تحفر فترة الطفولة، آثاراً ابتدائية تظهر شخصية الطفل,, بدايتها,, ميول النفس الى جوانب معينة قد تكون في يوم ما مستقبله وأساس حياته القائمة عليه,.
بدأت مشوار حياتي ووالدتي تقرأ لي حكاية خيالية قبل النوم,.
وحين تنشغل عني فلا تأتي إلى موعدي المحبب,, أبدأ بنسخ قصة أتخيلها قبل النوم أكون فيها بطلة أسطورية أنقذ عالمي الصغير,.
عشت أعشق الساحرة الجميلة التي تزورني في منتصف الليل بعد ان تطهو لي طعاماً مخصصاً لي فقط,, أحببت الاساطير والقصص,, احيك قصة وأمثلها بالعرائس الصغيرة,, وبدأت القراءة,, بنهم واستغراق,, وربطت ذلك بخيالي الواسع واصبحت احاول ان احاكي هذه القصة بقصة اكتبها انا,, لأن القصة بقوانينك الخاصة أفضل,, بداية ونهاية بطريقتي انا,.
اول قصة كانت قصة قصيرة خيالية عن فتاة تنقذ بلدتها من وحش فاتك بإقناعه أن يغني ويحب الحياة,.
صفحتان ونصف,, باللغة الانجليزية وكنت بالعاشرة وقتها,.
وتتابعت بعد ذلك تجاربي الكتابية,, الا انها كلها كانت روايات طويلة أغلبها لم أكملها ولم أظهرها لأحد,, كانت عالمي الخاص,.
وحين كتبت رواية ومرت الأيام في نهاية الصف الثاني المتوسط,, اظهرت عملي الكتابي لوالدتي التي عرضتها على متخصص باللغة العربية,, أذكره حين قال لي وقتها,, انشري الرواية فهي تحمل أسلوباً وفكراً من الأولى نشره.
عندها بدأت بالنشر,, ومرت الايام قصة اجتماعية يدور محورها حول معاناة فتاة بسبب أخطاء والديها,, موضحة فيها مراحل حياتها المختلفة حتى تصل الى سعادتها وأمانها,.
تبع ذلك بعام واحد نشري لرواية ثانية للقلب وجوه أخرى .
عن نوازع الخير والشر الكامنة,, التي إن ظهرت,, تبدلت جوانب كثيرة من الشخصية وظهرت نواح مخيفة,.
فكرتها طريفة حيث انها عن اخوين بنفس البيئة والظروف الاجتماعية,, يلقيان مخلوقاً يعطيهما قوة,.
بإمكانهما عن طريقه تحقيق كل رغباتهما وما يريدانه,.
وتظهر كوامن النفسيتين عندها,, والفروق الفردية فيما يريدانه,, باختيارهما طريقين مختلفين بإطراد,.
كثيرون هم من استنكروني,, كثيرون هم من استنكروا فكرة فتاة بعمر صغير تكتب وتنشر ليقرأ الناس,, بدأت قراءتي لنجيب محفوظ ومحمد عبدالحليم عبدالله من السادس الابتدائي,, قراءة مكثفة قد أقرأ كتابين او ثلاثة بنفس اليوم دون ان اقوم من مكاني حتى اشبع ظمئي للقراءة,, فليس من المستبعد ان كان في تركيبة شخصيتي جانب خيالي يميل للتأليف ان ابدأ ذلك بعمر صغير,,سألوني ان كنت نسجت الفكرة وألفت والدتي الكتاب,.
قد يكون هدوئي وحيائي وعدم تجاوبي في الكلام معهم سبباً لتدعيم تلك الفكرة,, لم استطع التحدث والدخول في نقاشات الا بعد فترة,, وحين أذكر ذلك أضحك لغرابة موقفي,, حملت افكاراً كثيرة ولم استطع نقلها للناس الا عن طريق الكتابة,.
لكن المقربين لي دعموني,, خاصة اقاربي وأولهم والدتي بالطبع,, لاني ادرك جيداً انه كان بامكانها تركي اذبل,, او حتى ابدأ الاستقلال بنفسي,, وقد يكون ذلك بعد عشر سنوات أو أكثر وقد اكون وقتها تركت اهتمامي بالكتابة لعدم ملاقاة الدعم الكافي من البداية,.
صديقاتي وقريباتي,, والجميع كانوا ينتظرون فراغي من رواياتي ويتابعون ما اقوم به باهتمام أقدره كثيرا,.
أما الكتّاب فأذكر على وجه التحديد الأستاذ محمد علي قدس والنادي الأدبي الثقافي بجدة ودعمه المعنوي لي,, وهو الآن يساعدني بنشر قصصي القصيرة بأنواع المساعدة,.
وأذكر الاستاذ عبدالله باجبير الذي تحدث معي وقرأ روايتي الاولى,, وكتب رأيه ببدايتي,, ونشرت ذلك في مقدمة روايتي الثانية مراهنة أنني سأصل يوماً الى مستوى رفيع في مضمار الكتابة,,أرجو أن أثبت ذلك في يوم ما برواية أساهم فيها بعرض أفكار أبناء وطني أمام العالم العربي,.
عملي الروائي الجديد حدود وهمية سيظهر للنور قريباً ان شاء الله واليوم وانا على مشارف الثامنة عشرة من عمري أريد ان أعرب عن مدى امتناني لكل من دعموني,, خاصة وان المرء في البداية لا يدخل نطاقاً جديداً بثقة تامة في النفس حتى يجرب ويكتسب الخبرات,,كما أشكر كل من سألوني ان كنت اعطيت فكرة الرواية لمن يكتبها لي كي انشرها,, لان ذلك كان حافزاً لي لان اطور نواحي متعددة من نفسي,,وأتمنى ان يحظى كل من كانت لديه ميول كتابية او ابداعية في اي مجال بالدعم المناسب للإنماء,.
|