| متابعة
* نيودلهي أ,ف,ب
يعيش الملايين من سكان الهند في مبان هشة وغير متينة وبالتالي معرضة للانهيار في حال وقوع زلزال آخر شبيه بالذي ضرب ولاية غوجرات غرب الهند، حسبما أفاد خبراء أمس الأحد.
وصرح ف, سوريش رئيس معهد ايتش يو دي سي او للتخطيط المدني انه عندما تنهار الأبنية وكأنها مصنوعة من الورق على غرار ما حصل في غوجرات، فإن ذلك دليل على انها لم تبن بشكل سليم .
وحذر سوريش الذي ساهمت وكالته الخاصة في اعادة تأهيل مساكن لضحايا هزات سابقة من ان مثل هذا النوع من الكوارث يمكن أن يتكرر .
وأدى الزلزال الذي وقع يوم الجمعة الماضي الى انهيار آلاف المنازل والأبنية في غوجرات، التي تشكل العصب الاقتصادي للبلاد، كما أدى بحسب التقديرات الرسمية الى مقتل عشرين ألف شخص تقريبا وتشريد عشرات آلاف الآخرين.
وبلغت قوة الزلزال وهو الأقوى في الهند منذ خمسين عاما 6,9 درجات على مقياس ريختر المفتوح بحسب مركز نيودلهي لرصد الزلازل، في حين اشارت مراصد أجنبية الى ان قوته تراوحت بين 7,6 و7,9 درجات.
ويعترض الخبراء على البناء بتسرع من أجل تأمين مساكن للسكان الذين يشهدون تزايدا مطردا وتجاوزوا المليار نسمة العام الماضي.
وأشار سوريش الى ان شركات البناء قلّما تلتزم بقواعد السلامة وان الأبنية العالية في تزايد تماشيا مع الميل السائد مما يجعلها أكثر تعرضا للزلازل.
وقال انه من المؤسف رؤية أبنية حديثة شيدت من دون أخذ أبسط الاحتياطات في حال وقوع هزات .
وعند حدوث هزة، يتزايد ارتجاج المبنى وفقا لمدى علوه فيحدث ضغطا هائلا على الطوابق السفلى مما يؤدي الى ظهور التشققات وبالتالي انهيار تلك المباني.
وليست كمية الأسمنت المستخدمة وحدها غير الكافية، إذ لا يتردد المقاولون في الاقتصاد بتعزيزات أسس الفولاذ.
وأفاد براشانت باتارا وهو مهندس يعمل لهيئة للتنمية البديلة ان المقاولين غالبا ما يتجاهلون معايير السلامة حتى في العاصمة ، مضيفا ان الوضع كارثي في الأحياء السكنية المتواضعة والبلدات الصغيرة .
وقال ان 95% من المباني في الأحياء الصغيرة والمدن شيد بتسرع وكيفما اتفق وهو بالتالي يشكل خطرا على الحياة ,وفي المقابل، فإن سكان القرى في المناطق الريفية في الهند أقل تعرضا للمخاطر في حال وقوع زلازل بسبب استخدام مواد طبيعية في البناء كالطين والقش والخشب.
إلا ان الخطر في المنازل الريفية يكمن لجهة ان تجميع الحجارة والخشب والطين يتم أحيانا بطريقة غير مدروسة مما يمكن ان يتسبب بانهيار السقف والجدران، بحسب الخبراء.
وفي العام 1993، أدت هزة ضربت منطقة لاتور ولاية مهاراشترا الى مقتل عشرة آلاف شخص تقريبا.
وتقع أكثر من 50% من الأراضي الهندية في مناطق على خط الزلازل، أما ولاية غوجرات فمن بين أكثرها خطرا.
من ناحية أخرى بدأت فرق الانقاذ الدولية تتوافد أمس الى الهند لمساعدة الجيش والمتطوعين المدنيين الهنود في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف الجمعة الماضية في ولاية غوجرات غرب البلاد لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل مع مرور الوقت.
وقال وزير ولاية غوجرات، كيشوباي باتيل، ان هزة أرضية جديدة سجلت صباح أمس الأول الأحد وبلغت قوتها 5,9 درجات على مقياس ريختر بالاضافة الى عشرات الهزات الارتدادية.
واشاعت هذه الهزات الأرضية الجديدة الذعر في بعض أحياء مدينة احمد أباد حيث أمضى آلاف السكان ليلتهم الثانية في الخارج.
وطلب باتيل من السكان تجنب البقاء داخل المباني المتشققة وأعرب أيضا عن قلقه ازاء مخاطر انتشار أوبئة في مدينة بهوج التي تقع بالقرب من مركز الزلزال نظرا لتلوث المياه فيها ووجود عشرات الحيوانات النافقة في الشوارع.
وقال باتيل للصحافة ان مستشفيات بهوج الأربعة طمرت تحت الأرض مع كل موظفيها .
وبلغت حصيلة الزلزال الرسمية أمس الأول الأحد 2366 قتيلا لكن عددا من كبار المسؤولين الهنود وبينهم وزير الدفاع جورج فرنانديز تحدثوا عن حصيلة أكبر بكثير تشير الى سقوط حوالي 15 ألف قتيل, واعلنت وكالة الأنباء الهندية عن سقوط 33 ألف جريح.
وبعد 48 ساعة على وقوع الزلزال المدمر لا تزال جهود الانقاذ متواصلة أمس لتحديد مواقع الأشخاص الذين لا يزالون تحت أنقاض مئات المباني المنهارة في عدد كبير من مدن وبلدات غوجرات.
ووصلت فرق انقاذ من تركيا وروسيا وسويسرا الى الهند فيما ينتظر وصول فرق أخرى من بريطانيا وايطاليا وفرنسا خلال النهار.
وفي أحمد أباد تمكن فريق سويسري برفقة كلاب مدربة من سحب ناجيين، امرأة 35 عاما وفتى 14 عاما كانا عالقين لمدة 43 ساعة تحت أنقاض مبنى سكني.
وقال مساعد رئيس الفريق السويسري هانس بيتر سوتر اذا احتجز شخص ما في مكان يصل اليه الهواء بالقرب من مطبخ أو حمام أو مصدر مياه فيمكنه الصمود هناك لمدة أسبوع والا فهناك أمل ضئيل في العثور على ناجين بعد ثلاثة أيام على وقوع الزلزال .
وبلغت قوة الزلزال وهو الأعنف الذي يضرب الهند خلال نصف قرن 6,9 درجات على مقياس ريختر المفتوح حسب مكتب رصد الزلازل في نيودلهي, واشارت مراكز رصد أجنبية الى ان قوة الزلزال تتراوح بين 7,6 و7,9 درجات.
وقال مسؤولون وصحافيون هنود ان ضواحي بهوج في منطقة كوتش شمال غوجرات تشبه عند النظر اليها من الجو منطقة تعرضت لقصف عنيف .
وكانت المياه والكهرباء والاتصالات لا تزال أمس الأول مقطوعة في عدد كبير من بلدات هذه المنطقة الأكثر تضررا على ما يبدو, واشتكت السلطات ايضا من نقص الأدوية.
وقال مساعد رئيس ادارة بهوج أم,كي غادوي ان الوقت ليس في مصلحة مئات الأشخاص الذين ما يزالون محصورين تحت الأنقاض , وأضاف ان نداءات المساعدة تتراجع تدريجيا ونحن عاجزون عن معالجة الوضع,وفي بهوج واصل الجيش اعمال البحث طوال الليل لكن جهوده بدت بطيئة جدا لأنه غير مجهز بمعدات ثقيلة, وأعلن مسؤولون محليون أنهم يحضرون للقيام بعملية حرق جماعي للجثث.
وأفادت وكالة الأنباء الهندية ان 188 سجينا فروا من سجن بهوج اثر حصول الزلزال الذي دمر حائط السجن, وكان هناك 268 سجينا في هذا السجن.
وأفادت صحيفة اجيان ايج ان طفلا ولد في اللحظة نفسها الذي ضرب فيه الزلزال ولاية غوجرات الهندية صباح الجمعة الماضي سمي بهوكامب الذي يعني الزلزال .
|
|
|
|
|