| القرية الالكترونية
يشهد العالم اليوم تطوراً لم يسبقه مثيل، حيث لعبت التقنية دوراً في الحياة العامة بما في ذلك التعليم، فمنذ فرصة الانطلاقة الصناعية نفسها على العالم وتطور العلوم تطوراً كبيراً مما ساعد في سيرة التنمية التقنية.
وبظهور الحاسب على الساحة نتاجاً من نتائج ذلك التقدم الذي فرض نفسه على كافة المجالات، اصبح ضرورة كالقراءة والكتابة والحساب ويعد المهارة الاسايسة في وظيفة المستقبل وعند توفر الحاسب الشخصي وانتشاره اصبح جزءاً من منهج التعليم حتى في المراحل ما دون الجامعة، وهذا الامر اوجد نوعاً من المصطلحات الحديثة مثل ثقافة الحاسب Computer Literacy والتي ظهرت مع انتشار الحاسبات الشخصية في بداية السبعينات.
ومع التطور السريع في تقنية الاتصالات وانتشار اجهزة الحاسب اصبح العالم يتبادل المعلومات بسرعة فائقة ويوظفها في سير الحياة اليومية بشكل غير مسبوق فأصبحنا نعيش عصر المعلوماتية التي ازدادت المعرفة فيه بشكل غير مسبوق وتوسعت طرق الحصول عليها وتيسرت حتى اصبحت المعلومة هي الخامة الجديدة التي تحقق عند الاستفادة منها بشكل صحيح افضل معدلات ممكنة في الانتاج الاقتصادي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في عالمنا العربي هل اعددنا العدة لهذا العصر؟ فالعالم العربي يعد متأخراً في دخوله هذا المجال حيث ان معظم الدول العربية حتى السبعينات لم تكن تدرس الحاسب الا نظرياً في جامعاتها واذا نظرنا الى واقعنا الحالي فما زالت الفجوة كبيرة بالرغم من المحاولات الجادة وهذا يجعل المهتمين امام تحد خطير حيث يسر علماء المستقبل المستقبل باذن الله Futurist بأن الفجوة سوف تكون كبيرة لا يمكن اللحاق بها الا اذا بدئ بها جنبه الى جنب مع التطور الحالي وذلك من منطلق ان العلاقة كان خطية Linear بين الدول المتقدمة والنامية في مجال الصناعة ولكن اصبحت العلاقة في عصر المعلوماتية تمثل علاقة أسية اي ان العلاقة تتضاعف على اسس متوالية هندسية مما يجعل العلاقة بين الدول المتقدمة والدول النامية كالعلاقة بين الانسان في عصرنا الحالي والانسان البدائي.
اذا نحن امام واقع يجعلنا نقف امام هذا التطور الهائل وهل نحن نواكبه وكيف تستثمر هذه التقنية في اعداد الجيل لمواكبة الامم المتقدمة.
ان التلاميذ في مدارسنا اليوم ما زالوا يتعلمون بشكل تقليدي وذلك عن طريق مصدر وحيد هو المصدر نفسه الذي تعلم به اباؤهم، بينما قطعت كثير من الدول شوطاً كبيراً في توظيف التقنية في المدارس، فالمتبع لتعليم الرياضيات مثلاً يجد ان معظم الدول المتقدمة تركز على استخدام التقنية وخاصة الحاسب حتى اصبح جزءاً من المنهج الاساسي، وهذا جعل المهتمين امام واقع يجعلنا نفكر ماذا ندرس؟ وكيف ندرس وخاصة بعد التطور في البرمجيات الرياضية Mathmatical software .
فتعليم الرياضيات يأخذ محنى آخر ونحن مازلنا نقدم التمارين والامثلة التي قد تكون بعيدة عن هذا التوجه بل لتركز على الجانب التجريدي.
ان الاهتمام الذي تبديه المؤسسات التعليمية على النطاق العام فيما يتعلق بتقويم وتطوير ما يتم تعليمه في مدارسنا هو بمثابة انعكاس للادراك العالمي بأن المعرفة العلمية والانتاجية الاقتصادية ظاهرتان مرتبطتان حيث احتلت التقنية وعلوم الرياضيات موقع الصدارة كلغة عالمية للثقافة الحديثة.
وهنا يبرز هذا الادراك كمبرر اقتصادي قوي لصالح دراسات تقويمية لواقع التعليم واسلوبه في مدارسنا في ضوء التوجهات الحديثة التي سوف تنعكس على الانتاجية المرتفعة التي ستؤدي الى ازدهار وثراء الاقتصاد.
ومن هذا المنطلق فان نوعية التعليم تصبح مطلباً اساسياً يتوافق مع التطور التقني ولعلها رحلة كبرى قد بدأت في مجال تقنية المعلومات سوف تستمر مدة طويلة لا نعرف الى اين تؤدي هذه الرحلة كما ذكر Bell Gates .
* عميد القبول وشؤون الطلاب بوكالة كليات المعلمين
ولمساهمتكم في كتابة المقالات لنشرها في الصفحة يمكنكم ارسالها عبر البريد الالكتروني التالي evillage @ suhuf. net. sa او على فاكس الجزيرة 4871064 4871063 لعناية المشرف على الصفحة.
|
|
|
|
|