| عزيزتـي الجزيرة
يوجد أفراد في كل مجالات الحياة لديهم من القدرات والامكانات العقلية والفكرية ما يجعلهم قادرين على الابداع والتفوق، ولديهم الاستعداد التام لتنمية وتطوير هذه القدرات متى وجدت من يقدّرها ويرعاها حتى تترجم هذه القدرات الفكرية الى أعمال إبداعية ومبتكرات محسوسة على أرض الواقع, والمرء لا يولد مبدعاً ولا متميزاً لكن لديه الاستعداد لذلك.
وهؤلاء المفكرون والمخترعون الذين أوجدوا بعد توفيق الله لهم تلك المخترعات والمبتكرات الدقيقة التي نشاهدها ونعايشها ونستفيد من إيجابياتها لم يصلوا الى هذه الدرجة العالية إلا بعد رعاية وعناية ومتابعة وتدريب وتجريب وصبر ومصابرة، لقد أمضى بعض المخترعين عمره في المعامل والمصانع للدراسة وعمل التجارب المختلفة, ولقد وجد من أخذ بيده ودعم جهوده حسياً ومعنوياً ورعى تفوقه وإبداعه حتى جاء بكل جيد ومفيد والرعاية والعناية والتشجيع أمور معنوية لا تقل أثرا عن الأمور الحسية والمالية.
فالتشجيع يبعث على الابداع والتميز والبحث عن كل جديد,, ويشعر الفرد بأن من حوله ينظرون اليه ويرقبون عمله ويباركون نبوغه وتميزه, ويأخذون بيده الى الامام.
والتشجيع يبعث عنصر المنافسة بين الأفراد والجماعات للوصول الى درجات عالية من النجاح والتفوق.
التشجيع يشعر الجميع بقيمة الفرد المبدع ومكانه بالمجتمع, وبالمقابل يشعر الخامل بأن عليه شحذ الهمة ليلحق بركب المبدعين وإلا فاته قطار الحياة.
إذاً فالتشجيع ورعاية المواهب هو الطريق لاكتشاف النابغين وسبيل ناجح لرعايتهم وتبني أفكارهم.
ولقد دأبت حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على رعاية الموهوبين وتكريم المتفوقين ورصد الجوائز لهم وذلك كل عام.
وامتداداً لهذه العطاءات الخيّرة, وسيراً على نهج القيادة الكريمة ولكي تتم رعاية التفوق والإبداع عن قرب لأبناء هذه المنطقة العزيزة من وطننا الحبيب، وتواصلاً لجهوده الخيّرة واهتماماته المستمرة بكل ما يفيد المنطقة ويعلي شأن ابنائها، فقد أعلن صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن هناك ترتيبات تجرى في المنطقة لانشاء جائزة القصيم ذات فروع متعددة وكان ذلك أثناء رعايته لتكريم المتفوقين بالمنطقة وهنا لا يسعني الا ان اقدم خالص الشكر وبالغ التقدير لسموه على هذه المبادرة الطيبة التي سيكون لها بإذن الله الأثر الكبير على أبناء هذه المنطقة افراداً وجماعات, فلديهم الطموح والتميز الذي يوظفونه لخدمة وطنهم المعطاء, وإن رعاية المبدع والمتفوق منهم ستدفعه الى بذل المزيد والصعود الى درجات أعلى في هذا المضمار وكم كنا نتمنى هذه الفكرة التي جاءت على يد فرد مخلص منهم هو أميرهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، وحيث أشار سموه الكريم بأن الجائزة قيد الدراسة والترتيب والتنظيم، لذا اود هنا طرح بعض الرؤى والأفكار التي اتمنى ان يكون فيها ما يفيد ويخدم الجائزة في بداية مشوارها, وهي مقترحات شخصية تعتبر عناية مبكرة ومساهمة في خدمة التفوق والابداع الذي ستمثله هذه الجائزة, فإن كان فيها ما يفيد فهذا ما أتمناه, وإن لم يكن ذلك فحسبي أنني مع الجائزة قلباً وقالبا, وأمنيتي لفكرة سموه بالنجاح المطرد (وما على المحسنين من سبيل).
وفيما يلي تصور اداري وفني مقترح:
الناحية الإدارية والتنظيمية:
تحتاج اللجنة الى تشكيل لجنة عليا برئاسة سمو أمير المنطقة ونيابة سمو نائبه يختار أعضاؤها من المعنيين بالمنطقة سواء كانوا عاملين أو من القطاع الخاص يمثل فيها التعليم بنين وبنات, وفروع الجامعات والنادي الأدبي والغرفة التجارية وغيرهم ممن تتطلبه مجالات الجائزة, ويتم تأسيس أمانة وسكرتارية للجنة ويكون مقرها إمارة المنطقة أو احد اجنحة مركز الملك خالد الحضاري كما يتم تشكيل لجان فرعية وتحدد اختصاصات جميع اللجان والأمانة العامة.
