أناتُ ثكلى أم أنينُ جِراحِ
وصُراخ طِفل أم رجيعُ نُواحِ؟؟!
كثرت نوازلنا وجلَّ مُصابنا
وقلوبُنا قد أُثخنت بِجراحِ
وعلى اللسان تبعثرت كلماتُنا
وقلا مُنا عجزت عن الإفصاحِ
وقلوبنا بين الجوانحِ زُلزلت
من شدة الأهوال والاتراحِ
أويُترك الأقصى الجريح مُكبلاً
مُتسائلا عن ذي الوقار صلاحِ؟!
أيُدنَّسُ الأقصى الشريف بمسمعٍ
مِنَّا ومَرأى دون أي كفاحِ
قِرد يُدنس مسجداً في مأمن
من صولةٍ بكتيبةٍ وسلاحِ
جاس الديار مُعربداً متكبراً
ولذاك طبعُ المجرمِ السفاحِ
أويُقتل الأطفال دون جريرةٍ
وتُهتكُ الأعراضُ دون نفاحِ؟!
أونحنُ في سمعِ الزمان وعينهِ
أم أننا في الأرض كالأشباحِ؟!
ياربِّ إن دماءَنا قد أُرخصَت
قد فاقها ثمنا كِباشُ نِطَاحِ
ومُذ الخلافة مُزقت أثوابُها
سوآتُنا تبدو لكلِّ وقاحِ
ها نحنُ مرمى للعدوِّ ومكرِهِ
نُرمى بوابلِ حقدِهِ السحَّاحِ
ونرى البُغاث بأرضنا مُستنسِراً
والكلبَ يزأرُ بعد طولِ نُباحِ
كثرت قصائدنا وأُغمِدَ سيفُنا
ماذا يُفيد الشِّعر دُونَ صِفاحِ؟!
بالأمسِ كان السيفُ صنوَ قصيدةٍ
وكلاهما يُشدى به في السَّاحِ
واليوم نُبصِرُ سيفنا في غِمدهِ
مُتثاقلاً عن صولةٍ ونِطاحِ!!
أويفقهُ الكفارُ غيرَ كتائبٍ
أو يَرعوِي الكفارُ دون سِلاحِ؟!
ياربِّ أنتَ ملاذُنا ورجاؤُنا
في يومِ زلزلةٍ وعصفِ رياح
ولأنت تغلم حالنا ومآلنا
أنتَ العليمُ بأنةٍ ونُواحِ
أويملِكُ الضعفاءُ غير دعائِهم
كم دعوةٍ خيرٌ من الأرماحِ؟!
انصر إله العالمين مجاهداً
يسعى إلى الميدانِ دون سِلاحِ
وسِلاحُهُ حجرٌ وخيرُ عقيدةٍ
بهما يخوضُ مهالِكاً في السَّاحِ
ياربِّ أوهَي المسلمين جِراحُهم
وتَغيّبت عنهم يَدُ الجرَّاحِ
ياربِّ إنَّ القدسَ أُغلِق بابُها
فابعث صلاحاً يأتِ بالمفتاحِ
أستغفرُ الرحمنَ لستُ بيائسٍ
فاليأس قتالٌ لكلِّ كِفاحِ
ستقوم للإسلام يوماً دولةً
محفوفةٌ بِعنايةِ الفتاحِ
وشِعارُها ذكرٌ وأبيضُ صارِمٌ
خفاقةُ الأعلامِ والأرماحِ
سيذُوق أهلُ البَغي كأس مَذلةٍ
ويُعزُّ أهلُ هدايةٍ وصلاحِ
سيُحرِّر البيتَ المقدس عُصبةٌ
تشَري رضا الرحمنِ بالأرواحِ
ستُطهِّرُ الأقصى الشريف وساحهََُ
بدمائها من رِجسِ كلِّ إباحِي
وتسُوءُ وجه الكُفرِ دون هوادةٍ
وتدكُّ حِصن مناعةٍ ونِضاحِ
وعدُ المليكِ مُدوَّنٌ بكتابِهِ
ومُدوَّنٌ من قَبلُ في الإصحاحِ