أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

المعنى
المثقف العربي الزائف والحقيقي
الدكتور مصطفى العدوي
ما الفرق بين المثقف العربي الزائف والحقيقي في مجتمعاتنا وثقافاتنا,؟
المثقف العربي الزائف هو الروائي الذي لا هم له إلا تصدير الروايات السخيفة المفعمة بالعناصر التجارية والتلاعب بمشاعر المراهقين، والإصرار دوما على مشكلات الحب والجنس والعاطفة، وكأن لا شغل يشغل الفرد العربي إلا غرائزه وأهواؤه.
هو الشاعر المداح الرداح الذي يقلب الحقائق، ويزور التاريخ، ويزيف الواقع، من أجل خبز السلطان وسيفه.
هو السينمائي، سواء أكان كاتبا للقصة والسيناريو والحوار، أو المخرج أو الممثل، من يخدّر أمته بالوهم، وتعج أفلامه بالرقص وهز البطن، وأساطين شارع محمد علي، هو من لايدع راقصة أو عاهرة أو مومس إلا ويقدم قصة حياتها وكفاحها ونضالها المرير بين قصور الباشوات والبكوات وأرباب السلطة، لتكون مثلا وقدوة يحتذي بها كل جيل العروبة.
هو من يضرب صفحا عن أبطال أمته وشهدائها وأبرارها وانتصاراتها العظيمة ليخدرهم بالغناء الهابط، والقصص العفنة المكرورة مئات المرات بلا جدوى.
هو المسرحي الزائف الذي يلح على مسرح الكباريه، ومسرح المقاولات، والنكت والقفشات، دون أي فائدة أو منفعة يخرج بها المتفرج من مسرحه.
هو المغني الذي يزعق ليل نهار بلا كلمة جميلة ولحن رهيف وأداء مبدع.
هو المفكر الذي يجعل أمته في حالة تسطيل دائمة لا تنقشع.
المثقف الزائف هو من يلفظه التاريخ، ويبصقه الخلود، وتعاف الأرض حمله.
هو من ضاع ويضيع ويدفع غيره بحكمة الى الضياع.
المثقف العربي الزائف هو بؤرة الانحطاط، يبحث بجدية صارمة عن كل عناصر الانحطاط، ليحافظ عليها ويحميها ويقويها ويديمها في كل بقعة وزمان.
هو من لا يركن ولا يهدأ له بال إلا أن يرى مواطنيه في حالة من التهميش والحياد، والشعور بعدم الجدوى واللامبالاة.
هو من يقتل الجمال والحق والعدل دون أن يشعر بتأنيب ضمير أو إثم, هو من يخاف النور والشمس والهواء أن تهبط في العقول والقلوب.
أما المثقف العربي الحقيقي وهو نادر في هذا الزمان فإنه من يسعى للأجمل والأفضل والأعظم، من يفهم واقعه ويعكسه بموضوعية وصدق وحياد.
هو من يمكث وأمته في الأرض والخلود، والآخرون يذهبون جفاء في زوايا النسيان.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved