أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th January,2001 العدد:10349الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ذو القعدة 1421

وطني

وطني يناقش ملف الجامعة المفتوحة
د, العريني لـ الجزيرة : العالم يتجه بقوة نحو التعليم عن بعد لمميزاته العلمية وظروفه المتاحة
محدودية استفادة العرب من الإنترنت راجعة إلى قلة المواقع المرضية
أشاد د, عبدالرحمن بن سليمان العريني رئيس لجنة الدراسات والنشر بجمعية الحاسبات السعودية رئيس تحرير مجلة عصر الحاسب بتجربة الجامعة المفتوحة.
وقال: إن العالم يتجه الآن بقوة إلى هذا النوع من التعليم لما له من فوائد مباشرة وغير مباشرة, واعتبر د, العريني في حوار ل الجزيرة مشروع وطني أحد دعائم الاستفادة من الجامعات المفتوحة في المملكة، وبالتالي إتاحة الفرصة للطلاب والطالبات للالتحاق بهذا النوع من التعليم.
وفيما يلي نص الحديث:
* كيف تنظرون إلى دور التقنية كوسيط تعليمي جديد، وانعكاساتها على عناصر العملية التعليمية، وخاصة المناهج؟
أتوقع بإذن الله تعالى أنه سيكون للتقنية مردود تعليمي واسع، وسيكون لأولياء الأمر على مختلف شرائحهم دور فاعل في إثراء العملية التعليمية، وبالتالي مردودها إن شاء الله سيكون أفضل على الطالب وعلى المنهج وعلى العملية التعليمية برمتها.
إن عملية التطوير خاضعة لحماس جميع الأطراف، وليست عملية محصورة على التربويين وحدهم، ومن ذلك إشراك المجتمع بكافة شرائحه، ونحن عندما نبحث عن مستشارين لتطوير المناهج نجد أن المستشارين مثلي وغيري في غرفة مغلقة محاطة بخبرات محدودة وظروف مختلفة يسهمون بدور إيجابي لا شك لكنها اجتهادات لتطوير المنهج، وبعض هؤلاء يكون بعيداً عن الأرضية الميدانية، وبعيدا عن ظروف الطالب والمعلم المباشرة في مناطق مختلفة، فظروف الطالب في المدينة مثلا تختلف عن ظروف الطالب في القرية، وظروف التدريس في المدينة تختلف عن ظروف التدريس في الريف، وبالتالي فإن المعلومات التي ستتوفر عن طريق التقنية ستكون محصلة هذه الظروف، وسوف تكون متاحة للمسؤولين عن تطوير المناهج، وسوف يثرون العملية التطويرية، ومن هذا المنطلق فإني متفائل جداً بعوائد مشروع وطني على العملية التعليمية.
* بظهور التقنية الحديثة ظهر ما يسمى بالتعليم عن بعد، والجامعة المفتوحة، من وجهة نظرك كمتخصص في مجال الحاسب وكتربوي أيضاً، كيف تنظر إلى هذا النوع من التعليم؟
حقيقة تجربة الجامعة المفتوحة ليست جديدة، فقد عرفت في بريطانيا قبل ما يقرب من ثلاثين عاما، ولكن باستخدام الفيديو والتلفزيون، ووجدت في مواقع مختلفة لتدريب المتدربين, وتطور التعليم المبرمج، والتعليم بواسطة الحاسب الآلي في العصر الحالي يصب كلبنات تبني هذه الأهداف التي تتجه نحو تطوير التعليم عن بعد، فقد خطا هذا النوع من التعليم خطوات كبيرة جداً حتى انه يوجد على الإنترنت ما يسمى بمستودع التعليم عن بعد، وهو المستودع الكبير الذي يستخدم فيه النماذج المختلفة، ونماذج الجامعات التي تستخدم هذه التقنية.
ولكن التساؤل من التربويين ورجالات التعليم هو عن مدى مصداقية الشهادات التي تمنح من هذه الجهات التي تطبق نظام التعليم عن بعد، تقوم بتقييم الجهة التي تقدم التعليم عن بعد وتعطيها شهادات ومواصفات، وتختم لها بختم مواصفات الجودة؛ لكي تكون مقبولة من العديد من الجهات، حتى ان جامعات كبيرة مثل هارفارد وستانفرد في أمريكا بدأت الآن نماذج التعليم عن بعد وفتحت الأقسام، وبدأت تدرس الكثير من المواد عن بعد.
ويرجع سر الاهتمام العالمي الذي بدأ يتسع في هذا النوع من التعليم إلى أهدافه وعوائده العديدة، وأبرز ذلك: التكلفة البسيطة والقدرة على الانتشار، حيث تستطيع الجامعة التي تطبق هذا النوع من التعليم في كل مكان أي أن تدرس في مدرسة أو جامعة عملاقة بلا جدران، وتكون بيئتها الواسعة هي الكرة الأرضية، أما في النظام التعليمي المعروف فالجامعة محددة بموقع ثابت وإمكانات محدودة.
تستطيع الجامعة المفتوحة أن تصل بفكرها وثقافتها إلى كل شبر في العالم، وقد استطاع هذا النوع من التعليم أن يصل إلى جميع أنحاء العالم من موقعها، فإذا لم ننتبه لهذا، ونأخذ بالسبق في هذا المجال فإن العالم لن ينتظرنا حتى نستيقظ، لأنه سوف يجتاحنا وسوف نجد أبناءنا يتعلمون من منازلهم في جامعات خارج مناطقهم، وهذا الذي حصل الآن، فأنا من دعاة تطوير التعليم عن بعد.
