أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

بوح
التواصل الاجتماعي
ابراهيم الناصر الحميدان
يحق لنا في هذا الزمن شأن الاقطار الاخرى ان نشكو من ايقاعات هذا العصر المتسارعة وهرولة الايام حتى كدنا ان ننسى الكثير ونخلفه وراء ظهورنا.
اذ لم تعد تلك الرابطة الاسرية وحتى الاجتماعية متألقة اساسها التراحم والمحبة والحميمية انما حل نيابة عنها العلاقات المصلحية التي تعتمد على المادة والتقرب للسلطات وكبار القوم رغم ان ديننا الاسلامي العظيم لم يغفل عن اهمية التواصل والترابط فكانت المناسبات الدينية ونقصد بها الاعياد وسيلة مهمة وضرورية للتذكير والتنبيه وما اروعها من مناسبات تجمع شتات الذين فرقت بينهم ظروف الحياة ومتطلبات العيش وهو امر لا مندوحة منه لان الانسان خلق على السعي لما يحقق طموحه ويلبي مسؤوليات اسرته ومن خلالها مجتمعه ووطنه حيث ان الانسان مهما ابتعد او تقلد من مناصب ورزق من ثروة فانه لا يمكن أن يتخلى عن جذوره وأصلة، مع ان البعض الذي يتفاعل ويتجاهل تلك العلاقة يواجه بالاستهجان والسخرية ولعل الامثلة في تراثنا تكشف عن هشاشة التشبه بكبار القوم على حساب الترفع عن المحيط الاساسي او الانعتاق من الجذور حتى ان بعض كبار الاثرياء والاغنياء منذ القديم رغم مركزهم الاجتماعي الذي هيئته لهم ظروفهم الخاصة لم يسلموا من السخرية من المتحدثين البسطاء على لسان الشعراء بالذات عندما يحاولون تجاهل اصولهم ويترفعون عنها فهذه الحقيقة يستحيل الانعتاق منها لانها جزء من صورة الانسان مهما حاول التنكر لها.
ولعل حكاية حاتم الطائي، ذلك المحسن الكبير الذي خلد اسمه التاريخ بالكرم والايثار مع ذلك الاعرابي معروفة خالدة في تاريخنا ومعذرة عن التوسع في إثارة جانب من تقاليدنا العريقة ونسيان المناسبة التي اوحت بهذه الزاوية واعني بها مناسبة العيد السعيد الذي مر بنا منذ ايام فوجدنا ان الذين فرقت بينهم الايام ودفعت بهم الى اقطار واماكن بعيدة تذكرهم هذه المناسبة باصولهم وجذورهم فيسارعون الى العودة من ذلك الاغتراب الذي فرض عليهم لمشاركة اسرهم ومجتمعهم للاحتفال والتقارب حتى انني رأيت في تلك المناسبة اروع الأمثلة التي كرسها ديننا الحنيف في لقاءات حميمية ابتعدت بالبعض مسافات ليست زمنية فحسب وانما شعورية ايضا فاذا بهم يتعاتبون لذلك الانقطاع والابتعاد انما التسامح يجعلهم يقدرون ضريبة الطموح ومحاولة نيل الرزق الذي كتب عليهم بعيدا عن ديارهم وهو امر قد لا يكون لنا مندوحة من تقبل حدوثه بأمر من الله, فمرحبا بأعيادنا الخالدة التي نوظفها نحن المسلمين في تحرير ذواتنا من المصالح الخاصة والانفتاح على اسرنا ومجتمعنا محبة واخلاصا للوطن وللتقاليد السامية العريقة التي تذكرنا بأهمية هذا التواصل الذي يرتفع بنا الى مستوى نبيل تهيمن عليه المشاعر الفياضة التي تجيش بالمحبة ونكران الذات والمستوى الاجتماعي الذي يسقط ويتساوى بين الافراد مهما بلغوا من علو وارتفاع حياتي لنتذكر اصولنا واعرافنا وليس ما نملك او ما بلغناه لأن الجذور تبقى اما الزبد فيذهب جفاء .
* للمراسلة: ص,ب 6324 الرياض: 11442

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved