رغبات الإنسان جزء من حقيقته,,,، ذلك لأن مايكمن يطفو,,.
وتتحول رغباته إمَّا إلى ما يشبه السَّوط يَجلِدُ، وإمَّا إلى لَبِنَة تؤسِّسُ,,,، ولكن؛
متى يحدث ذلك؟!,,.
إنّه ليس عندما تظلُّ الرَّغبة في كمونها,,,، ذلك لأن الكمون إما بوتقة صهر، يتفاعل، ويولِّد,,,! بمعنى أن تكون هذه البوتقة معمل إعداد حتى تستوي الرغبة في صورها الممكنة حدَّ إمكانية صاحبها،,,, وإمَّا أنَّ الكمون مصنع تحفيز كي تنطلق الرغبة بقوة مباغتة فلا يُعنى صاحبها بكيف، ولا متى، فتكون قوة مُدِّمرة,,.
وفي حالة استوائها في مستوى الإمكان، وخروجها من الكمون في هدوء ، فإن المستفيد الأول هو صاحبها، ذلك إن كانت ذات مردود إيجابي له، فهي ذات هذا المردود,,, فيكون المستفيد الأول,,,، وإن كانت ذات مردود سالب فهو سيكون قادراً على تلافي النتائج لما مُنح من سعة الوقت، وهدوء التفكير، حيث لا يجد ما يجلده، كي يتَخبَّط أو يحار في كيفية تلافي نتائج رغبته السابقة وفي كلِّ الحالات فهو المستفيد على الأوجه المختلفة، أما من عداه فإنهم غير متضرّرين!.
أما في حالة انطلاق الرغبة بجنون الكُمون المحفِّز، فإنَّ الدَّمار الذي سيلحق لا يتوقف مردوده على صاحبها، بل سيمتد أثره كي يلحق من عداه,,.
والإنسان يُمثِّل رغباته، كما إنّ الرغبات هي صاحبها,,,، وهي إسرار النفوس، لا يعلمها إلا خالقها تعالى,,,، وهي أنماط وأنواع,,,، وعندما يجرِّب الإنسان أن يرغب في فإنَّ رغباته سوف تنتظم تحت خانات، وتصنَّف فيها,,,، فهناك الرغبات الخاصة بإشباع النفس، وهناك رغبات خاصة بتلبية حاجات الجسم، وأخرى الفكر، فكما يرغب الإنسان في شرب الماء واحتساء الطعام للإرواء من العطش، والإشباع من الجوع، فإنه يحتاج لأن يرغب في الحب لإنماء النفس والوجدان، والعقل,,,، هناك رغبات تتعلق بالحياة الدنيا، وأخرى بالحياة الذاتية، فكما تمنح الحياة معاشاً، يُمنح الإنسان من ذاته بقاءً، حين تكون رغباته عليا لمزيد من المعرفة، وخبرات التفكير، ودُربة النَّفس,,.
ولأن الحقيقة هي قاعدة,,.
ولأنها أيضاً منطلق,,.
ولأنها في النهاية هي النتيجة,,.
فإن الرغبة عند الإنسان منطلق عن قاعدة الكمون الداخلي إلى نهائية النتيجة,,, ولأن الإنسان جزآن/ خيرٌ وضيءٌ/ أو/ شرٌّ مظلمٌ,,,، فإن رغباته إما خيراً أو شراً.
والرغبات الخيِّرة بناءة,,.
كما أن الرغبات الشرِّيرة هادمة,,.
فما الذي يتحكم في بوصلة المنطلق لرغبات الإنسان؟,,.
أوَ ليس الإنسان هو كتلة من الخبرات والتراكمات؟,,, إذن كيف لا يُنظر بعين التجرُّد وموضوعية الموضوعية لمن تنفجر كوامنه عن رغبة في الموت مثلاً؟!.
وإذن كيف لا تُقَدَّر رغبة الإنسان في الرحيل على وجه التمثيل؟
أولا يعيش الإنسان من خلال رغباته في غربة إن لم تكن جسدية فإنها فكرية أو وجدانية؟,,, وإن لم تكن كذلك فإنها غربة الغربات تلك هي الغربة النفسية؟!
وفي حالة تصوُّر غربة النفس لدى الإنسان، يدرك الإنسان كم هو يجني على الإنسان كي يزجَّه في أتون الغربة,,,، وكم هو الإنسان عاجزٌ عن اقتحام كُمون النفس كي يَبسُطها على الملأ قبل أن تنفجر رغباته وحتى بعد أن تظلَّ حبيسة بوتقة الكُمون,,.
إن الإنسان ليس وحده من يصنع رغباته,,.
لذلك فإن الإنسان ليس وحده من يكوِّن حقيقته,,,، لذلك تعوَّد الإنسان أن يزجَّ كلَّ سلوك من الإنسان إلى طبيعته وطبيعة البشرية تمدَّدت كي تتسع لكل إنسان، لذلك أصبحت حقيقةً مطلقة يملك حقَّ التحدُّث عنها كل إنسان,,.
لذلك فإنَّ رغبات الإنسان وهي في كمونها تبدو خاصةً، لكنَّها في خروجها بأي لون أو صفة، أو تحت أيَّة خانةٍ من خانات أنماط الرغبات تؤكد أن الإنسان يسطو على الإنسان ليس فقط فيما خارج عنه، وإنما يجترىء بكل ما عنده كي يسطو على داخله، فيفجر كمونه إمَّا هدوءاً وإمَّا جنوناً,,,، لذا فإن حقيقة الإنسان هي أنه إنسان مهما تنوَّع لونه أو طبعه أو دمه فإنه واحد,,, تلك هي حقيقة ما يطفو به كمونه الداخلي من رغبات,,, تنتظم في جلدها أو في بنائها، كانت سوطاً أو لبنة في نسق الإنسان مهما صُنِّفَت رغباته وتعدَّدت خانات صفاتها وأنماطها.
|