نطاق خدمات الجائزة:
تشمل جميع منطقة القصيم بكل نشاطاتها التعليمية, والزراعية والتجارية والصناعية وغيرها.
فروع الجائزة:
فرع التعليم العام (بنين).
فرع التعليم العام (بنات).
فرع التعليم الجامعي (بنين).
فرع التعليم الجامعي (بنات).
فرع الأدب.
فرع الصناعة.
فرع الزراعة.
4 الجائزة سنوية: وتكون تحت رعاية سمو أمير المنطقة رئيس الجائزة أو من ينيبه.
5 النواحي المالية:
1 تشارك الجهات الحكومية بتخصيص مبلغ سنوي لهذا الغرض.
2 تتم دعوة الشركات والبنوك والمؤسسات والمصانع والأفراد للمساهمة في تمويلها من داخل المنطقة وخارجها.
3 يطلب من بعض البنوك أو الشركات او المصانع، او الافراد رعاية الجائزة ويشار الى ذلك إعلامياً.
4 قبول الهبات والمنح والعروض التي يتقدم بها بعض الأفراد لصالح الجائزة وكذلك قبول الهدايا والجوائز العينية.
5 يفتح حساب في أحد البنوك في المنطقة ترصد فيه المبالغ المتحصل عليها لصالح الجائزة.
6 لجنة التحكيم والاختيار:
يشكل لجنة تحكيم عامة تمثل فيها كافة النشاطات التي تشملها الجائزة لدراسة ما يقدم لها من مختلف الجهات، ويكون تشكيلها سنوياً, ولها الاستعانة بمن تراه حسب الحاجة والتخصص, وترفع ما تتوصل اليه الى اللجنة العليا لاعتماده وإقراره.
7 يمكن الإطلاع على اعمال اللجان المشكلة في بعض المناطق ومعرفة انظمتها ومصادر تمويلها وآليات تنفيذها والأساليب التي تسير عليها وتنقيتها وفق ما يتلاءم وخاصية الجائزة وظروفها بزيادة او نقصان ولاسيما أن الجائزة في طور الدراسة والإعداد.
8 يحدد تنظيم واختصاصات لكل لجنة ويوضع ضوابط وشروط لكل عمل إبداعي او متفوق وفق أسس مدروسة واستمارات شاملة.
لقد أحسن صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم صنعاً في إعلان الجائزة وموافقته على دراستها، كما أحسن سموه حسن اختيار اسمها (جائزة القصيم) لأن هذه التسمية تشعر الجميع بأن الجائزة منهم واليهم وجدت لتشجيع ابنائهم وتقدير جهود العاملين منهم.
ولاسيما أن رئاسة سموه ورعايته ودعمه ومتابعته لأعمالها امر كاف لنجاحها وبقائها وسيرها في الطريق الصحيح بمشيئة الله.
الا أنه ومن وجهة نظري الشخصية يجب إعطاء التعليم بكافة فروعه ومراحله بنين وبنات الأولوية في الاهتمام، لأن التعليم هو الأساس في كل عمل ابداعي فهو مصدر الإبداع وممون الإبداع في كل قطاع, فكل قطاع حكومي او خاص هو مدين للتعليم بما يتوفر لديه من القدرات ومقومات النجاح والتفوق.
فهل يبدع غير المتعلمين وهل يتفوق غيرهم، فالتعليم هو الاساس في نهضة ورقي وتقدم أي أمة من الأمم.
وخشية ان تطغى فروع الجائزة الأخرى على التعليم لذا أرى وضعه في مقدمة اهتمامات الجائزة وإعطاءه ما يستحق لبث حب العلم في نفوس أبنائنا ودفعهم للتفوق والإبداع والمنافسة الشريفة, ولكي تكون الجائزة ذات شمولية ولكي نؤكد هذا المنهج ارى ان يكون هناك بجانب جوائز للطالبات والطلبة المبدعين جوائز للمعلمين والمعلمات المميزين، ومديري ومديرات المدارس البارزين بعد وضع ضوابط واستمارات تكفل حسن الاختيار والعدل بين الجميع بعيداً عن العاطفة والارتجال.
هذه أفكار وتصورات مقترحة وأملي ان يكون فيها ما يفيد لرسم صورة (لجائزة القصيم) ولاسيما هي في طور الدراسة والتأسيس.
مرة اخرى اقدم الشكر وبالغ التقدير لصاحب السمو الملكي امير منطقة القصيم على إعلانه لدراسة الجائزة التي طالما انتظرها ابناء القصيم, ولثقتي ان الجائزة ستقع في أولويات الاهتمام لدى سموه الكريم ولن يتم الإعلان النهائي عنها الا بعد اكتمال عناصر ومقومات نجاحها ودراستها دراسة وافية ومتأنية الا ان ما سبقت الإشارة اليه هو مشاعر أحد أبناء المنطقة الذين فرحوا بإعلان الجائزة ويتمنون لها النجاح، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
سليمان بن فهد الفايزي
القصيم بريدة
|
|
|
|
|