| وطن ومواطن
يرى أهل العلم وأهل الاختصاص انه لا يمكن لمهنة الطب ان تنجح وتؤتي ثمارها في أي بلد إلا إذا ارتكزت على الطب الوقائي ولا يمكن للطب الوقائي ان ينتشر بين الجماهير إلا إذا كان الطب يدرس ويمارس بلغتها القومية.
وفي بلادنا لم تجد الدعوة إلى تعريب الدراسات الطبية ما تستحقه أو حتى بعض ما تستحقه من الاهتمام لدى أي من جامعاتنا بالرغم من أهمية التعريب في تسهيل دراسة الطب بشكل عام وكون تعليم الطب بالعربية وممارسته خير وسيلة لتحقيق الربط بين الطب الحديث والطب التقليدي وبين الطب الغربي والطب الشرقي بما فيه الطب العربي الذي لا نزال نحتقره.
ولعل السبب الأول والأخير في عدم الاهتمام بدعوة التعريب هذه يعود إلى ان الأمر يحتاج إلى قرار حازم على غرار ذلك القرار الذي أصدره ( هوشي منه) بالفتنمة الشاملة منذ اليوم الأول للاستقلال ولما لم يجد قرار (الفتنمة) قبولاً لدى أساتذة معهد الطب هناك طلبوا مقابلة رئيسهم وأوضحوا له استحالة (فتنمة) الدراسات الطبية بسبب عدم معرفتهم هم وطلبتهم للغة الفيتنامية وطلبوا تأجيل (فتنمة) الدراسات الطبية وجعلها تطبق تدريجياً وفقاً لبرنامج يستغرق عدة سنوات لكن القائد الفيتنامي حسم الموقف بقوله: يسمح لكم استثنائيا هذه السنة بالتدريس باللغة الفرنسية مع ضرورة تعلمكم أنتم وطلبتكم اللغة الفيتنامية على ان تجري الامتحانات في نهاية السنة الدراسية باللغة الفيتنامية,, وكم ستكون سعادتنا غامرة بصدور التوجيهات السياسية الكريمة بتعريب الدراسات الطبية في بلادنا وما ذلك بعزيز على قيادتنا التي تعودنا منها الاهتمام بكل الأفكار والاقتراحات المخلصة وحتى تسيطر اللغة العربية وليس اللغة الأجنبية على أفكار وشخصيات خريجي كلياتنا,.
والله الموفق,.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
|
|
|
|
|