أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th January,2001 العدد:10350الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ذو القعدة 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
أروني صحافة بلا عيوب!
* أروني صحافة بلا عيوب في أي مكان من هذا العالم، أقصاه وأدناه! وصحافتنا السعودية ليست استثناء في هذا السياق!
***
* هذا من حيث المبدأ،
أما تطبيقاً، فأرى أن صحافتنا تعيش الآن نشوة من الإنجاز المشهود، سواء في هامش التعبير أو المضمون أو الإخراج، ولا ينكر ذلك إلا متعالٍ او متجاهل!
***
لكنها في الوقت نفسه تعاني من بعض السلبيات، ألخّصُها في التالي:
1 فهي لم تبلغ بعد مرحلة (المهننة) في أدائها وكثيرون ممن يعملون بها، رغم تقديري لجدهم وجهدهم، يفتقرون الى التخصص، وبعضهم ساقته الصدفة الى درب الصحافة، وبعضهم يفتقر الى المعايير التي يكون بها الصحفي او لا يكون!
***
2 أزعم أن هناك شيئاً من الغلو في نقل بعض الأنباء بعض الأحيان، تحت مظلة (السبق الصحفي)، أو التعليق عليها بأسلوب يرفضه ذكاء القارىء ولا تهضمه بديهيات المهنة وآدابها!
***
3 وهناك من يمارس شيئا من (تهويل العناوين) لإثارة انتباه القارئ واستقطاب بصره، على حساب المادة الحقيقية للنبأ!
***
4 وهناك مشكلة غياب الإطار الوظيفي المقنن لمهنة الصحفي في اغلب المؤسسات الصحفية، بحيث يكون للعامل في هذه المؤسسة او تلك انتماء حقيقي يتكىء الى المهنة، ويقوم على التفرغ، ويحقق لصاحبه كسباً عادلاً ومجزياً للقمة العيش السوي!
***
5 في الوقت الذي تحتضن فيه الصحف الكثير من النقد المشبَّع بالوعظ حول قضية (السعودة) في القطاعين الاهلي والحكومي,, إلا ان بعضها يفشل في استقطاب نماذج واعدة اعلاميا من المواطنين السعوديين، ومنحهم فرص التدريب المتخصص للعمل بها وتكوين ارضية صلبة للخبرة، مفضلة الاعتماد إما على كفاءات وافدة، او على طاقات محلية متواضعة الاستعداد والتحصيل، تجنباً للإنفاق السخي بحثا عن الأفضل!
***
6 بعض المؤسسات الصحفية تدار وكأنها (شركات إعلان) لا دور تنوير وتثقيف، فتطغى على أدائها (محنة) الربحية لا (مهنة) الثقافة، ورغم ذلك، تمارس القحط في إنفاقها سواء في رواتب بعض العاملين بها، او في مكافآت من تستكتبهم من الأقلام!
***
نساء الصحافة وصحافة النساء:
أُنكر تصنيفَ الصحافة الى نسائية ورجالية، وتلك بدعة لا أدري كيف تسللت واستقرت في بعض العقول مثلها مثل بدعة غابرة اسمها (أدب الشيوخ وأدب الشباب)! الكلمة المبدعة لا وطن لها سوى الإبداع نفسه، وهي لا تفرق في ولائها بين رجل أو امرأة لذا أرجو أن تختفي من أذهاننا ومن أسنَّة أقلامنا بدعة (الأقلام النسائية)، لأن في هذا هضما لحق المرأة في التعبير وتهميشاً لشراكتها الجادة مع شقيقها الرجل في هذا السبيل! والمعيار الحق المميز لهذه الكلمة او تلك لا يكمن في أنوثتها أو فحولتها، بل في قدرتها على اختراق جدار الوجدان! وتاريخ الكلمة المكتوبة شاهد على هذا في كل العصور!
***
من جهة أخرى، اعتقد أن صحافتنا قادرة على استيعاب الكثيرات من مثقفاتنا اللَّواتي تزخر بهن الجامعات وغير الجامعات، لو هُنَّ أردن ذلك، ولكن لأمر ما، لا يفعلن! ولا يمكن أن أصدق أن هموم البيت والزوج والطفل تستغرق كل أوقاتهن، وأغلب الظن أن معظم هموم الأسرة في معظم البيوت، عدا هم الزوج، باتت من نصيب الخادمة الأجنبية!
فما العائق إذن؟!
* هل هي عقدة بعض رؤساء التحرير في التعامل مع قلم المرأة؟ ربما!
* أم هل هي عقدة الخوف من عتب الأهل وشماتة الغيورين من الجنسين؟ ربما!
***
هناك جواب لكل حالة، وهناك ظرفٌ ما يستتر وراء كل باب، لكن المؤكد ان المشاركات النسائية الحالية، تزخر بالغث والسمين، مثل الرجل، لكنها تظل أقل منه، حجما وعطاء, وأتمنى مخلصا ان يكون حضور المرأة الثقافي عبر صحفنا في مستوى إبداع أقلام رائدة تحتضنها أعمدة صحفنا المحلية، اليومي منها والدوري، وأعتذر عن ضرب الأمثال لهذه الأقلام كيلا أظلم بجهلي أو تجاهلي أو حكمي من تستحق الذكر منهن, وبورك فيهن حيثما كن!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved