| محليــات
** يقولون,, إن العيادات والمراكز الطبية والمستوصفات الأهلية,, قائمة على الموسوسين,, فهم الذين يمولونها بشكل مستمر وبطريقة سخية تضمن استمرار عملها,.
** فالموسوس,, عندما يشعر بأي شيء في جسمه,, حتى ولو كان شيئاً بسيطاً,, فإنه يطير في اليوم الأول,, ويصر على المرور على أكثر من طبيب ويترجاهم في عمل فحوصات واشعاعات ولا يثق في فحص واحد أو اشاعة,, بل لا بد أن يمر على أكثر من طبيب وأكثر من مختبر وأكثر من مركز إشعاعي,.
** والوسوسة,, لا شك مرض نفسي يحتاج معه الإنسان للعلاج ولكن,, ليس لدى طبيب الباطنية أو الصدر أو القلب أو الجراحة,, بل لدى طبيب نفسي ولو أنه غير ماهر,, لأن ظاهرة الوسوسة ليست شيئاً وليداً,, ولم يكتشفها الطب الحديث,, بل هي معروفة منذ عدة قرون,, وقد عالجها الاسلام قبل الاطباء.
** فالموسوس,, قد يشك في وضوئه,, وقد يتوضأ عشرات المرات,, وفي كل مرة يعتقد أنه لم يطهر,, وقد يترك الصلاة المكتوبة بفعل الوسوسة,.
** والوسوسة هذه,, من إيحاءات إبليس,, لأنه لا يريد لهذا المسلم أن يصلي,, فهو يمشي وراءه ويشككه في كل شيء حتى يضمن أنه ترك الوضوء وترك الصلاة,, لاعتقاده أنه فشل في الطهر,.
** والوسوسة,, قد تدفع الإنسان إلى المهالك,, فقد تدخله في شكوك مع كل من حوله,, فقد يشك في أقرب الناس إليه,, وقد يدخل في معركة مع من حوله بسبب وساوسه,, وقد يتخذ خطوات عملية مبنية على وساوس فقط,, وعندها,, تكون الكارثة.
** والموسوس,, يسلك كل الدروب,, وكل الطرق,, وكل الخيارات,, ما عدا الدروب والطرق والخيارات الصحيحة السليمة.
** ويظهر لي = مع أني لست طبيباً نفسياً = أن علاجها ليس متعذراً ولا مستعصياً,, إذ بوسع كل شخص موسوس أو مصاب بداء الوسوسة,, سواء المفرط منها أو من هو في بداياته,, أن يبحث عن طبيب نفسي و(يتِماكن) نفسه ويتوكل على الله وحده,, ثم يزور هذا الطبيب,, ولا شك أنه سيجد بغيته,, وسيخرج معافى بإذن الله,, وسيعود إلى صوابه ورشده,, وسيعود إنساناً سوياً بإرادة الله,.
** ولكن لو استمر الأمر على ما هو عليه,, وترك الوسوسة تستفحل منه,, لقادته إلى متاهات أو الى مهالك تقضي على حياته,.
** إنها رسالة للموسوسين,, وما أكثرهم مع الأسف في هذا الزمن,, فقد تجد أحدهم يصلي مع الجماعة في المسجد ولا يتحدث ولا يتكلم ولا يسلم على أحد,, بل هو في شأنه,, حتى ولا يبتسم ولو مجرد ابتسامة,, (عيونٍ طايرِة) وأحياناً,, (يِطِق اللَّطمة).
** والوسوسة,, قد تجلب له عاهات أخرى وأمراضا ومشاكل أخرى فوق وسوسته,, مع أنه من المفترض أن يكون بين جماعة المسجد,, ود,, ووئام وتحاب وتواصل وتعاضد وتعاون وتماسك,, وليس جفوة وكره وعداوة وخصومة,.
** حذارِ من هذا المرض اللعين,, وحذار من عواقبه,, وحذارٍ,, من (قُولَة أنا منظول) إذا (غَزِّتِه) شوكة أو (جَحِّمَت) عينه,,!!
|
|
|