| الثقافية
شهد المجتمع السعودي على مدى العقود الماضية عملية انتقال حضارية تاريخية كبرى ولقد تمكنت البلاد ولله الحمد من استيعاب تلك المرحلة الدقيقة مع المحافظة على الاسس الدينية والاخلاقية التي قامت عليها الدولة والمجتمع.
ولقد ساهمت المرأة حقا في نجاح هذه المعادلة وكان لها دور بارز في المبادرة للمشاركة بدور عضوي ابداعي في حركة الانتاج الفكري والعلمي بالذات مستفيدة مما هيأته الدولة لها لخدمة عقيدتها ووطنها ومجتمعها كمواطنة صالحة نافعة.
لقد كان الجمود والذوبان نموذجين عانى منهما العالم الاسلامي طويلا في تعامله مع النفس ومع الآخر ومع الواقع ولقد حرصت المملكة العربية السعودية بالمقابل ومنذ تأسيسها على بناء الدولة الاخذة بشريعة الله والعاملة في الوقت نفسه على استيعاب روح العصر مما مكنها من تحقيق نهضة حضارية اخذت بأرقى واحدث العلوم والتقنيات التي تحقق توطينها بمشاركة المواطن باعتباره هدف التنمية واداتها في نفس الوقت.
ولقد كان هناك العديد من النماذج النسائية السعودية التي تميزت بقدرتها على استيعاب رسالة التنمية الوطنية ضمن العملية الابداعية الفكرية لذا فإنني اثق ان شاء الله في ان تنظيم المعرض الاول لانتاج المرأة السعودية الفكري والعلمي والابداعي الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هو خير فرصة لتكريم هؤلاء المبدعات وتجسيد لتوجه حميد حيث ان تقدير المثقفين والمبدعين يعد معيارا حقيقيا لتحضر الامم كما تكمن اهمية مثل هذا المعرض في انه خطوة حيوية ومحاولة جادة لابراز المواهب الابداعية وتثمين العطاء الخلاق في المجالات الفكرية والعلمية.
والمملكة العربية السعودية دولة ومواطنين يثمنون العلم والفكر والعلماء والمفكرين ونحن في ذلك نقتبس من نبراس ديننا العظيم الذي كرم العلماء وحث على طلب العلم والاستفادة من ذلك في تطوير المجتمع المسلم وتعزيز قدراته على الانتاج النافع والعيش الكريم.
وانا هنا احيي القائمين على المعرض على هذا العمل الرائد النبيل واحيي مكتبة الملك عبدالعزيز والقائمين عليها على ما يقومون به من اعمال رائدة في سبيل خدمة العلم والعلماء في بلادنا الغالية.
سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز
|
|
|
|
|