*هل يمكن أن نتعرف على بعض فوائد التعليم عن بعد المباشرة وغير المباشرة؟
من فوائده المباشرة الحصول على مؤهلات تتناسب مع مستوى التأهيل، وغير المباشرة انتشار ثقافتنا وعقيدتنا الإسلامية وموروثنا الثقافي، فإذا تركنا التيار الهائل يجتاحنا سوف نتدحرج مع هذا التيار، وإن شاء الله لن يحصل هذا بوجود الاخوة الواعين بأدوارهم، وقد بدأت تباشير ذلك بظهور الجامعة العربية المفتوحة التي بدأت برامجها من سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز.
إن العالم يعي دوره تماما تجاه تطوير التعليم، وقد مرت بي تجربة شخصية تتلخص في أن أحد زملائي وهو أمريكي الجنسية كان يملك شركة رأس مالها 300 مليون دولار، وباعها ليؤسس جامعة مفتوحة، وعندما أسسها عمل على انتقاء المعلمين المتميزين من جميع أنحاء العالم، ولم تقف العوائق في طريق نجاح جامعته.
من مميزات التعليم عن بعد أنه يتيح الفرصة لتنمية القدرات التطبيقية، عكس الذي يعتقده الكثير من أن مثل هذا النوع من التعليم ينجح في التخصصات النظرية، ويعود السبب إلى أنه في استخدام الحاسب الآلي ما يسمى المحاكاة أو تشبيه المواقف، يستطيع المتعلم أن يحاكي كل الظروف، ومنها الظروف التقنية العالية الدقة والخطرة أيضا، ويعيشها المتدرب وكأنه في المختبر، وبالتالي ربما يحتاج إلى زيارات قليلة للمختبر، وفي هذا وفر كبير.
* أكثر المستخدمين حاليا للإنترنت هم مستخدمون للبريد الإلكتروني، فما المجالات التي يمكن أن نوظف الإنترنت لخدمتها بشكل أوسع وأشمل؟
هذا صحيح فالمتتبع لمستخدمي الإنترنت يلحظ أنهم مستخدمو بريد إلكتروني، لأسباب عديدة، مع أن إمكانيات الإنترنت واسعة والبريد الإلكتروني أحد الاستخدامات المهمة جدا، ومن تلك الاستخدامات: التصفح والبحث عن المعلومات، ولكنها ميزة محدودة لقلة المواقع العربية التي ترضي المتصفح، إضافة إلى عوائق الشبكة ومنها التباطؤ في التراسل، وهذا عائق كبير جدا، ومن الاستخدامات المهمة والجديدة إجراء العمل عبر الشبكة مثل التجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد، أي أنك تستخدم الشبكة لتحقيق الأهداف العملية الخاصة، وهذا يتطلب ظروفا غير الموجودة حاليا من حيث السرعة والاتساع.
* العالم يمر الآن بمرحلة تغيُّر حاسمة لكثير من الظواهر الحياتية، وذلك راجع إلى غزارة المعلومات، وتنوع مصادرها؛ فكيف يمكن من خلال مشروع وطني أن نزيد من حصيلة المعلمين وتنوع خبراتهم للتعامل مع المعلومات وقيادة الجيل الجديد لفهم هذه المرحلة؟
من أهداف المشروع على حد علمي به إيجاد قاعدة معلومات تربوية تحتوي على العديد من المعلومات ومنها المناهج العلمية، وأيضا الأبحاث التي تتم في مجال التعليم أي قاعدة معلومات توثيقية لكل ما يخص المعلم، ويخص التربوي، فهذه إن وجدت ستكون إنجازاً عظيماً، ولا أعرف أن هناك قاعدة معلومات عربية تربوية في العالم العربي على الإطلاق، وكل الموجود اجتهادات فردية.
في التربية قاعدة معلومات يعرفها التربويون هي اريك تحتوي على البحوث التربوية التي قدمت في مؤتمرات ولقاءات واجتماعات وتصنفها حسب المعايير العالمية، التي تسهل الوصول إليها أو إلى ملخصاتها في البداية، وهذه المعلومات موجودة على الإنترنت بالاشتراك، وتتيحها للباحثين الذين يتعاملون معها، ولكنها للأسف لاتينية، ونأمل أن يكون بناء قاعدة تربوية عربية وإسلامية متاحة للجميع هدفا من أهداف مشروع وطني بإذن الله.
ومن الأهداف التالية هدف يُعنى بتطوير المعلم، وسوف يجد المعلم فيه ضالته، ويتمكن من الوصول إلى برامج تدريبية ترتقي بمهاراته، وتستطيع تنمية قدراته، ومن ذلك إخراج الدروس بواسطة الحاسب الآلي، وتقويم الطلاب ومتابعتهم علميا وسلوكيا والمجالات واسعة جداً وكثيرة.
* لكن هل بإمكان كل المعلمين الاستفادة من برامج الحاسب في ظل وجود فجوة علمية بين المتخصصين وغير المتخصصين؟
الأهداف الرئيسية لأي برامج حاسوبية حديثة أن تكون سهلة الاستخدام، وقد أصبح دور المبرمجين والمهندسين خفيا,, توجد الآن برامج تطبيقية لتطوير البرامج، فتحولت تقنية المعلومات الآن إلى المستخدم الأمامي حتى في بعض البرمجيات، فأصبح استخدام الحاسب الآلي والصور والرسومات والصوت موجودة ومتاحة بكل يسر وسهولة، ويمكن ان تطبع ما تريد بمجرد التحدث، حيث تتيح لك هذه الخاصية تحويل الاصوات إلى كتابة، وهذا موجود باللغة الإنجليزية، ولو وجدت جهات بحثية لتطوير التطبيقات العربية لتفوقنا في هذا الجانب بحصيلتنا اللغوية، وكل ما نحتاجه هو الإرادة والخطط الاستراتيجية المحكمة والدعم المادي والمعنوي.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved