أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

المجتمـع

منازلهن أشبه بالمدارس
جشع غير السعوديات مستمر في الدروس الخصوصية
* الاحساء جولة هدى البراهيم:
شئنا ام ابينا تظل ظاهرة الدروس الخصوصية هاجسا يقلق الكثير من الاسر في مختلف مناطق المملكة فإلى جانب كونها ترهق ميزانية الاسرة فهي تخلق العديد من المظاهر السلبية على التحصيل الدراسي للبنين والبنات على حد سواء.
هذا الى جانب كونها اصبحت في ظل الوضع الحالي اشبه بعملية (بزنس) مكاسبها خيالية بالنسبة لفرسانها من المعلمين او المعلمات وغالبيتهم من غير السعوديين والادهى والامر ان بعضهم لا يحملون مؤهلات تربوية وتخصصاتهم بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم الا انهم وجدوا الساحة مفتوحة في ظل عدم وجود الاجراءات الحازمة التي من شأنها الحد من جشعهم المادي.
وعن هذه الدروس الخصوصية واسبابها وعدم ترحيب السعوديات من العاملين في القطاع التعليمي قطع الطريق على غير السعوديين لانهاء هذه الظاهرة التي اخذت في الازدياد في الاونة الاخيرة كانت لنا هذه الجولة.
منازلهن أشبه بالمدارس
السيدة فاطمة محمد القطاري وهي ام لولدين وثلاث بنات تحدثت قائلة: حقيقة لا احبذ فكرة الدروس الخصوصية ولكن وجدت ان هناك الحاحا من ابنتي الكبرى وهي تدرس بالصف الثالث متوسط لاخذ دروس تقوية (خصوصية) في مادة اللغة الانجليزية رغم مستواها الجيد ولكن لان احدى صديقاتها قد اتفقت مع معلمة غير سعودية لاعطائها دروسا خصوصية في هذه المادة وبالفعل وافقت مكرهة على تلبية رغبتها والمعلمة لا ادري ما هو مؤهلها العلمي فهي وبحكم وجودها مع زوجها استغلت الفرصة وفتحت باب الشقة لاستقبال الطالبات وتضيف السيدة فاطمة بأن ما اذهلني حقيقة عند مقابلتي لهذه المعلمة كثافة عدد الطالبات حتى يخيل للزائر لشقتها بأنها تحولت الى مدرسة مصغرة فحركة دخول وخروج الطالبات مستمرة بشكل لا يصدق,, وعندما استفسرت من ابنتي عن عدد الطالبات ممن يأخذن معها الدرس الخصوصي اجابت بان عددهن يصل الى ثلاثين طالبة هذا بالنسبة للصف الثالث وقس على ذلك الصفوف الاخرى في المرحلتين المتوسطة والثانوية في وقت حددت هذه المعلمة رسم الاشتراك في هذه الدروس بمبلغ الف ريال لكل طالبة ,,, !!
استغلال مكشوف
وتحدثت السيدة لطيفة محمد قائلة: حقيقة مشكلة الدروس الخصوصية او بالاحرى ظاهرة هذه الدروس آخذة في الازدياد عاما بعد آخر وعلى المكشوف دون ان تكون هناك عقوبات رادعة لهذا الاستغلال الفاحش من قبل المعنيات بها,, فنحن نسمع بين الفينة والاخرى تعليمات صادرة من الرئاسة العامة لتعليم البنات وحتى وزارة المعارف بشأن اصدار عقوبات بحق هؤلاء المخالفين ولكن هي عقوبات على الورق ولم نلمس تطبيقها على الواقع وهذا مربط الفرس.
مدخول ذهبي
وتؤكد السيدة سارة سعد بأن بعض ممن يمارسن تلك الدروس الخصوصية قد قدمن للمملكة عن طريق مرافقتهن لازواجهن بعقود عمل في حين ان حقيقة الامر مخالفة للواقع,, فتواجدهن هنا من اجل القيام بمهمة الدروس الخصوصية وهو ما يفوق ما يحصل عليه ازواجهن مئات المرات وهو ما يعني استمراريتهن لسنوات قادمة تحت هذا الستار فالمدخول مغر للغاية والضحية جيوب اولياء الامور واستمرارية الطالبات واتكالهن عليهن وهو مؤشر له عواقب وخيمة على العملية التربوية.
افسحوا المجال للوطنيات
وتقترح المعلمة بهية احمد العمر بقولها: في ظل استمرار هذه المشكلة فاعتقد اتاحة الفرصة امام العدد الكبير من خريجات كليات التربية في مختلف مناطق المملكة ممن لايزلن على قائمة الانتظار والذي قد يستمر لعدة سنوات هذا الى جانب ان بعض الخريجات ممن رفضن العمل خارج مناطقهن ويحملن تخصصات في اللغة الانجليزية والرياضيات والمواد العلمية واللغة العربية,وذلك باعداد برنامج لفصول التقوية داخل المدارس في الفترة المسائية على ان تناط مسئولية التدريس فيها لهؤلاء المعلمات وهذا الاجراء من شأنه احداث وظائف تعليمية نسوية واكاد اجزم ان الاخوات في الرئاسة العامة لتعليم البنات سوف يساهمن من خلاله في حل مشكلة ايجاد وظائف تعليمية نسوية وبالتالي وقف جشع المعنيات بالدروس الخصوصية من غير السعوديات وما اكثرهن وللاسف الشديد.
الخجل يمنعني
وتتحدث خريجة كلية البنات بالاحساء قسم لغة انجليزية منى عبدالعزيز الروشن بقولها: مضى على تخرجي من الكلية اكثر من عامين وقد تقدمت لديوان الخدمة بأمل الحصول على وظيفة هنا ولكن للاسف لا توجد وظائف شاغرة في الوقت الحاضر ولم اتحمس للعمل خارج المنطقة لصعوبة الظروف لكون زوجي يعمل في ارامكو السعودية الامر الذي جعلني في انتظار وظيفة في الاحساء ولكن طال الانتظار وتطرقت السيدة منى عن موضوع الدروس الخصوصية وامتناعها عن استغلال تخصصها في ظل الاقبال الكبير من الطالبات على الحصول على دروس تقوية في هذه المادة بقولها حقيقة ما يمنعني هو الخجل وهذه مشكلتنا نحن السعوديات ولا اخفيكم سرا بانني اتمنى ان اشغل وقت فراغي ولكن هذا ما يمنعني واعتقد ان العديد من الزميلات ممن يحملن نفس تخصصي يشاركنني في هذا التبرير غير المنطقي.
ارتباطاتي العائلية تمنعني
وتتحدث المعلمة هدى الماولي مدرسة مادة الرياضيات بالمرحلة الثانوية قائلة:
ان العديد من زميلاتي في المدرسة قد طلبن مني اعطاء دروس تقوية بناتهن الا انني اعتذر عن ذلك نظرا لارتباطاتي العائلية فأنا اود أن اقوم باعمالي المنزلية على خير مايرام,, من هنا فإن الوقت المخصص خارج المدرسة هو موجه لخدمة زوجي واولادي ومع احترامي للجميع فالمال ليس هو ما اسعى اليه على حساب راحتي واسرتي.
هذا هو الحل
وتقترح السيدة سارة سعيد الرويشد معلمة متقاعدة قائلة لقد حان الوقت لوضع حد لاستغلال من يقفن خلف الدروس الخصوصية بمنعهن فاستمراريتهن تعني استنزافا لجيوب الآباء ومن ثم غرس عدم الثقة في نفوس الطالبات ولعل افضل السبل هو اتاحة الفرصة امام خريجات كليات التربية ممن لم يتم تعيينهن حتى الان لاعطاء الدروس داخل المدارس وبذلك نضرب عصفورين بحجر من خلال ايقاف استغلال جشع الاجنبيات ممن يمارسن الدروس الخصوصية وايجاد وظائف ولو انها مؤقتة لمن لم يتم تعيينهن بعد فما رأي المسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات ,,,؟


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved