| مقـالات
ونحن إذ نعترض على هذه الظاهرة لا ننكر ان بعض المنشئين قد يكتبون (القصيدة النثرية) كما تصف ألسنتهم، ثم تكون على جانب من الإيقاع الداخلي، والانزياح اللغوي، وعلى شيء من الخيال المجنح والتعبير البديع واللغة الشعرية والصورة البيانية والموضوعات والمعاني الشعرية، وقد تكون على شيء من الأسطورة أو الرمز أو القناع، فتكون بهذا ذات سمات لا تتوفر في النصوص النثرية، تكون مبهجة، وتكون رائعة، ولكنها مع كل هذا التألق لا تخرج من إطار (النثر الفني)، ولا تدخل إطار الشعر، وذلك مجمل اعتراضنا عليها، فنحن لا نخرجها من دائرة النثر الفني، إذا توفرت علىالبناء بشرطه: النحوي والصرفي واللغوي، ولكننا في الوقت ذاته نجد ان هذا المسمى قصيدا من خلال ما بين أيدينا من نصوص دون مستوى النثر فضلا عن أن ترقى الى مستوى الشعر, إذ إننا لا نجد بعض هذه السمات فيما يتداوله المشهد الثقافي من قول ركيك العبارة، ضحل الدلالة مهلهل رديء لا يحكمه نظام نحوي، ولا نسق أسلوبي، ولا ضابط عروضي، ولا يشدك إليه نغم، ولا يطربك إيقاع، ولا تستهويك صورة، وليس له من مقومات النثر شيء فضلا عن ان يكون له من متطلبات الشعر أدناها, ومع هذا فإننا نسمع ونرى من يصف هذا القول بالشعرية ويمنح قائله سمة الشاعرية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتطاول البعض من أنصار النثرية على الشعر العربي وعلى المدافعين عنه، ولو رضينا ب (القصيدة النثرية) وحسبناها شعراً، لكان من حق (طه حسين) و(أحمد حسن الزيات) أن يكونا شاعرين، وإن لم يقصدا الإبداع الشعري، فهما من أصحاب الأساليب المتألقة الجميلة الموقعة، ولك ان تضيف إليهما آخرين يحسنون الصياغة، غير ان الشعر قولٌ يختلفُ عن النثر، والشاعرُ إنسانٌ يختلفُ عن الأناسي، وحالةُ المخاض الشعري حالةٌ تختلف تماماً عن حالات القول, والشعر يعرف بأثره ولا يعرف بشرطه، وتوفر الشرط قد لا يوفر المشروط، والنماذج الشعرية هي التي تسعف المعرِّفين، وتفضُ اختلاف المختلفين، إذاً الشعر لا يؤطره شرطه، ولكنه يشير إليه، إذ لو توفرت كل الشروط الشعرية في كلام لا يحمل نبض الشعر لا يكون شعراً، وحين ألمحت في بعض كتاباتي الى (القصدية) سخر البعض، وقال قائلهم: إننا لكي نقول شعراً لا بد ان نقول: اللهم إننا نوينا أن نقول شعراً على بحر كذا وقافية كذا, وهذا فهم ساذج وتصور سخيف لمقصدي، إن النية والقصدية شيء آخر، والعلماء الأوائل قالوا به، ليحولوا دون ما في القرآن الكريم من قول يكون موزوناً ومقفى ولكنه لا يكون شعراً إذ لم يقصد الشعر، وفي الحديث الشريف كلام على شاكلة الشعر، والرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر ولا ينبغي له، والله لم يعلمه الشعر, كما ان العلماء فرقوا بين النظم العلمي والإبداع الشعري, ومن ثم فإن الشعر حالة (قصدية) واعية متفق عليها، ولكنها حالة مراوغة وغير مستقرة، وهي عصية على التعريف كالسعادة والجمال والحب, وخلوصاً من تلك المراوغة طرح الحداثيون مصطلح (الشعرية), و(الشعرية) مصطلح حديث، لم أرَ فيما أعلم من حرر قضاياه في المشهد العربي، بحيث ظفر بالجمع والمنع، كما هو الحال في كل المصطلحات المعتبرة، وقد تُرجمت كتبٌ خصها مؤلفوها للحديث عن مصطلح (الشعرية) وهو مصطلح أكاد أجزم أنه لم يتحرر بعد, ويقيني أن منتجي هذا المصطلح يعودون الى قانون الخطاب مع مراعاة الذائقة والانطباع، بعد ان فروا منهما فرارهم من الأسد، وقد أفاض في الكتابة عن هذا المصطلح غربيون ومستغربون، وما فعله بعضهم إضافة جيدة، ولكنه لا يمكن ان يحل الإشكالية لا على مستوى النقد العلمي الصارم ولا على مستوى النثرية المسقطة لخصوصية الشعر, وكل أولئك ينطلقون من قانون الخطاب ويعودون إليه، ولكنهم جميعاً لم يتفقوا على شيء جامع مانع يحدد صفة (الشعرية)، ومصيبة المشهد النقدي من أناس يفاجئون المعدمين بالاستلاب فيظن الخليّون ان ذلك مبادرات وابتكارات، وما هو إلا قول متداول امتدت إليه أيدي هؤلاء دون ان يرجعوه الى قائله، وأحسب أن مثل ذلك من أسوأ السرقات، ومما أصاب المشهد النقدي في الصميم تحول ذويه إلى أصداء يردون الصوت ولا ينشئونه، حتى لقد تحول النقد بسبب التقليد إلى علمية معيارية إحصائية صارمة جافة متخشبة، وكاد يفقد فنيته عندما استفحلت البنيوية وتحولاتها ومترادفاتها من: نصوصية وشكلية وتفكيكية وتشريحية وتكوينية وتقويضية ولسانية وأسلوبية، وحين أركس النقادُ أنفسهم في العلمية الصارمة، وضاق الناس بهذا اللون من النقد، جاءت مصطلحات أخرى تخفف من حدة الجفاف المعياري الصارم والإحصائي الكمي المتحجر، وما كانت الأولى ولا الثانية من عند أنفسهم, وهكذا عاش المشهد الثقافي بين الفعل ورد الفعل، ولما يفرغ القوم للتأصيل والتأسس وتحسس رغبات الأمة واحترام ذوائقها وهل بعد نسف الشعر من بقية؟
لقد فجرت اللغة، ولم يؤت إلا بالعامية، وفجرت الرواية ولم يؤت إلا بالكلام الإنشائي العادي، وفجر الشعر فانتثر عقده, والى جانب التفجير أميتت بعض الظواهر، وهكذا نخرج من تفجير الى تفجير، ومن موت الى موت، ولا يتحقق إلا التخريب وإجهاض الكلمة الطيبة الفاعلة، حتى لقد فقدت الكلمة مهمتها بالنثرية والعامية والتغامض وسائر التحولات غير الراشدة، والشعر الفاعل والمؤثر فن عالمي، لا يستغني أحد عنه، وتحوله الصحيح لا يكون تحولاً واعياً, إنه تطور ذاتي خفي يتم دون تعمُّل ودون وعي، ولما لم يكن بالامكان الاستغناء عن الشعر المغنى كان من الصعوبة بمكان التصرف بمعماره بشكل يطمس معالمه، وهل ترغب الأمة عن الشعر؟ وهل تملك القدرة على تركه؟ وقد قيل باستحالة ذلك, إنه الحنين البشري العالق في شغاف الأمة كحنين الإبل, وهو ظاهرة حضارية وتراث عريق وتشكل عفوفي فطري، اكتشف الخليل ضوابطه الفطرية، ولم يصنعها من عنده، وحين استخرجها قيل إنها قيود صارمة وتعسف مثبط، والخليل لم يفعله عن أمره، ولم يكن لأحد من علماء العروض والقوافي رأي مبتدر، وإنما الجميع وصافون لظواهر قائمة في الذات، كالذي يصف العين والأنف واليد لمخلوق عرض له, إن الرفع من شأن النثرية على حساب الشعر محاولة لإخماد الحماس والتحفز، وفصل الأمة عن الكلمة الطيبة المؤثرة، والنثريون لم يكتفوا بإخماد التغني، بل أوغلوا في التغامض المصطنع: غموض الفكر وغموض اللغة وغموض البناء, خلقوا الأسطورة، وعمقوا الرمز، وشعبوا القناع، وكسروا نظام اللغة، وأطفؤوا وهج الكلمة، وأجهضوا فاعليتها, والشعراء اليوم لم يعد لهم حضورهم الفاعل، والساحة الأدبية يقتسمها الشعراء العاميون والروائيون الماجنون، ويطبل لهم الفارغون والمستغربون.
ولما كانت الحضارة العربية تقوم على مبدأ: في البدء تكون الكلمة، حرص أعداؤها على إفساد البداية، وحالوا دون ان يكون المبدأ: في البدء يكون الفعل، ومن ثم حرم الانساني العربي من الكلمة الطيبة المؤثرة ومن الفعل الجاد المثمر, وعندما ينطفىء وهج الفن وتفسد مقاصده تفقد المقدمات صوابها لتكون النتائج خاطئة، وذلك ما يكيد به أعداء الأمة من أبنائها ومن الأبعدين.
ولما كانت الكلمة الطيبة الجميلة وقوداً يذكي الحماس، ويشكل الوعي السليم، وينير الطريق، ويبلغ الرسالة لم يغفل عنها أعداء الأمة، والشعر من قبل ومن بعد إنشاد وتغنٍ وإطراب وإقناع واستمالة وحمل على الفعل، الشعر جماهيري جهوري، الشعر رسالة متوهجة متوترة إبلاغية بلاغية، الشعر صوت موقع, ومن أراده لغير ذلك فقد ضربه في الصميم، وسمة العمق والتأمل والهمس جانب من جوانبه، وليست هي بالمطلب الأوحد، ولا الأهم، كما يدعي البعض, (و(قصيدة النثر) لا تحمل شيئاً من ذلك، تجيء منطفئة منسابة غير متوترة وغير مثيرة، ودعك من الرديء منها، نحن نتحدث عن عيون النثر وعن الشعراء المشهود لهم بالتألق ممن رضوا بأن يكونوا مع الخوالف.
(قصيدة النثر) مع كل الاحتفاء والأضواء تعيش غياباً عن المشهد وعن الذاكرة والحضور الصاخب فقط إنما هو للصوت الاحتفالي الذي يرود لها، ويحمي ساقتها، فأين (القصيدة النثرية) من الشاهد؟ وأين هي من المختارات؟ واين هي من المحفوظات؟ أين حضورها في المجالس والمنابر والمنتديات والأمسيات؟ وأين دورها في مواجهة النوازل؟ واين تحفيزها الجماهيري؟ واين شيوعها، على الرغم من تضافر الجهود لتكريسها؟ وأين هي من حاجة النفس للمتعة والطرب؟
ومع هذا فإن المحتفين (بالقصيدة النثرية) يضيفون إليها من المحاسن ما ليس لها بمواصفاتها المعايَشة، من خلال النصوص المحسوبة عليها, وهم لكي يكثروا سوادهم يغضون الطرف عما لا يمكن قبوله من كلام منثور عديم الإمتاع والفائدة، وإذا ناشدتهم تحرير مصطلحهم بشروطه وضوابطه للاحتكام إليه عند التنازع، اجتالتهم شياطين الفوضوية التي يمنحونها سمة الحرية, وكأن الضوابط المعتبرة لكل ظاهرة قمع وتقييد وحجر، وما هي في نظر العلماء إلا حرمات لا يجوز الوقوع فيها، حتى لقد سمح للشعراء بالضرورات عند طائفة من الأدباء والعلماء، في حين رفضها آخرون ك (ابن فارس)، وأحسب أنهم رضوا بكسر نظام اللغة ولم يرضوا بكسر شروط الشعر، وكأن قداسة الشعر فوق قداسة اللغة، وهم في هذا الانضباط الصارم لم يعدُّوا (الرجز) شعراً، وإن كان موزوناً مقفى، إذ هو أدنى ضوابط الشعر، و(الرجز) شعر، إذا قيس بما آلت إليه ضوابط الشعر عند المولعين بالتقليد للغرب، ومن طريف المحاذير ما يقوله البعض من ان القبول (بالقصيدة النثرية) مؤذن بجعل القرآن شعراً على حد قول المشركين، وإلى هذا الرأي يذهب الذين يرون أن الشعر لا يكون شعراً إلا إذا جاء على مثال الشعر الجاهلي الذي عدَّه الذكر الحكيم شعراً، وهذا تحفظ نسوقه ولا نراه, وما لا يمكن الخلاف حوله قيام سائر شؤون الحياة على النظام، وهي السنن الكونية التي أشار إليها الذكر الحكيم (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) وهي التي لا تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً, ولا تصلح الحياة معنوياً ولا حسياً بدونها، كل شيء بمقدار، وكل شيء بنظام، والفوضوية التي يدعو إليها البعض مناقضة للسنن الكونية ومخلة في نظام الكون, و(القصيدة النثرية) مأخوذة بأشياء كثيرة:
أولاً: أنها ليست امتداداً للقصيدة العربية، بحيث نحكم عليها من خلال ضوابط تطورية.
ثانياً : أنها تقليد غير واعٍ، بحيث لم تكن تقليداً مباشراً للقصيدة الغربية، فالشعر لا يترجم، وإنما هي تقليد لترجمة القصيدة الغربية، وهذا عمَّق ابتعادها عن الفن الشعري العربي والغربي على حد سواء.
ثالثاً: القصيدة الغربية لها ضوابطها الشكلية الصارمة التي لا يمكن التخلي عنها، وقد أشار الدكتور (حسن عون) الى أوزانها التي لا يمكن إجراؤها في اللغة العربية، واشار من بعده الدارسون للبناء والشكل في القصيدة العربية والغربية, ونقاد الغرب يخوضون في خلاف مستعر حول ضوابط الشعر وسماته عندهم.
رابعاً: الشعر إنشاد وتغنٍ، ولا يتأتى ذلك الا بضوابط شكلية تشبه النوتات الموسيقية، والشاعر الموهوب لا يجد أدنى معوق في الضابط الشعري، وضوابط الشعر لم تسبقه، وإنما رصدت منه, فالشاعر والشعر سبقا الضوابط العروضية، مثلما سبقت اللغة الضوابط النحوية والصرفية، ومثلما سبقت الجماليات البلاغية ضوابط البلاغة في علوم (البيان) و(البديع) و(المعاني).
خامساً: لقد تطورت الموسيقى العالمية والعربية، ولكن لم يختل إيقاعها، وإنما تغير إلى الأفضل في إطار الثوابت، وكذلك معمار القصيدة تطور ولكنه ظل محتفظاً بخصوصية الشعر.
سادساً: لكل ظاهرة سمات وشروط يصار إليها عند التنازع و(قصيدة النثر) لا تتوفر على شيء من ذلك, وهي بهذا وبغيره تفقد مشروعية الوجود بوصفها شعراً وتملكه بوصفها نثراً.
