أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

قصة قصيرة
معن ولد بابل
خيبات كثيرة صادفتني, في أول الأمر راجعت محفوظاتي كلها,, رسمت لنفسي طريقا أتخيل انه مناسب لمهارتي في العمل.
أقوم مبكرا, أتصدف أسرع سيارات الاجرة وعندما تقصر المسافة لمقر عملي يحصل شيء,, بل اصبحت أظن انه يجب ان يحصل شيء عطل ميكانيكي في السيارة، او حادث مروري يقفل الشارع بسببه او تعطل اشارات المرور مما يشكل اختناقا او عملية تفتيش بسبب او بدون سبب, أصل متأخرا: دائم التأخر,, مخصوم منك,, .
كلما تقدمت خطوة للأمام خصم مني خطوتين للوراء, لا أدري كيف لا أشتت ذهنك ايها القارىء لكن ساعدني.
أعود للمنزل, لا أحد, مطلوب مني عمل كل شيء, ابني، اهدم، أغسل، أكوي، أنام، أحب، أواصل الأصدقاء، أقرأ لكن باختصار لا شيء يساعدني على ذلك, أضطر للنوم جائعا اختصر كل المزعجات بشيء.
الاستلقاء ببدلتي التي سوف أدفع ثمنها من راتبي القادم ان هو لم يخصم,, قلت لمي انني رجل مشؤوم أرجو ان تتحملي, ضحكت معي كثيرا، انني تعيس اود قراءة كتاب الآن, أمد يدي للخزانة احضر منها كتابا قديما بعنوان التعاسة الأبدية ليست سراً لمؤلفه معن رام وحيد , لقد سررت بقراءة أجزائه الاولى على مدار ليالٍ كثيرة، كثيرة جدا, كنت كلما أقرأ الصفحة، اضع عود ثقاب في منتصفها ليشتعل يومي ذاك بما في الصفحة أو قريبا منه, طردوني من الشقة, اخذت أمتعتي، رتبتها على الرصيف وبجوارها جلست, انظر للعالم هل يتغير؟
{{{
اسمي فلان,, احب ان أفتش عن أشيائي الضائعة في أوقات الفراغ, فتشت مرة عن معطفي ذاك المعطف الذي أتدثر به في شتاء تشرين المزعج فلم اجده, لكنني جعلت لنفسي جدولا للتفتيش وكان المعطف في رأس القائمة عند استيقاظي يلح عليَّ هذا الأمر, اتناساه, اذهب لعملي وبمجرد ان أجلس على كرسي,, ألاحظ ضياع شيء فأخرج القائمة، وكان هذه المرة قلمي العتيد الذي اعتز به اكثر من بنصري الأيسر في حال ضياعه.
وبعد جهد من التفتيش ثبت القلم في نفس القائمة, ان القائمة تزيد, هناك من أعتقد بمشاغبته لي ليس القدر بالطبع .
اصبحت أدون موجوداتي في اماكنها في دفتر اسميته دفتر الموجودات, لقد ضاقت الموجودات مع المفقودات, لم تفلح عملية التسجيل,, فعمدت الى جعل لوحات فلينية في داخل البيت عبارة عن أسهم.
السهم الاول يشير الى خزفيات جميلة وثمينة بجانب التلفاز على يسار دولاب الصالة والسهم الثاني يشير الى فواتير تم تسديدها لكهرباء وهاتف وماء احتفظ بكعبها للزمن ولدرء بعض الاخطاء.
لم اعد اقتنع الا بوجود الأسهم تحدق في الأشياء, كان هناك سهم يشير الى كرسي بجانب النافذة الأثيرة وأمامه طاولة عليها قهوة عربية حارة جدا كتب علي السهم هنا نفسي الا انني عندما فتشت وحدقت لم اجدني.
أحمد القاضي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved