| مقـالات
تؤكد الكشوف العلمية المتتالية ما سبق ان جاء به الاسلام قبل قرون عديدة، من ذلك ان لكل انسان بصمة انامل متفردة لا تضاهيها بصمة انسان آخر وما افاده هذا الكشف في مكافحة الجريمة اذ تعتبر مطابقة بصمة المتهم لما وجد من اثر في مسرح الجريمة وادواتها دليلا قاطعا على الادانة اقوى حتى من الاعتراف ذاته، الذي قد يدعي المتهم انه ادلى به تحت وطأة الضغط، او لخلل عقلي كما يحدث في المحاكم المدنية, وقد نبه هذا الكشف الى ماسبق به القرآن في قوله تعالى (بلى قادرين على ان نسوي بنانه).
ومنه ان قد ساد الاعتقاد طويلا بأن الجبال ما هي الا مجرد نتوءات برزت من الأرض، حتى جاء العلم الحديث ليؤكد ما ذكره القرآن الكريم (والجبال اوتادا) أي انها اوتاد بالمعنى المعروف وصفا ماديا ووظيفة، فالجزء الاكبر من اي جبل غاطس في باطن الارض، اما الجزء الظاهر منه فوقها مهما ارتفع فهو اصغر كثيرا من ذلك الجزء الخفي وانها اي الجبال تحفظ بهذا توازن الأرض ان تميد بما عليها.
ومن ذلك ايضا انه لما نزل في القرآن الكريم تعبير (البحر المسجور) وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحت ماء البحار ناراً وتحت النار ماء، اندهش العقل البشري لاجتماع الماء والنار لانهما ضدان، فالماء يطفىء النار والنار تبخر الماء، ثم جاء العلم الحديث ليثبت ان الصدع في الارض تنشأ عنه طبقات ثلاث من الاسفل الى الأعلى: الماء والحمم ثم الماء الذي نراه على السطح وان هناك ضبطا دقيقا بين عمليتي الاطفاء والتبخير.
واهتدى العلم كذلك الى ان عنصر الحديد لم يكن من المكونات الاولى للأرض، وإنما نزل من علِ الى مركزها حيث يستقر تركيزه ثم يتناقص حتى تصبح نسبته على السطح 6,5% فقط، كما ان ذرة الحديد هي أقوى الذرات تماسكا وانه عنصر شديد الأهمية في الإعمار وفي بناء جسم الانسان، ونقصه يؤدي الى اعتلال جسيم بالصحة يهدد الحياة ذاتها، وذلك مصداق قوله تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس).
والأمثلة كثيرة فيما نسمع ونرى كل يوم من تلك الكشوفات التي يسبقنا اليها غيرنا ثم يقتصر دورنا مع الاسف في البحث عن تطبيقاتها على ما لدينا من نصوص مع ان كثيرا من العلماء الافذاذ الذين يديرون دفة البحث العلمي في الشرق والغرب هم من العرب والمسلمين!!
في يقيني اننا مدعوون لوقفة مع النفس كي نبدأ نحن البحث العلمي الجاد انطلاقا مما في نصوصنا الوثيقة، التي هي كما ترى مفاتيح كل كشف جديد والتي لا تزال تختزن الكثير من الحقائق المفيدة لنا وللانسانية,, ولعل مؤسسة الفكر العربي التي نادى بها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل، ومن اهم أهدافها تشجيع البحث العلمي العربي، والعمل على استعادة طيورنا المهاجرة من العلماء تعطينا الامل في ان تقوم لهذا الحلم قائمة فنحن بهذا السبق اولى!!
شاكر سليمان شكوري
|
|
|
|
|