وبعد، لقد أحس دعاة النثرية وبخاصة (أدونيس) بعد فوات الأوان وزرع بذور التنازع بالفوضى والانفلات، وأقبلوا على بعضهم يتلاومون، وما زال الراتعون في رخصها يحافظون عليها، لأنهم اكتسبوا بالقول على شاكلتها سمة الشعر، وتقلدوا وسامه، وهم أبعد ما يكونون عن مظانه، ووجد الفرصة بعض عشاق الأضواء لتبني هؤلاء الأدعياء وكسب أصواتهم، ومن ثم تجد الثناء والتمجيد يعطى بغير حساب للمبتدئين، حتى إذا أسقط في أيديهم، قالوا بكل فجاجة: خسرنا الرهان على فلان، والتنافخ والتقارظ الذي يتبادله الخليّون يسمونه بالتجديد ويصفون المتوقفين والمتسائلين والمستبينين بالتخلف والتقليد, والتجديد الذي يدّعونه إنما هو في الحقيقة تقليد رديء لمفرزات الغرب، والإشكالية ليست وقفاً على تلك الظاهرة, إن هناك سلسلة من التحولات الرديئة التي يصفونها بالتفجير، وهو بالفعل تفجير مدمر أضاع الفرص وحقق التخلف, وإذا قبلنا بالمفيد وأتحنا لأنفسنا فرصة الانتقاء، فإن هذا لن يحملنا على الإذعان لكل ناعق، وتحفظنا على الاهتياج الأعزل لا يعني جمودنا ورفضنا للتجديد, إننا مع التجديد، ومع استقبال كل طارىء، ولكننا ضد التبعية الإمعية واتباع الآخر، وادعاء الموت لكل سابق، والتخريب باسم التجريب, التجديد شيء والتخلل في نفايات الغرب شيء آخر.
ومما يبشر بالخير ويبعث على بصيص التفاؤل ما نشاهده من لغط تأبيني يتناجى به اساطين (الحداثة) و(البنيوية) و(النثرية)، وإن كان تناجياً بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، ولكنه على أية حال مؤذن بنهاية مخجلة ومحرجة لتلك الظاهرة ولغيرها من الظواهر المجتثة.
وها نحن نرى ونسمع التخليات والتحرفات، فالحداثة ومريدوها انكشف أمرهم وانفضح سرهم وانفض سامرهم، والبنيوية التي أُغثينا بها تهاوت قلاعها الورقية ولاذ أتباعها بالفرار، وتحول سماسرة الحداثة الى كتّاب محليات يجسدون البؤس بأبشع صورة، وتلك مصائر الزيف والادعاء، والذي نأمله ونتطلع إليه مراجعة المغرر بهم لأوراقهم وأخذ حذرهم من لعب جديدة تتآمر على جهدهم ووقتهم، وتسعى لتضليلهم، فما عدنا نحتمل التجارب الفجة والتآمر المكشوف.
لقد مهد لكثير من الظواهر المجتثة من فوق الأرض أدباء ونقاد ليسوا على شيء من الفهم الصحيح والتصور السليم، وبشروا بظواهر كثيرة في الإبداع والتنظير وواطؤوا على الخطايا وجرّؤوا الناشئة على الادعاء وأفسدوا ذوائقهم وغرّورا بهم, لقد تقدموا ب(قصيدة النثر) مسبوقة بضرب موجع للشعر العربي وبتأكيد لحتمية التغيير واستئناس بالأجراء الشكلي المبكر وتعلق ساذج بالمترجمات، وقاد حملة التطهير العرقي للقصيدة العربية (أدونيس) و(أنسي الحاج) و(سعيد عقل) و(الماغوط) وتبعهم من لا خلاق له، وقد بدأ تعويلهم على ايقاع الجملة وعلاقات الأصوات، ومن ثم بادروا الى تحطيم القوانين الصارمة وتكريس مفهوم المجانية واللاجدوى، وها هم اليوم بعدما خربوا بيوتهم بأيديهم يضربون كفاً بأخرى، ويراجعون أنفسهم ويتحسرون على فعلهم، والأيام حبلى ولكنني غير متفائل بمخاضها فقد لا تلد إلا فأراً، وتلك شنشنة تعودناها من أولئك، وكل الذي نتطلع إليه، توعية الناشئة والحيلولة دون التغرير بهم.
|
|
|
|
|