| القوى العاملة
في عالمنا الواسع ومحيطنا الذي نعيش فيه ونتعايش معه هناك وجوه لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة تحفر صورها الجميلة والرائعة في اعماقنا.
هذه الوجوه الجميلة والرائعة لا تبحث عن شهرة أو تسعى الى ثناء أو اطراء عابر!.
هذا النوع من البشر هم كثر ولكنهم يذوبون في زحمة الأسماء!.
اذا أردت ان تعرف هذه النوعية من البشر فاسأل أي شخص تعرفه عن تلك الأسماء، خاصة أصحاب الحاجات ومن يقومون بمراجعة الادارات الحكومية.
هؤلاء الناس هم أكثر حبا، وأكثر تقديرا، وأهم من ذلك كله,, هم أكثر الناس سعادة لأن كل من خدموه يدعو لهم بالخير والصحة والسعادة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله عزوجل رواه الطبراني وقد جاء في الأثر أيضاخير الناس أنفعهم للناس .
ما أروع الانجاز والعمل المخلص اذا كان خالصا لوجه الله تعالى,, وكم من مؤمن وقاه الله شر صروف الدهر وأتراح الحياة فبارك الله له في عمره وماله وأولاده ووفقه الى كل خير وحبب عباده فيه، بسبب ما يقدمه في حياته,, أسئلة نطرحها على البعض من أعمال خيّرة ونبيلة.
* هل من الصعب ان تهب دون مقابل؟! أن تحتوي مشاكل من يعيشون حولك؟ أن تضيف الى أحزانك وآهاتك أحزانا أخرى وآهات أخرى لا ناقة لك فيها ولا جمل .
* هل من الصعب أن تلملم شتات وقتك واهتماماتك الشخصية لتعير جزءا منها لغيرك؟ فتسعى في متابعة مصالحهم وترك أمورك الخاصة حتى يصل ذلك مرحلة الانجاز؟
* هل من الصعب ان تعيش في أحزان لن تشعر بها لو لم تقتحم نفسك فيها؟
* هل من الصعب أن تخسر الوقت أحيانا والجهد أحيانا أخرى في سبيل التخفيف عن غيرك من أبناء جلدتك؟
* لن يكون غريبا لو رأينا الأب أو الأم يهتم بأمور أبنائه أو أقربائه ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويسعى في مصالحهم,, لكن الغريب أن نرى انسانا يتبنى حلولا لمشاكل انسان آخر لأننا تعودنا اعتقاد البعض بأن الدخول فيها سيحملهم أعباء نفسية لا داعي لها؟
لقد اساء البعض فهم معنى التضحية ومحاولة خدمة الأخرين في عالم يعج بالمتناقضات والمصالح ان كل انسان في هذه البسيطة بحاجة الى أخيه الانسان لأن الحاجة التي يقع فيها أخاك الانسان اليوم قد تقع فيها غدا أو بعد غد أو يوم من الأيام.
ولكن الفرق بيننا نحن البشر أن هناك أناسا يقدمون الخير ويسعون لانجاز مصالح الناس دون انتظار مصلحة معنوية أو مادية وهناك من يقدمون ذلك لأجل المال أو الجاه أو السمعة وهناك من لا هؤلاء ولا هؤلاء!! فيظلون يتفرجون على المصاعب التي تواجه غيرهم بسلبية واضحة! وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء، أما إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة لهم فإن الأمور تختلف جذريا ويظلون يبحثون في ذاكرتهم على بعض الأسماء التي اعتادت ان تقدم لهم الخدمة!!,إن الاختلاف الحقيقي بين الأشخاص هو المقدرة على البذل والعطاء والتصميم على ذلك وهناك يكمن الفرق بين الرجال العظام والاقزام!.
بصمة:
هناك نوعان من العرفان بالجميل: النوع الفجائي الذي نحس به عندما نأخذه,, والنوع الأعظم والأروع الذي نحس به عندما نعطي ,إن هناك فرقا كبيرا في الاحساس بين نشوة الأخذ ونشوة العطاء إنها كلها شعور يريح النفس ولكن نشوة العطاء والفرح به تستمر وتدوم ليس بداخلنا فقط بل لأنها تتفتح أزهار فواحة وشعورا رائعا في نفوس الآخرين.
ما أروع الحياة عندما نراها من خلال الآخرين.
AAmm9@hotmail.com
|
|
|
|
|