| العالم اليوم
اختتمت مفاوضات طابا التي نظمت على عجل لدعم ايهودا باراك, ومع ان البيان الصحفي الإسرائيلي الفلسطيني المشترك لم يبيّن بوضوح نقاط الالتقاء والتقارب التي تحدث عنها المشاركون في المفاوضات سواء في الجانب الإسرائيلي او الفلسطيني، كما لم يكشف كل من شلومو بن عامي وزير خارجية إسرائيل، وأحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عن تقارب الموقفين اللذين كما يقول المفاوضون أنهم لم يكونوا أقرب إلى بعضهم البعض في أي وقت مثلما كانوا في طابا .
ولكن على الرغم من عدم الكشف تماماً كما جرى فان الإسرائيليين كفيلون بالكشف عما حققوه ليوظفوه في الحملة الانتخابية لباراك، وعلينا ان ننتظر العديد في التسريب الصحفي من قبل الإسرائيليين وبالمقابل نفي ورفض فلسطيني لهذه التصريحات مما سيعيد فقدان الثقة بين حكومة باراك والسلطة الفلسطينية.
وحتى تكون مناقشة نتائج مفاوضات طابا واضحة نعرض مواقف الطرفين الرئيسية عند اختتام تلك المفاوضات حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية:
1/ حول وضع القدس الشرقية:
هذه المشكلة الحساسة الكبيرة كانت الى حد كبير وراء فشل القمة الإسرائيلية الفلسطينية في كامب ديفيد في تموز/ يوليو واندلاع الانتفاضة الفلسطينية التي اوقعت 386 شهيداً منذ 28 ايلول/ سبتمبر معظمهم من الفلسطينيين.
وفي كامب ديفيد اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك للمرة الأولى اقتسام السيادة على القسم الشرقي العربي من المدينة التي احتلتها إسرائيل وضمتها في 1967, واقترح ان تنقل الاحياء العربية في محيط المدينة القديمة الى السيادة الفلسطينية وان تتمتع الاحياء الأخرى بحكم ذاتي واسع.
وفي المقابل يقبل الفلسطينيون الذين يطالبون بالقدس عاصمة لهم بالسيادة الإسرائيلية على احد عشر حيا بنيت في القسم المحتل حيث يقيم 200 الف يهودي.
واقترح باراك ايضا في كامب ديفيد وضعا خاصا للحرم القدسي في القدس الشرقية لكنه رفض السيادة الفلسطينية عليه.
ويقترح باراك حاليا إقامة نظام خاص للمدينة القديمة في القدس.
2/ حول قضية اللاجئين:
لم يتغير موقف باراك من هذه المسألة التي تلقى إجماعا داخل إسرائيل، منذ قمة كامب ديفيد, فهو يقترح عودة عدد محدود من بضعة آلاف لاجئ فلسطيني بشكل تدريجي الى اسرائيل في إطار برنامج انساني للم شمل العائلات.
وفي المقابل تتمسك السلطة الفلسطينية بمطلب الاعتراف بحق اللاجئين في العودة وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، لكنهم ابدوا استعدادهم لتليين موقفهم بشأن تطبيقه.
3/ حول الدولة الفلسطينية المستقبلية:
وافق باراك على مبدأ انشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع إقامة ممر بين المنطقتين عبر الاراضي الإسرائيلية.
لكن ثمة خلافات حول سلطات الدولة المقبلة، فالفلسطينيون يريدون دولة تمتلك جميع مقومات السيادة في حين تريدها إسرائيل منزوعة السلاح يخضع مجالها الجوي وحدودها الخارجية لسيطرة إسرائيل.
4/ حول الحدود:
ترفض إسرائيل العودة الى حدود خط الهدنة قبل حرب حزيران/ يونيو عام 1967، كما يطالب الفلسطينيون، تطبيقاً للقرارات الدولية.
وتريد إسرائيل ضم ثلاثة او اربعة مجمعات استيطانية في الضفة الغربية تضم حوالي ثمانين في المئة من المستوطنين اليهود البالغ عددهم 200 الف، وتقول انها مستعدة للتخلي عن المستوطنات الأخرى المعزولة كثيرا او تفكيكها.
وقد نقلت الإذاعة الرسمية عن باراك قوله يوم الاحد غداة انتهاء مفاوضات طابا ان الفلسطينيين وافقوا للمرة الأولى على مبدأ إبقاء مستوطنين في المناطق التي ستنتقل الى السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية, لكن باراك اشار مع ذلك الى ان خلافات لا تزال قائمة حول عدد هذه المستوطنات التي ستضم الى اسرائيل.
غداً ماذا حقق باراك من وراء المفاوضات؟
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|