| فنون تشكيلية
حينما تقدمت مع زملائي لاختبار القبول في معهد التربية الفنية قبل ثلاثين عاماً كان هناك أسئلة عن مستوى ثقافتنا الفنية التشكيلية وتساءلنا عن نمط تلك الأسئلة وما يمكن أن نسأل عنه فقيل لنا ممن سبقونا بالالتحاق بالمعهد ان علينا معرفة أسماء الفنانين العالميين أمثال ليوناردو دي فنشي, وبيكاسو, ورامبرانت, وغوغان, وفان غوخ, إلى آخر منظومة الأسماء الاجنبية واجتهدنا بالبحث رغم شح المصادر.
هذا الموقف أو تلك المطالبة ولهذه النوعية من الفنانين وما تعنيه عند البعض من رقي في المعرفة لم تكن مقنعة بالنسبة لي وكبر هذا الرفض في ذاتي باحثا عن اجابة اكثر اقناعا بما يعنيه ربط امتلاكنا للثقافة الفنية بمعرفة الفن الغربي وفنانيه حتى وصلت إلى الحقيقة المغيبة نتيجة قصور دور الاعلام العربي خصوصا الصحافة ودور النشر في ذلك الوقت بالتعريف بالمبدعين في مجال الفنون التشكيلية واقتصارها على الابداعات الادبية مما غيب الأسماء العربية العظيمة في هذا المجال والمفترض المطالبة بمعرفتها والتعرف على عطائها، وبدأت ابحث عن من لهم دور وريادة عبر كل رحلة أو زيارة لقطر عربي فاكتشفت ما نمتلكه من كنوز لا تقل بأي حال عن كنوز أوطاننا من ذهب وفضة وآبار نفط، بل تفوقها أهمية بما لا يقدر بثمن تلك هي العقول والأيادي المبدعة، نذكر منها على سبيل المثال الفنان محمود سعيد والفنان مختار من مصر والفنان غسان السباعي ونذير نبعة من سوريا أو ضياء العزاوي وحافظ الدروبي من العراق أو محمد مهداوي من تونس إلى آخر العقد التشكيلي العربي, وحينما نعتب على الاعلام العربي او على المؤسسات الثقافية والتعليمية العربية آنذاك فلأنها الفترة الهامة في استباق اي غزو ثقافي اجنبي ومحاولة سد الثغرات بالتعريف برموزنا العربية.
واليوم ونحن نعيش الفترة او ما يمكن ان نطلق عليها النقلة الكبيرة في منظومة التقنيات الاعلامية بوسائلها المختلفة ما زلنا في حاجة ماسة لخدمة الابداع التشكيلي ومازالت بعض الجهات العربية المسؤولة عنه تضع الجانب الاعلامي آخر اهتماماتها ولهذا أخذ العديد من الفنانين بخدمة ابداعهم وبشكل منفرد عكس ما يمكن ان يقدم عبر موضع مدروس وشامل للنخبة التي تمثل مراحل تطور هذا الابداع وتعرف به بشكل أدق وموثق خصوصا على الانترنت في ظل غياب البرامج التلفزيونية.
|
|
|
|
|