| مقـالات
سرت في الآونة الأخيرة إشاعة مفادها ان احدى الدول العربية قد منعت مواطناتها من الزواج من اشخاص سعوديين، وقد استقبلت النساء في بلادنا هذا الخبر بالابتهاج والتصفيق رغم ان الامر لم يتعد كونه شائعة، وحقيقة الأمر انه تم اشتراط حصول طالب الزواج على موافقة رسمية من بلده الاصلي، وهو المملكة العربية السعودية، ليتسنى له إتمام عقد الزواج هناك.
على كل ليس الأمر هو كونه إشاعة أم حقيقة، او ما هي حقيقته، ولكن القضية تطرح اشكاليات عديدة نوجزها بما يلي:
1 لماذا فرحت النسوة في بلادنا؟ سؤال بديهي والاجابة بديهية، وهي ان المرأة بطبعها لا تحب ان يكون هناك منافس لها على قلب زوجها، وهي تعتبر نفسها أحق به، والنسوة عندنا يعرفن ان الكثير من الازواج يذهبون للخارج بقصد الزواج، وهذه حقيقة واقعة، وفي احدى الاحصائيات التي اجريت لدينا تبين ان نسبة كبيرة من الرجال يتمنون الزواج بغير السعودية!!؟
2 لماذا يفضل الرجل السعودي الزواج من غير سعودية؟ سؤال ايضا يطرح نفسه، والجواب يكمن اما في نفس ذلك الرجل ورغباته وطموحاته وطلباته، او انه يكمن في المرأة السعودية التي تدفعه لذلك، لأسباب عديدة، قد يكون منها طلباتها الكثيرة، وصعوبة وصوله اليها، وحاجتها للخادمة والسائق، وتناولها الطعام الجاهز وغير ذلك كثير ليس اقلها مصاريفها التي قد لا يتحملها أي انسان، وقد يكون الجواب عند المرأة غير السعودية التي يذهب إليها الرجل من أجل الزواج، فربما هي تستطيع أن تقدم له ما لم تقدمه له المرأة السعودية، سواء في البيت أو الحياة الاجتماعية، أو تربية الأطفال أو الطلبات أو غير ذلك، وقد يكمن الجواب في البيئة والمجتمع الذي جعل من المهور بعبعا حقيقيا، وصارت مطالب أهل الفتاة كثيرة وغالية من صالات افراح، ولباس، وذهب، وألماس، ولؤلؤ، وحرير عدا السيارات والقصور الفاخرة للسكن والشروط العديدة، وكل هذا يدفع بالرجل للذهاب بحثا عن زوجة تعينه في حياته، ولا تستهلك حياته، وتجعله مدينا باقي عمره.
3 لماذا كثر هذا الأمر عند السعوديين أو الخليجيين تحديداً؟ ربما يكون الجواب بهذه النعم والثروات التي من الله بها علينا، فلم يعرف لها البعض طريقاً الى الزواج والاسفار وغير ذلك.
4 لماذا صارت بعض الدول لا ترغب بتزويج مواطناتها من الرجال لدينا؟ سؤال وجيه، وربما يكمن الجواب في بعض السلوكيات والتصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها البعض مما يؤذي بنات الناس، ويسيء لنا ولسمعة بلدنا، وهذا أمر لا نقبله على الاطلاق.
5 أما السؤال الأكبر: هل قضية الزواج في مجتمعنا تسير على ما يرام، والجواب حسب علمي المتواضع لا، فهناك خلل على مستوى الرجل، وعلى مستوى المرأة، وعلى مستوى الأسر، وعلى مستوى المجتمع ككل، ولا ابلغ على صدق توقعي أن نسب الطلاق وحسب الاحصائيات الرسمية وصلت لنسب فلكية لا مثيل لها.
6 ايضا للقضية وجه آخر وهو قرار الزواج من الخارج بحد ذاته حيث ان هذا القرار بحد ذاته مصيبة لان الشخص يذهب الى هناك بقصد السياحة أو غيرها، ويعود بزوجة من هناك، كيف عرفها؟ هل عرف أهلها؟ هل هناك منظمات بل عصابات تقوم بذلك؟ هل تعرف على أخلاقها؟ أو بالأحرى على دينها؟ فالكثيرون حصلت لهم مفاجأة ليست سارة عندما علموا ان الزوجة المنشودة ليست مسلمة، ولكنها جاءت معهم، وصارت زوجة، ايضا ما هي الأخطار التي ستطال الأطفال؟ وكيف ستتم تربيتهم؟ ناهيك عن الأخطار الصحية والنفسية والاجتماعية، وقد علمنا ان العديد من النساء يصبحن زوجات لمواطنين لدينا بعد ان كن بالأصل راقصات ومغنيات ومطربات، وكما يقال فنانات,,!
7 ما المطلوب إذاً؟
بحث شامل وعلى كل المستويات، وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته عن فعله أو أفعاله بحيث نصل لحالة توازن واستقرار في هذا المجال.
لكل هذا أقول للنساء: إنه حتى ولو صدقت تلك الاشاعة فإن رجالكن سيجدون السبيل للزواج من الخارج، ولا يمكن منعهم بشكل مطلق وبداية الحل بيدكن حتى تكتمل فرحتكن، ونهايته عند الرجل الذي ندعو الله ان يهديه ويرشده بما يحفظ، ويصون عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا، وأولاً وقبل كل شيء ديننا الحنيف.
والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.Com
|
|
|
|
|