*
حوار : عوض مانع القحطاني
على مدى ساعتين تقريباً، كان هذا الحديث الشامل والصريح مع معالي وزير الإعلام للشقيقة سلطنة عمان.
تحدث الوزير عبدالعزيز محمد الرواس عن الإعلام حديث الخبير المجرب، وهو بالمناسبة أقدم وزير إعلام في العالم العربي، وتحدث عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو الذي واكب مسيرته منذ انشائه والى اليوم.
تحدث ضيفنا عن هموم الأمة وتطلعاتها، عن رأيه في كثير من القضايا وعن تصوراته لما هو آت ولما مضى ولما نحن نعيشه اليوم، وكان كما عهدناه المسؤول الذي يقول ما يؤمن به ويتحدث بما يرى انه يخدم أمته.
نترككم مع وزير الإعلام العماني عبدالعزيز الرواس وافكاره وآرائه، نترككم مع وجهات نظره وقراءاته للأحداث.
الدعوة للتشاور والتنسيق فيما ينبغي أن يكون
* معالي الوزير,, نسأل أولا,, ما هو الهدف من زيارتكم للمملكة؟
أولاً أنا سعيد بهذا اللقاء مع صحيفة الجزيرة ومع كافة العاملين فيها للاطلالة على قرائها في المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان,,.
والواقع ان هذه الزيارة اقوم بها لتجسيد أواصر القربى والمحبة وترسيخها بين بعضنا البعض بناء على دعوة كريمة من معالي أخي وزير الاعلام د, فؤاد الفارسي,, وهذه الدعوة هي في اطار التنسيق المستمر بين البلدين في الاطارات الثنائية والاقليمية والعربية,, ونحن في الواقع نحظى بتوجيه مباشر من اصحاب الجلالة قادة بلدينا لكي نطور هذا التعاون الثنائي حتى يستوعب حجم العلاقة القوية بين هذين البلدين,, اضافة إلى ما وضعه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اطار عملهم المشترك وفي اطارنا الثنائي,, من أجل وضع معالم مسيرة اعلامية حقيقية نريد من خلالها ان نوائم بين الوافد والموروث من ناحية وبين ما نبتغي والممكن,, وهذه معادلة تأتي بالتنسيق المستمر بين الأخوة الزملاء وزراء الاعلام في دول المجلس,, لكي نعمل معا لتحقيق تطلعات اعلامية بين بلدينا ومنطقتنا,, وما يجب ان يكون عليه الاعلام من مرآة صادقة تعكس الحق والحقيقة، ومدى ما قطعته مسارات التنمية في أقطارنا الخليجية,, والتي هي في الواقع مفخرة لنا في الحاضر ولأجيالنا القادمة ان شاء الله وهي تعبر عن عزم أكيد وقدرة فائقة لدى قادتنا في دول المجلس,, لكي يلحقوا منطقتنا بركب التنمية الحديثة,, والتي تحمل في مضامينها مواريث وهوية ما يجعلنا نواكب العالم مع الحفاظ على هذه الثوابت.
وقال معاليه: إن دول المجلس تملك السواعد القوية من أبناء هذه الدول القادرين على التقدم والتطور ومسايرة العالم,, موضحاً معاليه ان هذه المعالم وهذا التقدم في أبناء دول المجلس يضيء للأجيال القادمة الطريق الصحيح الذي يجعلهم بإذن الله قادرين على قيادة بلدانهم إلى الأمام ودون أي عراقيل.
* معالي الوزير,, ولكن ما هي النجاحات التي حققها مجلس التعاون,, وما هي التي لم يحققها حتى الآن؟.
أنا أعتقد بأن هذا السؤال يأتي في حجم لا يستطيع الواحد التحدث عنه بشكل أكبر وأوسع ودعني أقول لك باننا لو نظرنا نظرة حقيقية إلى ما تم انجازه في هذا المجلس من قرارات ومن توصيات ومن أمور تهم المواطن في هذه الدول نستطيع ان نقول بأن المجلس قد قطع شوطاً كبيراً,.
وأقول لو أخذنا كل الظروف بعين الاعتبار ان العمل المشترك هو عامل جديد على منطقتنا وهناك كثير من الحواجز النفسية التي كانت موجودة من قبل لابد من ايجاد القواسم المشتركة باذابتها أو العلو فوقها من خلال تحقيق أهداف نبيلة وكبيرة تحقق طموحات شعوبنا,, وهذه الأحلام والطموحات قد تبناها قادة دول المجلس على أكثر من صعيد وفي اكثر من مناسبة اعتقد بأن مجلس التعاون الخليجي قد استطاع ان يحقق ما يسمى بوحدة المصير وإذا استطعنا كلنا ان نسير عليه واستطعنا ان نجعل منه آلية من آليات الحوار الذي يكون صادقا وصريحا لكنه محبب,, وستكون الطموحات باذن الله قريبة المنال.
المجلس استطاع ان يصمد امام اعاصير مرت على هذه المنطقة من حرب الخليج الأولى والثانية,, ولم تصمد مع ذلك مجالس أخرى ظهرت في نفس الفترة,, ولكنها تراجعت لأسباب عديدة,, واعتقد بأن المجلس تحسب له كثير من الأشياء الإيجابية ولكن يظل المجلس أقل من الطموح,, لان الطموح لاحد له ولكن الطموح يجب ان يتواءم مع الامكانات سواء السياسية والمادية أو الامكانات البشرية لان العمل المشترك ليس الارادة السياسية والمالية فحسب لابد من شخوص وفكر ينير الطريق,, جماعات ومؤسسات تقوم على فكر موحد همها ان تحقق الطموحات لدول المجلس,, في هذا الاطار هناك اتفاق كبير فيما يتوقع تحقيقه وما هو حاصل الآن,, لكن اذا نظرنا إلى نصف الكأس المليء بالماء أعتقد اننا بخير والحمد لله,, ونحن سوف ندخل الألفية الثالثة بعد قمة البحرين وهناك اتفاقيات الدفاع المشترك التي تمت بين دول المجلس والاتفاقية الاقتصادية صحيح فيها شوط كبير من التعرجات لكنها صامدة وما لايدرك اليوم يدرك غداً.
وأعتقد بأن هذه الأمور تحققت لاصحاب الجلالة والسمو وهذا يحسب لنجاحات المجلس,, حيث وضعوا آلية مرنة بحيث اذا استعصى عليهم أي شيء يضعوه على نار هادئة حتى يتحقق وتقترب وجهات النظر بعضها من بعض,, هناك كثير من الأمور التي تمس حياة المواطن الخليجي قد تحققت في اطار العمل المشترك,, منها ما يخص العمالة الوطنية الخليجية وتطويرها وهذا الأمر له هدف كبير وبعد استراتيجي اتمنى ان وسائل الاعلام تعطيه حقه لانه يمس هويتنا ويمس البنية الاجتماعية للمنطقة وبالتالي فإذا اعطينا هذا الأمر حقه من الابراز وحثثنا الأيدي العاملة الوطنية وحثثنا القطاع الخاص على توظيف أبناء دول المجلس لكي يقطع فجوة الشك بين أصحاب القطاع الخاص وبين المواطنين في هذه الدول,, من خلال تذليل المعوقات واعطائه دفعة قوية للعمل في القطاع الخاص وأيضاً ان تحث القطاع الخاص ليساهم في توظيف شباب بلدانهم وهذه من الأولويات التي يعمل قادة دول المجلس عليها,, لذلك هناك منظومة وهناك رؤى في اعلامنا لابد لاعلامنا العمل على اجلائها وتوضيحها للمواطن وهذا ما نعمل عليه.
