| مقـالات
كثيرة هي الأمراض التي تنخر في الجسم والتفكير العربي حتى كأنما هي موروثات يستحيل الفكاك منها وحتى لا يعتقد القارئ خطأ بأننا نحاول ان ننسلخ من هذا الجسد المنهك بعد ان نضاعف له الطعنات ثم نتبرأ منه, كلا فذلك امر لا نفكر به لاننا مهما حاولنا ان نلوي لغتنا بالفرنجة وتقليد الصغار في تناول الوجبات السريعة فان الانتماء قدر لا يستطيع الانسان التنصل منه مهما حاول انما هي مجرد شوائب تقضي منا التخلف منها بالتدريج عن طريق التنبه الى سلبياتها, وكل شعب من شعوب الأرض لا تخلو اوضاعه من شوائب يحاول المتنورون فيه الطعن فيها حتى تجتث لاسيما اذا ما كانت مجرد زوائد علقت مع مرور الزمن وهذا يعني اننا لسنا وحدنا نشكو من أمراض صادفناها في طريقنا الحضاري مثل أي مكروب أو بكتريا وجدت مستنقعا لها في جسد ما فتنامت وامتدت جذورها, والوجاهة التي جعلتها عنوانا لهذه المشاركة تشبه الى حد بعيد ذلك الميكروب الذي علق بالجسد ويحاول ان ينفذ الى الاعماق فتبادر الكريات الى التصدي له والحيلولة دون بلوغ هدفه لتنشب معركة مصيرية بين المهاجم ووسائل الدفاع في الجسد او المجتمع, وما اعنيه ان بعض الأفراد يحاولون اصطياد الشهرة التي تتيحها لهم المراكز الاجتماعية او الوظائف ذات الزخم الاعلامي في الصحافة وسواها مثل اولئك الذين على سبيل المثال يهمهم تصدر صورهم للصفحات الرياضية التي لا يفهمون فيها شيئا انما لكونها يتهافت عليها شباب هذا الزمن السقيم كأحد الاهتمامات التي تلقى الكثير من اللغو في المجالس والسبيل الى ذلك التظاهر بمناصرة فريق ما بالأموال التي يملكون منها الكثير.
بينما آخرون يبحثون عن شهرة ما عن طريق تقلد وظائف رئيسية في جهاز مرموق ليس بقصد الاستفادة من كفاءاتهم او مقدرتهم الادارية انما توسلا الى الحصول على توزيع صورهم وتصريحاتهم في وسائل الاعلام وهم بذلك يحجبون جهودا ونشاط الكفاءات الفعلية التي تعمل في صمت بعيدا عن الأضواء ولذا لا تستغرب ان ترى امثال هؤلاء يحتكون بمصادر القرارات توسلا الى التقرب وتذكيرهم بأشخاصهم التي لا تملك من المقدرة الذاتية سوى ترديد بعض عبارات الببغاء التي حفظوها من كثرة سماعها وهؤلاء يشكلون عقبة في تقدم أي مجتمع يسعى الى تطوير امكانياته بدعم الكفاءات المتوفرة بين افراده وتنشيط فاعليتها الاجتماعية حتى تسهم في دفع عجلته الى الامام وليس بمثل هذه القوى المريضة التي ينهش جسدها الشهرة بلا موهبة او اتقاد ذهني انما مرضها سوف يؤدي الى الاعاقة وتجميد الكفاءات.
* للمراسلة ص,ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|