** مع تساقط الأمطار هذا العام,, تحولت البراري الى مساحة خضراء تجذب الجميع إلى التنزه وهجر المدينة,, وهو ما حصل بالفعل,, حيث زحفت الأرتال البشرية منذ الثلاثاء والأربعاء الماضيين إلى البراري,, بحثاً عن الرياض والمنتزهات,, وتلك الحلة الخضراء التي كست وجه الأرض,, فاختفت المساحات الشهباء والصفراء,, وصارت كلها بفضل الله خضراء,.
** فملّاك المواشي والرعاة ليسوا بأقل فرحة منا,, بل هم أكثر وأكثر,, لأن مثل هذه الفرق الضخمة من المواشي,, تحتاج إلى مراع خصبة,, ولأن البعض ما شاء الله يملك ما بين خمسة آلاف أو عشرة آلاف رأس من الاغنام.
** ولأن الثروة الحيوانية بفضل الله في تزايد مستمر,, فهي تحتاج إلى مثل هذه الأعشاب والشجر والشجيرات في أرض قاحلة جرداء كأرضنا,.
** نعود لبعض هؤلاء (الكشّاتة) أو (الفسّادة) الذين قصدوا هذه الرياض والمساحات الخضراء,, فخرجوا بنسائهم وأطفالهم,, وضربوا بأطنابهم وسط الرياض,.
** سبحان الله,, يختارون الرقعة الخضراء والرياض الجميلة لنصب الخيام في وسطها,, ويفرشون عليها ويأكلون عليها,, حتى إذا ما رحلوا عنها,, وجدتها قاعاً صفصفاً كأنها لم تر المطر,, ولم تر العشب منذ مائة سنة أو كأنها تعرضت لكارثة,, والمسألة فقط,, هي مجرد عائلة واحدة,, قوامها الزوج والزوجة وعدد من الأولاد والأطفال لا يعرفون هم ووالدهم شيئاً اسمه الأدب والتربية والذوق والاخلاق.
** إذا رحلوا من هذا الموقع,, وجدت المساحة كلها وقد تحولت إلى حفر ومزابل وقذارات ومخلفات من كل شكل وصنف,.
** حتى الزجاج يكسر هناك بطريقة تجعل الذي يزور هذا المكان يتعرض للأذى,.
** براميل المندي,, يحفر لها وسط هذه الرياض,, ومخلفات وبقايا الذبائح تنثر هناك,, حتى إذا اقتربت من مكان هذا أو ذاك لفحتك رائحة (الفطيس) قبل رائحة الرياض والأعشاب,, والمشكلة,, أن الاب القدوة,, والأم المربية,, هما اللذان يبدآن بذلك,, ابتداءً من نصب الخيمة وسط الروضة,, وانتهاءً بآخر (حَفاظة) تُلقى في هذه الرياض.
** فهل هؤلاء يحتاجون بالفعل إلى أجهزة رقابية تلاحقهم حتى في البراري لتتتبع بقايا (عفشهم) وتزيل مخلفاتهم وتحاول إعادة زرع هذه الرياض واروائها مرة أخرى لتنبت؟
** حتى المواشي,, إذا جاءت إلى هذه الرياض بعد تلك العينة من النزلاء,, لم تجد سوى المخلفات والزجاج المتناثر وبراميل المندي وبقايا الجلود والفروث والحفائظ والكراتين والزبائل التي ملأت كل شيء.
** ماذا نعمل لهؤلاء؟
** وكيف نزرع أو نصنع الوعي فيهم؟!
** ومتى سيشعرون بواجباتهم؟.
** ترى,, من المسؤول عن هؤلاء؟!
** هل نقول الشرطة,, أم حرس الحدود,, أم البلدية,, أم إمارات المناطق؟!
** أم أن المسؤول هم أنفسهم؟!
** نعم,, هم المسؤولون وليس غيرهم,, لأن المواطن مسؤول اينما حل أو رحل,, فالبلد بلده,, والأرض أرضه.
|