| العالم اليوم
بعد حرب الاستيلاء على مزارع البيض في زيمبابوي، اندلعت حرب جديدة طالت الصحف هذه المرة، فبعد ان شن المحاربون القدامى من أنصار الرئيس روبرت موجابي حملات على صحيفة ديلي نيوز المستقلة وصادروا أعدادها من محلات البيع، بل وانتزعوها من القراء بعد تفتيش الحافلات، رد انصار المعارضة من حركة التغيير الديمقراطي بوقف سيارات توزيع الصحف وتفريغها من نسخ صحيفة هيرالد التي تشرف عليها الحكومة واحرقوا الاف النسخ.
ونقل عن هتلر هونزفي زعيم المحاربين القدامى التابعين لحزب زانوا الجبهة الشعبية الحاكم، قوله لمؤيديهم ان المحاربين القدامى عقدوا العزم على حظر صدور صحيفة ديلي نيوز.
وقال انه لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لبعض الابواق الروديسية باساءة استغلال حرية التعبير للاضرار بمصلحتنا القومية ولن يتم رفع الحظر إلا بعد اعتذار الصحيفة عما نشرته في الاسبوع الماضي من ان الزيمبابويين اتسم رد فعلهم بالفرح والسعادة بالنسبة لوفاة لوران كابيلا رجل جمهورية الكونغو الديمقراطية القوي الذي أُغتيل على يد أحد حرسه الخاص.
وقال هونزفي انه من المقرر ان يجتمع المحاربون القدامى في هراري حيث سيتم اطلاعهم على الخطط الخاصة بالتعامل مع حركة التغيير الديمقراطي ومع مؤيديهم مثل صحيفة ديلي نيوز التي تعرض للخطر جنودنا المرابطين في جمهورية الكونغو الديمقراطية .
وقال موشادي ماسوندا مالك صحيفة ديلي نيوز ان هذه هي ذروة التعصب، ولن نتراجع رغم كل احداث هذا الاسبوع، والروح المعنوية بين العاملين لايمكن تصورها .
واكد العاملون في صحيفة ديلي نيوز ان الشرطة القت القبض على نائب رئيس التحرير دافيسون ماروزيفا وكبار الصحفيين كونراد نياموتاتا ولوك تامبورينوكا في مكتب الصحيفة في وسط هراري يوم الجمعة وجرى استجوابهم لساعات بشأن المزاعم التي تفيد بانهم أساؤوا الى سمعة موجابي على نحو إجرامي.
يذكر ان الاتهامات ترجع الى تقارير اوردتها صحيفة ديلي نيوز حول قضية تعويض رفعت ضد موجابي العام الماضي من جانب الاقارب المقربين لاربعة من مسئولي حركة التغيير الديمقراطي المعارضة قتلوا على ايدي اتباع الحزب الحاكم خلال الاستعدادات للانتخابات البرلمانية في حزيران/ يونيو/الماضي.
وحرب الصحف هذه التي يعتقد انها ستمتد الى شوارع هراري العاصمة تذكرني بواقعة مضحكة تكشف الى اي مدى يصل التعصب الحزبي والاضطهاد الفكري في البلدان التي تُحكم من قبل الأنظمة والأحزاب الشمولية,ففي احدى العواصم العربية التي كانت في نهاية الستينيات تشهد صراعاً حزبياً، كان لكل حزب جريدة يعتبرها انصاره ناطقة باسمهم وكعادة اهل ذلك البلد فانهم يحرصون عند انصرافهم من اعمالهم الحكومية والدراسية اصطحاب صحيفتهم وكان سكان منطقتين متجاورتين كل منهما يميل لحزب ما، وقد وجد المتعصبون ان افضل وسيلة لاكتشاف مناوئيهم هي عن طريق الصحيفة التي يحملها، فمن خلال توقيف الحافلة التي يستقلها الركاب والتي لابد وان تمر في احدى المنطقتين اما في طريق الذهاب الى وسط المدينة او العودة منها، واذا كان المتحزبون يعرفون كيف يخفون صحيفتهم المفضلة فان احد مدعي الثقافة كان يحمل صحيفة اسمها اتحاد الشعب وقاده حظه العاثر الى منطقة الحزب المضاد وعندما استفسر منه متعصبو تلك المنطقة عن اسباب اختياره لتلك الصحيفة بعينها ردد كلمات كان قد سمعها ممن يحلقون عنده، إذ ان ذلك المدعي كان يعمل حلاقاً ولعل اسمه هنيدي ولا أدري هل هو اسمه الحقيقي، أم اطلق عليه لانه يشبه الهنود، المهم ان هنيدي ردد كلمات اعجاب بتلك الصحيفة، فما كان من المتعصبين إلا وانزلوه من الحافلة واشبعوه ضرباً وبعد ان جردوه من الصحيفة وأتلفوها أتلفوا شاربه بقص نصفه,,!!
ولا أدري كم صحيفة ستحرق في زيمبابوي,, وكم شارب سيفقد نصفه الآخر,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|