.. يفرُّ الشتاء
يكفكف في حضرة
الجمر
أثوابه
ينسلُّ من أجسادنا
هارباً,.
تتبعه الصحاري
لتدفنه
في البعيد,, البعيد
.. وتموت في حضرة
المطر
كل أشكال الجفاف
وتتزاحم
الأعشاب
في مسام التراب
فتورق الحياة
دفئاً وعذوبة
.. ثم نغادر الصحراء
والخيام
ونؤوب فجأة
إلى حيث أسوار
المدينة
نترك الفضاء والسحابة
وفيافٍ تغمرنا
بالمهابة
تستقيم أعشابها
طريّة,, خضراء
كأحلامنا
كأمانينا في الصغر,.
.. نعود من جديد
تسقفنا الغرف
والأبواب
نرقب الحياة
من كوّة الشاشات
المحلية
نضغط على الأزرار
فيسّاقط العالم
من حولنا
ضاجّاً,, صاخباً
متناقضاً
متعاركاً
بارداً كالجليد
فظاً كالحديد
يلُفّه الشتاء
من الوريد
إلى الوريد,.
فيا أيتها المدينة
ليس لكِ على الشتاء
سطوة
وليس لكِ عندنا بعد الصحراء
حظوة!!!
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|