| الاولــى
* نيودلهي الوكالات:
ضربت هزات جديدة ولاية جوجارات غربي الهند أمس الأحد وذلك وسط مخاوف من مصرع 20 ألف شخص على الأقل جراء الزلزال المدمر الذي ضرب الولاية يوم الجمعة الماضي.
وقد فر السكان من منازلهم في الكثير من أنحاء الولاية في هلع أمس الأحد بعد ان اهتزت المباني واصطكت الأبواب والنوافذ بفعل الهزات الأرضية الجديدة التي يخشى المسؤولون ان تتسبب في عرقلة عمليات الاغاثة.
وقالت قناة تلفزيون ذي نيوز ان محصلة ضحايا زلزال يوم الجمعة الماضي ربما تكون أكبر بكثير، مشيرة الى ان نحو 000,125 شخص ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في شتى أنحاء جوجارات,ويوجد 000,75 على الأقل منهم في منطقة بهوج التي كانت الأشد تضررا لقربها من مركز الزلزال المدمر الذي بلغت شدته 9,7 درجات بمقياس ريختر.
وشكا السكان المحليون من بطء عمليات الانقاذ غير ان السلطات قالت انه ليس لديها المعدات الكافية للتعامل مع زلزال بهذه القوة, وما زالت الجرافات والأوناش وغيرها تصل الى الولاية من مختلف أنحاء الهند.
كما ان هناك نقصا حادا في الأطباء والممرضين ورجال الاسعاف نظرا لمصرع الكثيرين منهم اثر انهيار المستشفيات في أنحاء جوجارات.
ولم ينج سوى عشرة أطباء وممرضين تقريبا من اجمالي 200 من العاملين في مستشفى بهوج الحكومي الذي انهار تاركا سكان المنطقة معتمدين بالكامل على مستشفى القوات المسلحة هناك.
ويعمل الأطباء على مدار الساعة في علاج المرضى فيما يتم نقل الحالات الخطيرة جوا الى بوني بولاية ماهراشترا المجاورة.
وتمت اقامة مستشفيين مؤقتين في بهوج للمساعدة في علاج الجرحى ولكن ما زال هناك نقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية.
وناشد أطباء القوات المسلحة عبر التلفزيون الفرق الطبية القادمة الى جوجارات ان تحضر معها طاولات الجراحة والأضواء الكاشفة وغيرها من الأجهزة التي يوجد نقص حاد فيها.
وبينما انهمك رجال الجيش والقوات شبه العسكرية في اخراج الجثث من تحت الأنقاض في مدن الولاية تعاني المناطق النائية من الاهمال.
وشكا سكان القرى في انحاء جوجارات من انهم لم يتلقوا أي امدادات غذائية أو غيرها من الامدادات وانهم يعتمدون فحسب على ما يجود به جيرانهم.
وحتى فرق الاغاثة الأجنبية تركز جهودها على المدن ونجح فريق سويسري بمساعدة الكلاب المدربة في انقاذ بعض الأشخاص من تحت أنقاض مبنى مرتفع في مدينة أحمد اباد.
ويعد الزلزال أيضا كارثة اقتصادية من شأنها عرقلة خطط التنمية في جوجارات التي يقال انها تحقق اعلى معدلات نمو اقتصادي في الهند.
ولم يتم تحديد حجم الخسائر المادية بعد ولكنها قد تصل الى عدة مليارات من الروبيات وقال سونيت باريخ رئيس اتحاد الصناعة الهندية في الولاية ان الخسائر التي لحقت بالمباني وحدها تقدر بأكثر من عشرة مليارات روبية أكثر من 200 مليون دولار .
يذكر ان الولاية، وهي من أنشط ولايات الهند صناعيا تضم صناعات كبرى مثل البتروكيماويات والمنسوجات وصقل الماس.
هذا ومن نبأ لاحق أمس فقد عثر على 23 شخصا وهم على قيد الحياة من بينهم 10 تلاميذ دفنوا تحت أنقاض مدرسة انهارت بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة عقب مرور ثلاثة أيام على وقوع الكارثة.
ويعد التلاميذ العشرة من بين 70 آخرين دفنوا تحت أنقاض المدرسة اثر وقوع الزلزال بينما انقذ الثلاثة عشر الآخرين من ثلاثة مواقع أخرى منهارة من بينهم امرأة وطفل في العاشرة من العمر.
هذا وقد تعالت أصوات الأهالي تذمرا من بطء وتيرة عمليات الانقاذ الجارية وعدم كفاءة الآلات المستخدمة لرفع الأنقاض فيما تتواصل أعمال الاغاثة.
وتتراوح اصابات الأشخاص الذين تم انقاذهم ما بين الطفيفة والخطيرة في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الضحايا حتى الآن إلى 16 ألف شخص والمصابين الى 33 ألف شخص بينما تم صباح أمس رصد 257 تابعا من توابع زلزال الجمعة المدمر في نفس المنطقة مما سبب حالة من الذعر وسط الأهالي الذين باتوا في العراء تحسبا من وقوع هزات جديدة.
هذا ومن ناحيته دعا أمس البنك الدولي دول منطقة جنوب آسيا بما فيها الهند لتطبيق نظام لادارة الكوارث فيها بهدف حماية سكانها من الظواهر الطبيعية كالزلازل.
وفي الوقت الذي أكد فيه مساعداته للدول النامية لارساء خطط للحماية الاجتماعية اقترح البنك الدولي على حكوماتها تطبيق سياسات غير تضخمية واقامة شبكات سلامة لمجابهة الكوارث وادارة الأزمات بصورة أفضل.
ونوه البنك في تقريره الى ان ما بين 7570 في المئة من سكان جنوب آسيا ممن يعيشون في المناطق الريفية يعانون من خسائر مادية كبيرة خلال معركتهم لمكافحة الفقر بسبب حلول الكوارث الطبيعية من جفاف وفيضانات وخسارة محاصيل.
من جهة ثانية أكدت مجموعة أبحاث ودراسات الكوارث بالهند انه كان بالامكان تجنب الخسائر غير المسبوقة في الأرواح والممتلكات التي سببها الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية جوجارات غرب البلاد اذا ما تم الاعتناء بتحسين الاجراءات المتعلقة بالتنبؤ على المدى القصير والوقاية على المدى الطويل.
وأشار سينج رئيس المجموعة الى كارثة الزلزال التي حلت بمنطقة جوجارات قد أكدت حقيقة ان الهند معرضة بصورة أكثر للدمار المباشر وغير المباشر للزلازل نسبة لوجود نسبة عالية من الظواهر الزلزالية فيها والكثافة العالية للسكان.
كما أكد سينج والذي يشغل أيضا منصب ممثل جنوب آسيا بمكتب الكومنويلث الجغرافي في أهمية ايلاء اهتمام أكثر للتنبؤ بالزلازل وادارة الكوارث خلال وضع سياسات التخطيط القومي بالبلاد.
|
|
|
|
|