نحن متفائلون
وقال معالي الوزير نحن متفائلون بمسيرة المجلس لأن هذه المسيرة واقعية,, من خلال العوامل المشتركة والقواسم المشتركة التي يقوم بها القطاع الخاص من قبل المواطن والآليات التي يقوم بها المجلس من خلال دعمه وحثه,.
* أسأل معاليكم عن وضع العمالة الأجنبية في دول المجلس,, كيف يمكن معالجة هذا الوضع الحساس من خلال دور الإعلام لجعل المواطن هو الهدف الأول وأن المواطن هو الذي يبقى للوطن؟
الإعلام بلا رسالة هو إعلام أجوف والإعلام الذي لا يعايش هموم منطقته ومجتمعه وتطلعاتهم اعتقد بأنه إعلام يغرد خارج السرب,, الإعلام عليه مسؤولية شرح الفرص المتاحة للمواطن للبحث عن عمل، أيضاً تشجيع القطاع الخاص بلعب دور أكثر بتوظيف المواطنين.
الإعلام عليه دور أساسي في رصد الهفوات والثغرات التي تحصل في دول المجلس بشكل موضوعي ووثيق,, وإذا كانت الايدي العاملة مقصرة فيجب ان نقول الحقيقة,, وإذا كان القطاع الخاص مقصرا فيجب ابرازه على أساس ان لا تحمل الاعباء على جهة واحدة بحيث لا نغرد للشارع, وانما يجب ان نغرد في سبيل المصلحة ومن خلالها نخاطب الناس بالصدق,, فالعمالة الوافدة هي بدون شك مقلقة,, واتاحة الفرصة للمواطن هو الحل,.
* معالي الوزير,,هل النهج الإعلامي بين دول المجلس موحد,, وهل تعانون من أي ضغوط خارجية على التوجهات الإعلامية؟
أنا سوف اتكلم عن سلطنة عمان وأقول بأنه ليس هناك أي ضغوط على إعلامنا,, هناك منهاج موحد بعد قيام مجلس التعاون الخليجي وبعد اتخاذ العديد من القرارات التي اعتمدها المجلس الأعلى لهذه الدول,, ومنها ميثاق الشرف الإعلامي المشترك ومؤسسات انتاج البرامج المشتركة لتلفزيون الخليج,, عندنا الضوابط الإعلامية,, وهذه الضوابط نعتقد بأنه تجاوزها الزمن,, ولابد من المعاصرة,, فالإعلام دينمكية وحركة,, والعمل الإعلامي مثل أمواج المحيط تتجدد في كل مرحلة,, لديك آلية ولديك رسالة وبقدر حجم الرسالة ورسائل الاتصال واستقبال الناس تكون دائما فعالياتها نشطة وهذا يأتي من خلال الفكر المتجانس ومن خلال وضع أولويات,, فالإعلام على الصعيد الوطني والاقليمي او العربي والدولي هناك زوايا كثيرة إذا ماتحركنا من خلالها,, لكن علينا ان لا نخلط بين الأولويات حتى لا نقدم واحدة على الأخرى ومن هنا يستقيم الميزان,, فإن مواءمة هذه الأولوية في هذه المرحلة هي ما نحتاج إليها الآن ونعمل على تحقيقها,, وهناك تواصل وهناك انسجام في كيفية المعالجة باستخدام الآلية الحقيقية التي لا تحجم إعلامنا ونجعله خارج عصره بحيث يكون في واد ونحن في واد,, اذاً لابد من المعادلة والبحث عنها.
* معالي الوزير,, كيف تقيمون دعوة سمو ولي العهد الأمير عبدالله في كلمته أمام القمة الخليجية التي عقدت في البحرين بشأن بناء الثقة وتنمية العمل العربي بعيداً عن السلبيات.
