أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th January,2001 العدد:10351الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

الجنادرية: عرس الأجيال
د/ عناد العجرفي العتيبي
لم تعد الجنادرية حدثاً إقليمياً وطنياً عندما بدأت نشاطها في عام 1405ه بل أصبحت عبر 16 عاماً حدثاً خليجياً وعربياً ودولياً كبيراً,, هذا ما يؤكده نجاح هذه الاحتفالية السنوية ويشهد به كل من حضر أو سمع عن أصالة الجنادرية كمهرجان ثقافي يحفل بالتراث العربي الإسلامي المتجدد.
فأبسط دليل على الأصالة المتجسدة في هذا المهرجان العربي الشامل هو احياء لغة العرب,, لغة الضاد,, لغة القرآن الكريم,, اللغة العربية لغتنا الجميلة,, الاصيلة المتجددة, نعم كان لدينا في الماضي البعيد محفل ثقافي تاريخي شيد على أرضنا العربية العريقة, إنه سوق عكاظ وغيره من المناسبات المشابهة حيث كانت تقام المباريات الثقافية في فنون الأدب والشعر والخطابة وهكذا يعيد التاريخ نفسه وتترابط حلقات الثقافة العربية الاسلامية فأصبح لدينا اليوم محمل ثقافي وملتقى تاريخي اصيل متجدد وقديم متطور هو الجنادرية احدى مفاخر قيادتنا الرشيدة في مجال الفكر والابداع حيث تتألق في كل علوم وفنون الادب والشعر والتراث العربي الإسلامي الأصيل والتواصل الفكري في ملامح جديدة وملاحم رائعة ومضمون مشرف فما اشبه اليوم بالبارحة، فالانسان العربي أصالة وثقافة وحضارة على مر الزمن وتعاقب الأيام!!
والسؤال هو: ماذا يعني هذا النجاح؟
ان النجاح الكبير المتزايد الذي تحظى به الجنادرية عاماً بعد عام قد أصبحت انطلاقتها السنوية التي يشهدها عشرات الآلاف من الرواد والزوار يومياً طوال مدة المهرجان من الداخل والخارج حدثاً مهماً بارزاً يعني أمرين أساسيين جوهريين هما:
أولاً : صدق توجه القيادة الرشيدة إلى دعم وتنمية الأنشطة الثقافية العربية الإسلامية على المستوى المحلي والخليجي والدولي، وتأصيل التراث الحضاري الإنساني بثوابته الراسخة، وتطلعاته الباسقة.
ثانياً: روعة التواصل,, فلولا الماضي لما كان الحاضر، ولولا الحاضر لا يكون المستقبل, فتواصل الأجيال والحرص عليه كعماد راسخ للهوية العربية,, تأكيد واضح على أصالة المهرجان وسر من أسرار استمراره حياً ومتطوراً!
إن ابتهاجنا الكبير ونحن نرى أنباء الجنادرية تتصدر نشرات الأخبار الرئيسية في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، وعلى شبكات الإنترنت، في مواقع مختلفة تنقل الحدث وتقوم بتغطية نشطة له,, وهنا تصدق المقولة الشهيرة قل لي كم تملك من أجهزة الإعلام,, أقل لك من أنت! .
لقد أجمع الأدباء والنقاد وخبراء الثقافة والفن والمنصفون أن الجنادرية اصبحت عرساً للثقافة العربية كلها يحضره الأفاضل من العلماء والأدباء والسياسيين، من شتى أنحاء العالم,, مشاركين ومعجبين ومنبهرين بآفاق هذا العرس الجميل، المعبر عن القيم السعودية في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وعلى التراث الشعبي واللغة العربية,, عبر مختلف الأنشطة التي يتميز بها المهرجان، وتتجدد فيه عاماً بعد عام,.
نعم، ففي الجنادرية ثقافات تتفاعل وأفكار تتجدد,, سعودية وخليجية وعربية وإسلامية وثقافات أخرى تتبلور وتنصهر في النهاية في بوتقة واحدة، لتصنع المستقبل عندما تتبادل وجهات النظر في مجالات الفكر، السياسي والاقتصادي والتجاري وغيرها, عبر ندوات وفعاليات المهرجان,, ففي الجنادرية تشكيلة من عطاءات أخرى فنية رائعة ورياضية مبهرة وفروسية أصيلة، وألعاب وعروض تراثية شعبية جميلة متباينة ومدهشة، وفيها أيضاً حلقات دراسية تذكارية لكتّاب القرية، وصالات للتعبير عن المواهب الحديثة، والهوايات الكثيرة والمهارات المتعددة.
وفي الجنادرية معرض سنوي للكتاب يضم آلاف الكتاب وأحدثها، وتقدم دور النشر خصومات تصل إلى (20%) و(50%) ولا يقف نشاط الجنادرية عند هذا الحد لكونها تحتضن وترحب بمساهمات بارزة لمختلف المناطق ودول مجلس التعاون الخليجي التي تحكي وتعرض وتقدم رواياتها الإنسانية وعاداتها الاجتماعية وأنشطتها التراثية والثقافية وتجسم رموزها الشعبية، في لوحات تعبيرية جماعية راقصة على ارض الواقع تأخذ الألباب,, ومساهمات أخرى تتنافس فيها مؤسسات أهلية عديدة وشركات من القطاع الخاص تمثل إضافات ممتازة,, إلى جانب المساهمات التي تقدمها الجهات الرسمية الداعمة لعدد من الوزارات والهيئات الحكومية النشطة، والتي لا تنسى في زحمة الاحتفال بالثقافة ان تقدم الهدايا المختلفة,
ولعل أبرز سمات وخصوصيات الجنادرية انها تعتبر احتفالات حميمة تؤكد تلاحم أبناء الوطن، حين يلتقي أبناء المنطقة الشمالية بأبناء المنطقة الجنوبية وأبناء المنطقة الغربية بأبناء المنطقة الشرقية، ويؤاخيهم جميعاً أبناء الخليج والعرب والمسلمين,, كلهم يلتقون في المكان الواحد والزمان الواحد يمارسون لوناً من ألوان السياحة الداخلية المحببة إلى نفوسنا جميعاً.
نشكر من الأعماق صاحب الافكار النيّرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورجال الحرس الاشاوس على هذا الجهد وعلى هذه الثمرة.
ص, ب 783 الرمز البريدي: 11421

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved