أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

شدو
ثمة خلل!
د, فارس الغزي
من دلائل عظمة ديننا الحنيف ما يجده الباحث المتبصر من توجيهات بيئية عظيمة ذات دلالات جمالية وحضارية، وذلك بالقياس على ما تعج به كتب الديانات الاخرى المقدسة تحريفا وضلالا, ان إمعان النظر في هذه الفروقات ليصيبك بالدهشة تقديرا واجلالا لما خصنا الله سبحانه وتعالى به من نعم إعمال العقل، والنظر في ملكوته العظيم، والتأمل ببديع صنعه، ومع هذا فحتما ستصيبك الدهشة تلو الدهشة وذلك بمجرد ان تلحظ ما هنالك من سلوكات بيئية تتنافى مع ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من اوامر ونواه, فعلى الرغم من الحقيقة الماثلة في ان ما ورد في الكتب المقدسة لدى الغربيين من مضامين حضارية وبيئية لا يوازن على الاطلاق بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من مفاهيم وتوجيهات، فانك لو وازنت مواقف وسلوكات المسلمين والغربيين تجاه البيئة وكائناتها لاتضح لك تميزنا إنشاء وتعبيراً لا سلوكاً وتطبيقاً، كما هو الواقع لديهم, ما السر إذن في محافظة هؤلاء الكفرة على البيئة؟,, وما السر في انتفاء محافظتنا عليها رغم ما لدينا من توجيهات دينية عظيمة؟ فلعلك تتذكر ما تواتر من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته رضوان الله عليهم بخصوص موضوع البيئة والتي من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر دخول امرأة النار لحبسها قطة حتى الموت جوعا,, ودخول رجل الجنة لانقاذه كلبا كاد يموت من العطش,, وتأكيده عليه افضل الصلوات والتسليم على غرس الأشجار ولو في آخر اللحظات الدنيوية,, وحديث الناقة التي اشتكت الى النبي فعنف صاحبها وامره بالاحسان اليها,, والنهي عن ركوب الدابة وقوفا وتحدثا في الاسواق,, وقصص الصحابة رضوان الله عليهم مع النمل وكيف انهم كانوا يلقون على جند سليمان كما كانوا يسمونها دعابة بفتات الخبز وبقايا الاطعمة,, اقول لعلك تتذكر كل هذه الامثلة الخالدة فتتعجب حين تلتفت يمنة ويسرة لترى النقيض ,, ترى كيف ان عادات وتقاليد الجهل تفرغ اعظم منهج عرفته الارض من اعظم مضامين الجمال والحضارة والمواكبة الزمانية والمكانية، الى الدرجة التي يصبح الحفاظ على نظافة البيئة والرقة والرفق بالحيوان، والتأمل بجمال الطبيعة، وشدو طيرها، ورقة ازهارها,, سلوكات ليست من الحضارة بشيء، بل تعتبرها تقاليد الجهل هذه ضربا من ضروب الميوعة والترف وما عليك سوى استقراء وتفكيك ما هنالك من عبارات عامية رائجة من قبيل المتمدن,, المتحضر,, شايف نفسه,, وهلم جرا وجهلا وازدواجا,.
ما السبب يا ترى؟,, لماذا لا نرى لمناهجنا الدراسية تأثيرا جوهريا في سلوكاتنا البيئية؟ بل اينه تأثير ما يبذل هنا وهناك من جهود تعليمية ووعظية وتوعوية في هذا المجال؟ ألم يحن الوقت بعد لتقويم المناهج هذه، فتجريب وسائل ومناهج اخرى من شأنه زرع قيم المسؤولية الفردية، ومخاطبة عقول الناس لا عواطفها وغربلة وسائل وطرائق التربية والتنشئة والتركيز على فوائد إعمال الفكر والتأمل بملكوت الله سبحانه,, الا ترون ان تقويماً كهذا قمين باصلاح الواقع شريطة اتاحة الفرصة للمسلم لمواجهة ضميره وتقويم ذاته بذاته، مما سيفعل قيم الارعواء عن قناعة لا عن طريق التهديد والوعيد والويل والثبور.
رحم الله مالك بن نبي القائل: وبوسعنا ان ندري درجة حضارة ما، بملاحظة الطريقة التي يتبعها الانسان ليحافظ على بيئته .
للتواصل: ص , ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved