| مقـالات
يعرّف الرأي العام بأنه الاتجاهات والمشاعر والأفكار لشريحة عريضة من الناس حول موضوع عام وحيوي، وبصيغة أُخرى هو الرأي السائد بين جمهور من الناس أي ما يعرف برأي الأغلبية وهذه المجموعات من الناس هي التي تشكل المجتمع بكل فئاته وشرائحه المختلفة ذلك المجتمع الذي قد يتعرض الكثير من افراده لظواهر وسلوكيات منحرفة لأسباب وعوامل اجتماعية واقتصادية أو قد تكون حتى غير معروفة يعبر عنها بصور وأساليب غير منطقية وغير مقبولة تدل على التذمر لعدم قدرته على إيجاد حلول للقضايا والمشكلات التي يعاني منها.
وهذا الامر هو الذي قد يفسر كثيراً من صور الانحرافات والتصرفات التي نسمع عنها بين الحين والآخر كمضايقة الآخرين بعد المباريات الكروية أو ما يحدث خلال التجمعات الشبابية من اعتداءات على حقوق الآخرين وممارسة التفحيط وقضايا سوء استعمال الإنترنت وغيرها كثير، والمؤسف في الأمر أننا نكتفي بالقول إنها ظواهر دخيلة على مجتمعنا وأنها تصرفات فردية وسلوك طارىء على الرغم من انها مؤشر خطير لاسيما في ظل الانفتاح الثقافي الهائل وتأثيراته على أنماط السلوك وصور التعبير عن الرغبات، ولهذا فإنني أعتقد أن وجود مركز لقياس الرأي العام من الأهمية بمكان حيث يتولى التعرف على اتجاهات المجتمع وأهم القضايا التي يعاني منها ومعرفة أبعادها ولفت نظر المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بطبيعة المشكلة وتقديم الحلول لها.
إن وجود مركز لقياس الرأي العام على أسس علمية يعتمد منهج البحث العلمي في الحصول على نتائجه يمكّن متخذي القرار في المؤسسات الحكومية من التنبؤ والتخطيط السليم لمنع أومواجهة حدوث أي ظواهر سلبية متوقعة ويقدم المعالجة بأساليب علمية متوافقة مع آراء ورغبات افراد المجتمع.
ولا أحد ينكر دور الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى والتي هي بلاشك عنصر من عناصر تكوين الرأي العام حيث تعبر عن قضايا المجتمع وهمومه وذلك من خلال المقالات والتحقيقات الصحفية والكاريكاتير إلا انها لا تعتمد على طريقة موضوعية وحيادية تامة في طرح القضايا, حيث تبرز بعضها وتهمش قضايا اخرى لا تقل أهمية وبدون قصد، ومن هنا تبرز أهمية معرفة اتجاهات الرأي العام بطريقة علمية يستخدم فيها جميع انواع قياسات الرأي العام من استفتاءات وتحليل مضمون قبل ان تستفحل تلك الظواهر وتنعكس على السلوك كتعبير وحيد لمواجهة المشكلة.
* كلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|