الحقيقة هذا الموضوع لم يخل من أذهان قادة دول المجلس منذ نشأته,, مجلس التعاون همه الأساس ان لا يتهم بأنه قام لكي يقلل من العمل العربي المشترك على مر العقدين الماضيين,, قيام المجلس هو لمصلحة العمل العربي المشترك وهو الرافد الحقيقي والثابت والمعين لاشقائه العرب,,.
والقاعدة الأساسية لبناء المجالات الأساسية المشتركة هي الثقة بعيداً عن المجاملة والصدق في العمل.
وقال معاليه بأن دعوة سمو ولي العهد الأمير عبدالله في مؤتمر البحرين كان في هذا الإطار بحيث ان سموه مع قادة دول المجلس بينوا لاخوانهم هذه الثقة من خلال هذه الأطر التي اشار اليها سمو ولي العهد الأمير عبدالله في كلمته لان الثقة مثل أساس البيت المبني على أسس قوية وثابتة لأن هذا البناء إذا تصدع فلا يمكن ان تعيده بنفس القوة والصلابة,, فبناء القاعدة الأساسية المشتركة يجب ان لا نخضع للشك,, وهذه دعوة حقيقة وجاءت في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى مثل هذا التناصح والمكاشفة لاننا مع مرحلة جديدة من العمل المشترك والقمة القادمة سوف تتلمس هذه النقاط واعتقد بأن العمل العربي المشترك يجب ان يبني عليها أعماله وتطلعاته في المستقبل القادم ان شاء الله.
* معالي الوزير,,, ماهي أهم البنود التي سوف تناقش في مؤتمر القمة العربي القادم لتنقية الأجواء العربية,, العربية,, كيف تنظرون إلى هذه القمة؟.
الموضوع متروك للدولة المضيفة دولة الرئاسة الحالية والامانة العامة لجامعة الدول العربية وعندما يصلنا جدول الأعمال سوف نرى ما فيه من موضوعات ونحن عندنا قناعة حقيقية أن العرب كلهم متفقون للتواصل بينهم في كثير من القضايا مثل السوق التجارية الحرة,,, زيادة التجارة البينية بينهم والتعرف على مكامن الاقتصاد لكل دولة من أجل عمل متكامل لبعضنا البعض من أجل الحوار لمعالجة القضايا التي نعاني منها,,.
وقال معاليه لابد أن نقبل النقد من بعضنا البعض ونحن لا نختلف عن الهدف وأعتقد بأنه يمكن السماح بالفسحة للخلافات ويجب التعرف على ما عند الطرف الآخر وأخذ وجهة نظره وأفضل الحجج بحيث نربطها في عملنا المشترك,,, لأنه ليس هناك من يريد أن نرجع إلى الوراء بل اعتقد بأن كل القادة في هذه الحقبة مصممون على التقدم للأمام.
وأضاف معاليه لا أعتقد بأن هناك من يرضى أن يكون عملنا العربي في تشرذم وفي خلافات لا فائدة منها وتقطيع وتشتيت الجهود التي نسعى لها جميعاً لأننا نريد أن نصل إلى قالب واحد وعمل واحد منسجم مع المستقبل لأن الضعيف سوف يبقى ضعيفا إلا إذا تحرك وتطلع إلى الأمام ونحن متفائلون بهذه القمة لأنه ليس هناك ما يعوق تحقيق هذه الأهداف على مراحل لأنه لكل دولة خصوصية ولكن هناك العديد من النماذج التي يمكن ان نأخذ بالناجح منها وأن نحافظ على هويتنا كأمة عربية,, ونشد بعضنا البعض.
نحن مع بناء القوة العسكرية
* ماهي رؤية سلطنة عمان لبناء قوة عسكرية خليجية للدفاع عن المنطقة؟
أعتقد بأن هذا الموضوع قد نوقش والآن هناك اتفاقيات الدفاع المشترك وأصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع في دول المجلس يعملون من خلال هذه الاتفاقية وهي تتوافق مع تطلعات قادة المجلس للحفاظ على مكتسبات دول المجلس والامكانات التي يحتاجها في أولوياته تخطيطنا المشترك,, وسلطنة عمان أعطت دعمها الكامل لهذه الاتفاقية وتعمل من خلالها مع الأشقاء في دول المجلس,, موضحاً معاليه بأن ما تم الاتفاق عليه بين دول المجلس متفق عليه بين الجميع وهي مسؤولية الجميع وهذا هو الاتجاه في هذه الدول,.
* كيف تنظرون إلى الإدارة الأمريكية الجديدة وهل أنتم متفائلون فيها,, وماهو المطلوب منها؟
ان الطريق في بدايته أمام هذه الإدارة الجديدة ولكن نظراً لقدرة هذا الفريق الجديد في هذه الحكومة وكذلك معرفته بالقضايا العربية وقدرة شخص الرئيس فنحن متفائلون ونأمل أن تكون هذه الحكومة عادلة ومنصفة وفق الشرعية الدولية.
نحن ندعوها ان تعمل وأن تصب توجهاتها في نصرة القضايا وردع المعتدي,, لا المحاباة، وأوضح معاليه بأنه من خلال التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي الجديد فإن هناك رغبة في تحقيق العدل والسلم.
وقال معاليه يجب على العرب ألّاينظروا ماذا سيعمل الطرف الآخر بل يجب ان نعمل وان نتحرك وألّا ننتظر ردة الفعل,.
وأعتقد بأن ما تقوم به السلطة الفلسطينية من جهود هو الطريق الصحيح موضحاً معاليه بأن مؤتمر القمة العربي قد أعطى لجنة المتابعة الصلاحيات لشرح أبعاد القضايا العربية وشرح البعد الاستراتيجي لهذه الدعوى العربية ونحن نتطلع إلى شراكة مميزة مع الإدارة الأمريكية الجديدة في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ودعم مسيرة السلام والعدل.
* تعيش فلسطين حالة حرب مع إسرائيل,, ما هي الواجبات الإسلامية لمعاونة هذا الشعب لاسترداد حقوقه؟.
اعتقد بأن القمة الإسلامية قد قامت بدورها وكل حسب قدراته وأعتقد بأن اجتماع القمة في القاهرة قد تجلى فيه كثير من الأمور والآن اصبحت الدول تدعم الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والفكري وهناك تشاور مستمر وتنسيق مشترك,, كما ان القمم التي عقدت في القاهرة وفي البحرين وغيرها قد أعطت الأخوان في السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر للتحرك.
* معالي الوزير يلاحظ بأن السياسة العمانية تتميز بالاستقلالية في علاقاتكم مع العراق وإيران فما هو هذا التوجه؟.
* اعتقد بان الاستقلال جزء من سياسة الاوطان,, ونحن منذ الحرب الخليجية الأولى الحرب العراقية الإيرانية,, كنا ننظر الى ان هذه الحرب ليس لها نتائج وانها تعطل طاقات إسلامية وعربية ضد بعضها البعض وذهبت بما ذهبت به ثم بعد ذلك جاء غزو الكويت ونتج عن ذلك ما نتج, نحن مع اشقائنا في دول مجلس التعاون بشكل دائم,, ونحن من حيث المبدأ لسنا مع قطع العلاقات مع أي دولة لان الشعوب هي الموجودة ومهما اختلفت مع النظام فإن الشعوب هي الموجودة وهي المتضررة,, ونحن مع الاشقاء في دول المجلس ندرس ونرصد الحالة العراقية الآن ومعاناة الشعب العراقي وهدفنا جميعا رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي الشقيق في اطار الشرعية الدولية ومواءمة العمل العربي فس هذا الاتجاه.
* ما صحة ان عمان تسعى لمصالحة عراقية خليجية,, هل هناك شيء من ذلك؟.
