أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

لافتة
ثقافة الخطاب الروائي
يشير الأديب الاستاذ حسين المناصرة في مقدمة كتابه ثقافة المنهج والذي صدر العام الماضي الى اشكالية مهمة توصل إليها من خلال العديد من القراءات والدراسات تتلخص بالوعي النقدي تجاه السرد الروائي.
ويرى الاستاذ المناصرة ان النقد السردي يسير في تيارين: الاول يقف عند حدود التراث والآخر لا يعبأ بهذه الخصوصية والهوية,, ليصبح الطرح النقدي ملامسا فقط للشكليات القيمية للهوية الثقافية التي ينهل منها المبدع ليقطف القارىء تلك الثمار التي انتجتها التجربة، فإما ان تكون حلوة مستساغة ترفع من الذائقة او تكون مرة لا يقبل عليها القارىء بلذة.
وأقف مع المناصرة فيما يقوله في مقدمة هذا الكتاب الذي يوضح فيه غياب الذائقة النقدية التي تمارس دورها البعيد عن العمل الأدبي اذ تأتي هذه المطارحات شكلية فقط,, لا تؤسس أي منهج، او تسترعي اهتمام أي قارىء انما تأتي هذه الرؤى محملة على اشارات عامة لا تقرب العمل الابداعي الى الذهن، وانما تسهم أحيانا في تغريبه.
ونود هنا ومن خلال مطارحة المناصرة ان نتنبه إلى اشكالية قادمة يشير إليها بعض الدارسين تتلخص في النقد السردي,, ولا سيما المتمثلة في العمل الروائي تحديدا,, اذ لا نود للرواية ان تصبح ضحية أخرى للنقد والنقاد مثلما حدث للشعر في العقدين الماضيين.
نود للرواية ان تنجو من هذا المأزق,, وان تصبح ثقافة الخطاب الروائي منفصلة تماما عن ثقافة ذلك الشعر الذي لم يذهب الى التراث,, ولم يرتم في أحضان المعاصرة وانما أصبح مسخا مشوها لا يعتد به.
عُرفت الرواية بأنها حفل مهم في تشكيل العقلية العربية ثقافيا واجتماعيا منذ قرون لذا من المهم ان تصبح النظرة للسرد الروائي أكثر واقعية بمعنى أنها لا تكون صيدا سهلا للدارسين والشارحين والقارئين,, وألا تكون مغلقة على ذاتها منافذ الرؤية لتصل الى هذا الحد الذي تعجز فيه حتى عن التعبير عن ذاتها.
كتاب المناصرة يثير السؤال الثقافي الهام,, هل ينجح المشروع الروائي في تجاوز أزمة النقد التي أسقطت معها التجربة الشعرية الحديثة؟,, نعم إننا بحاجة الى مشروع روائي ناضج تماما مثل حاجتنا الى رؤية قرائية تذوقية تحريضية ,, تجادل بوعي لخلق نص سردي يحقق بعده الثقافي والجمالي على حد سواء.
ثقافة المنهج للأستاذ حسين المناصرة رؤية تؤكد حاجة الرواية كفن الى جملة من الخطابات الانسانية لتقف على أرضية مناسبة غير تلك الأرضية التي وقف عليها الشعر في عقدين ماضيين على الأقل.
عبدالحفيظ الشمّري

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved