| مقـالات
*قبس:
(المرء لا يساوي شيئاً عندما لا يكون مفيداً لأحد)
حكمة عالمية
***
يحدث أحياناً الا نقترب من الصورة فلا نراها بوضوح ويحدث أحياناً أن تكون معاناة الآخرين جزءاً من معاناة الانسان مع ماضيه.
وبنظري فان أقسى أنواع العقاب التي يفعلها المجتمع هي تلك التي تعاقب الانسان على ظروفه أو ماضيه.
وبالرغم من أن وسائل الاعلام نشطة تجاه موضوع المخدرات والتوعية تجاه الوقاية من شرورها إلا أن مأساة المخدرات تكمن في انها تقضي على الانسان حياً وميتاً فهي إما أن تفقده حياته وإما أن تبقيه حياً ولكن منبوذاً من المجتمع وفي الحالتين يفقد الأمل إلا من رحمة الله صحيح اننا نملك الوعي في الحديث عن توبة المدمن واحتوائه ولكن من الذي سيسمح لابنه ان يصادق مدمناً تائباً ومن الذي سيقبله موظفاً في شركته ومن الذي سيقبل تزويجه ابنته؟!
لماذا التوجس لدينا من المدمن التائب وهو انسان اعترف امام الله والناس بخطيئته بينما هناك العديد من النماذج البشرية المتخفية في رداء المثالية وهي تمارس أبشع أنواع الشرور والآثام!
اننا في عدم احتوائنا للمدمن التائب نرتكب خطأ فادحاً يمكن أن يعيده إلى حياة الضياع من جديد والانتكاسة عادة أخطر من البداية لانها مدفوعة باحباطات أقوى, والمدمن التائب بحاجة ماسة إلى مجتمعه وحين لا يشعر بانتمائه له يفقد أهمية التعايش من خلاله.
المخدرات آفة والذين فقدوا احبتهم بسبب المخدرات يعرفون إلى أي مدى يمكن لنا كمجتمع اسلامي ان نحمي شبابنا ونساعد اولئك الذين اخطأوا لجهل أو طيش أو بسبب ضغوط اجتماعية.
ان علينا أن نفرق بين مروجي المخدرات وبين ضحاياها الذين أعلنوا توبتهم بضمهم إلى فئات المجتمع واعتبارهم أعضاء جدداً بحاجة إلى الانضواء تحت سقف مجتمع لا يوصمهم بالعار بقدر ما يعفو ويسامح ويدفع للبدء من جديد.
http://nahed.cjb.net
|
|
|
|
|