عمان جزء من هذه الدول وعمان ليست ثغرة ينفذ منها العراق,, والدول الخليجية في يوم من الأيام كانت الحاضن الرئيسي للعراق وبالتالي علاقات عمان مع العراق هي علاقة حوار ندعوه للأخذ بثوابت اساسية في إطار العمل العربي ومن مصلحته ان يعمل على تنفيد القرارات الدولية وتحسين العلاقات مع الجيران ومع الاشقاء وعدم التهديد، نحن في هذه الدول لا نريد إلا الخير للعراق وان يعيش في أمن ورخاء بعيداً عن أي أضرار تلحق بشعب العراق وهي ثوابت حقيقة نادى بها قادة دول المجلس واشقاؤهم,, ونحن نعمل مع أكثر من جهة لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق,, هذه حقيقة لا جدال فيها.
وحتى المملكة العربية السعودية قد نادت برفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي وهو مطلب أساسي الكل متفق عليه ليس هناك عليه أي خلاف,, وهي مبادرة سعودية بمعنى ليس هناك أصوات نشاز بيننا وبين الاشقاء في هذه المنطقة ولا بيننا وبين الشعب العراقي.
* معالي الوزير,, نجل الرئيس العراقي اصدر مؤخراً تصريحات تهديد للكويت بينما كانت دعوات قمة المنامة فيها شيء من التفاؤل كيف تنظرون الى تلك التصريحات؟.
مع الأسف الشديد نحن سمعنا هذا الخطاب ومع الأسف فهو لا ينصب في مصلحة العراق ومن المؤسف ان تثار مثل هذه الأمور في الوقت الذي تدعو فيه هذه الدول الى رفع الحصار عن العراق,, كيف يرفع الحصار وهناك تهديد وهناك اخبار غير سارة من الوسائل الإعلامية العراقية,, يجب على العراق احترام الدول ويجب احترام الجوار,, ويجب ان ننسى الماضي وان نعيش في سلم وسلام,.
* معالي الوزير يلاحظ بان عمان تحاول فتح نوافذ جديدة في العلاقات الدولية من خلال دول المحيط الهندي,, ما هي ابعاد ذلك التحرك؟.
علاقتنا مع الدول ليست وليدة اليوم وانما هي من سنوات طويلة فعلاقتنا بالصين ممتدة لمدة ألف عام منذ زيارة ابو عبيدة في القرن 11 الميلادي ومع الولايات المتحدة منذ القرن 19.
وعلاقتنا مع الهند ضاربة جذورها في التاريخ ولنا علاقات مع هذه الدول المطلة على المحيط الهندي لان التعاون مع الشعوب سمة من سمات التاريخ العريق للدول وتعاملنا مع العالم جزء من تراثنا.
لاننا إذا لم نفعل ذلك فلا يمكن ان نتحرك في الإطار الصحيح وبالتالي من مصلحة الدول ان تتجه في كل الاتجاهات لتنويع الخبرات والتعرف على ما لدى الغير وتوجهنا في عمان لهذه الدول او توجه أي دولة خليجية لدول أخرى يعتبر مكملا للجميع.
الهيمنة ,, لا يطلقها إلا حاقد
* معالي الوزير تردد بعض وسائل الإعلام ان هناك هيمنة من قبل الدول العظمى على دول الخليج,, كيف يرد معاليكم على ذلك؟,.
مع الأسف ان يقال مثل هذه الكلمات,, ماذا نستطيع أن نعمل في دول الخليج,, دول الخليج الله سبحانه وتعالى أعطاها النفط وهو شريان الحياة,,, العالم كله ينظر إليك,, لذلك إذا لم نحسن إدارة هذه الثروة والحفاظ على مصالحنا ومصالح الآخرين,,, نكون قد أضررنا بمصالحنا في الدرجة الأولى,, العالم الآخر شريك لك بتقنيته ويشتري هذا النفط بأمواله وينقله بآليات صنعها لذلك,, نحن في حاجة لهم وهم في حاجة لنا,, فهل نسمي ذلك هيمنة؟ لا يقول ذلك إلا الحاقدون,, أعتقد بأن المصالح مشتركة ويجب ألا تستعمل مفردات تعطي غير الواقع,, حتى سعر النفط راعينا المصالح المشتركة ولم يفرض علينا أي ضغوط,.
مضطرون للتنسيق لما فيه المصلحة المتوازنة بين المنتج والمستهلك على حد سواء في إطار العقلانية والمصلحة المشتركة, أنا أدعو اخواني في وسائل الإعلام إلى انتقاء المفردات بعناية والبعد عن الكلمات التي تستخدم في غير موضعها لأن قارىء اليوم أصبح إنسانا واعيا,.
نحن محتاجون للعالم ودول العالم محتاجة لنا وأصبحت المصالح مشتركة حتى الدول القوية محتاجة بعضها البعض.
لو كانت هيمنة لما جاءت وفود للتشاور والتنسيق الى المنطقة لما فيه المصلحة المشتركة مع هذه الدول,.
* معالي الوزير ,, كيف ترون التوجه نحو الاستثمار في مجال القنوات الفضائية؟
هذه القنوات عبارة عن بوفيه مفتوح,, إن كانت هناك أكلة مفيدة يأكلها الناس سوف يقبلون عليها وان كانت اكلة غير شهية لا يأكلها الناس مطلقاً واعتقد بأننا في دول المجلس لنا رؤية واضحة وأهم شيء ان تكون أولوياتنا الإعلامية في هذه المنطقة واضحة وموجهة توجيها صحيحاً.
* عمان خطت نحو ادخال العنصر النسائي في مجلس الشورى,, هل كانت هذه التجربة ناجحة؟
هي ناجحة بكل المقاييس,, وكانت توجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد يحفظه الله تنصب على المساواة واعطاء المواطن الحق وجعل الناس متساوين في النظام الاساسي والحكومة لا تتدخل فيمن يتم اختيارهم في المجلس وعلى هذا الأساس نجحت المرأة,, ونقول بأن المرأة العمانية عنصر مهم وتقوم بمهام كثيرة.
* كيف ترون حرية الصحافة الخليجية وتناولها للموضوعات التي تتعلق بقضايانا؟
نحن نؤمن في عمان بحرية الصحافة وليس عندنا مشكلة في ذلك فالصحافة تتناول أي موضوعات، وحرية التعبير موجودة وفقا للنظام الاساسي إلا فيما يمس أمن الدولة أو يثير الفتنة او يتعدى على كرامة المواطن او النيل من حقوقه.
فيجب على الإعلام في تصوري ان يحافظ على الثوابت الوطنية والعقائدية للمجتمع وهذا ليس فيه اجتهاد فهذه الثوابت تمثل أبناء المجتمع الواحد,, ولا يجب التعدي عليها,.
كما ان عليه الالتزام بالكلمة الصادقة وعدم التشهير بالمواطن.
فنحن لا نريد حرية الفوضى بل نريد صحافة متزنة وعقلانية تخاطب بعقلانية لا بالإثارة والتجريح, فنحن في دول المجلس الدولة مع المواطن وترعى المواطن,, والنقد البناء مرحباً فيه,.
* معالي الوزير,, هل ظهور القنوات الفضائية والانترنت يشكل لكم أي متاعب؟
أبداً فيها فوائد كبيرة وفيها سلبيات,, وأصبحت عامل تنافس وجعلت ما كان يسمى بالإعلام الرسمي فإن يكون أكثر مرونة,, فنحن نأخذ الجديد ونأخذ السمين ونترك الغث,, وما نراه نحن قد يكون ثميناً,, وقد يراه الآخرون غثاً,, على كل حال فهذا من المستجدات التي لازلنا نعمل على كيفية الاستفادة منها جميعا.
عمان بلد سياحي,, وندعو الأشقاء للاستثمار
* معالي الوزير ,, عمان بلد سياحي ,, فكيف يمكن استقطاب أبناء دول المجلس للاستثمار في بلدكم وماهي التسهيلات؟
هناك دعوة مفتوحة وهناك قانون الاستثمار الاجنبي الذي يحتوي على الكثير من الحواجز وليس فيه اي معوقات ونحن ندعو الأشقاء في دول الخليج ورجال الأعمال للتوجه لهذا البلد والاستثمار فيه وسوف يجدون كل التسهيلات,, وعمان فيه من السياحة والموارد الطبيعية ما يجعل هذا البلد بلداً سياحياً ومتنفساً لكل الأشقاء,, وفيه من التراث والحضارة ما يشبع رغبات الناس ولذلك نرحب بالاستثمار والدولة ذللت الصعاب ,.
نحن مع كل عمل جاد يخدم شعوبنا ودولنا
* هل تؤيدون معالي الوزير قيام سوق خليجية مشتركة؟
نحن لسنا مع الدعوات الفضفاضة,, نحن مع الدراسة المبنية على شيء من الجدية الصادقة والمفيدة لدولنا,, نحن مع المشروعات الناجحة التي لا رجعة فيها,, ليست العبرة ان ندعو لشيء ونعمل فقاعات ثم تنطفىء,, العبرة أن نعمل بجد في كل عمل جاد بعيدا عن نقاط الضعف ومن هذا المنطلق إذا اتفق الجميع على مثل هذا التوجه نحن مع كل عمل خير يخدم دولنا وشعوبنا, وان التعرفة الجمركية التي يتم الاتفاق عليها هي البوابة لتحقيق السوق الخليجية المشتركة.
* معالي الوزير عمان خطت خطوات ملموسة من حيث التطور والتقدم ما هي العوامل التي ساعدتكم على ذلك النجاح؟.
إذا صدق العزم وضح السبيل,, قيادتنا في سلطنة عمان والحمد لله استطاعت ان تصل بهذا البلد من دولة غير مكتملة البناء إلى دولة عصرية بها كل مقومات الحياة,.
السلطان قابوس أحبه الشعب العماني وهذه المحبة أججت حماس الشعب والتفافه حول قيادته,, حتى اصبحت هذه البلاد ملحمة حب وملحمة بناء حضاري عصري,, وقد انطلقت المسيرة سواء في مجال التعليم أو في المجال العسكري وكذلك بناء البنية التحتية، بناء المشاريع ، الموانئ، وكان ذلك بالاعتماد على الله ثم على سواعد أبناء الوطن العمانيين الذين قهروا كل التحديات رغم الصعاب.
* ما هو العمل المشترك الذي يمكن ان نساهم به إعلامياً من خلال القنوات الخليجية؟.
أحب أن أقول بأن هناك تعاونا وأن هناك لجانا وأن هناك فعاليات تقام وما علينا ايجاد آلية لاوليات العمل الاعلامي الخليجي.
* معالي الوزير قبل ان نختم هذا اللقاء ماذا يميز اللقاءات السعودية العمانية؟.
لاشك بأن ما يميز العلاقات السعودية العمانية هو صدق القيادتين في البلدين مع بعضهما البعض والثقة المشتركة واضحة المعالم هذه مسألة مهمة جداً اعطت زخما حقيقيا لهذه العلاقات واعطتها دفعات قوية حققت منها مكاسب كبيرة منها: التعاون السياسي، والتنسيق الاقتصادي، والتنسيق الأمني، والحمد لله رب العالمين، لذا يجب علينا نحن كمواطنين في هاتين الدولتين ان نرتقي بهذه العلاقات الى الاعلى لكي نحقق مكاسب اضافية تتواءم مع قيادتي بلدينا الشقيقين وهذا ما نتمناه جميعا باذن الله.
|