبني، خاصة ونحن نكتب حكايات عن الغابات تأثراً بالغرب اكثر مما نكتب عن الصحراء، التي نحن منها واليها انها بيئتنا، ومن حولنا، وبداخلنا.
لذلك أحيي السيدة اميمة على الاختيار، بداية ولتسمح لي بأن اثني على اختيار الكلمات ايضا: متوردة /مكتنزة /خفة ورشاقة/ ذهبية متوقدة,, هذا يؤكد على الاشياء، والصفات، ويضيف للثروة اللغوية، بجانب انها توضح المفاهيم، إذ إذا فهمت كلمة اصبح ميسورا فهم الأخرى,.
اختارت الغيمة الشمس صديقة، ورفضت الشمس ذلك، وبدأت الكاتبة تتعامل مع الطبيعة، بل وفيما وراء الطبيعة ميتافيزيقيا والأطفال يحبون هذا، خاصة وهو يفتح اعينهم على الكون الكبير الذي يثير خيالهم بديلا عن الأرض التي تشدهم اليها والى الواقع,, ثم جربت الغيمة ان تصاحب القمر، فلقيت الصد مرة اخرى، ثم للمرة الثالثة مع النجمة الزرقاء، وقد تناثرت النجوم في سماء الصفحة بشكل جميل، اضافة لما في الصفحة اليمنى وبكت الغيمة، وهي حين تبكي تنزل غيما ومطرا، لينمو النبات ويزدهر الشجر، واخيرا عثرت الغيمة على الصديق على الأرض ,, ارض الواقع.
الصداقة من الامور الهامة في مجال أدب الاطفال، ننعطف عليه كثيرا، وفي كتاباتي الاولى صديقي الحقيقي من الأدب الشعبي السوداني، سلسلة من كل بلد عربي قصة,, وعالجت الموضوع مرة اخرى في حكاية استكمل بها عبدالله البحري وعبدالله البري، او اضيف بها فصلا جديدا اليها واذكر اغنية بالانجليزية علموها لنا ونحن اطفال:
Afriend in need is a friend indeed
وأجيء الى الرسوم,.
لوحة، محددة بإطارين لليمين والشمال، وان كان الارتباط بهما جليا واضحا، وان اتخذت احيانا اشكالا زخرفية ,, كما في الاطارين من حول الغيمة، اما حول الشمس فان هناك ساعة وهناك محراباً لمواقيت الصلاة، وما الى ذلك,, الرسامة اقدر مني طبعا على ترجمة النص الى رسوم على هذه الشاكلة، وهي الى حد ما تعليمية، وان تركت انطباعا وتأثيرا يبقيان طويلا مع الطفل، مثلما هو موجود حول لوحة النجوم,.
قد لا يفهمها الصغير، غير انه لابد وان يحسها,, وهذه المحاولة من جانبي مجرد تطاول، فلست ناقدا تشكيليا، كل ما هنالك اني اود ان أكون متذوقا لهذا الفن الرفيع خاصة وان اصابعي لم تتقنه قط، بل اساءت اليه اساءة بالغة منذ طفولتي، الأمر الذي كان يهبط بمجموع درجاتي في الامتحانات!
,, وبعد,.
ارجو ان تغفر لي هذه الملاحظات التي جاءت عفو الخاطر قد تكون سريعة او طائشة، لكنها تدل على الاهتمام بالعمل,, ومحبتي له,, ورغبتي في ان ابعث بتحية حارة عليه ومن الممكن نشر هذه الانطباعات عنه بعد حذف ماهو شخصي,, وكل ما اؤكد عليه ضرورة مواصلة هذه الجهود البناءة,, شاكرا كل الشكر اطلاعي عليها,, مع كل مودتي واحترامي وتقديري.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved