|
| العالم اليوم
لا يمكن القول إننا قد استوعبنا او تفهمنا كل ما تريد منظمة التجارة الدولية تطبيقه من حدود تجارية مفتوحة أو غيرها من أنظمة التجارة الدولية إلا ان الاحتجاجات والتظاهرات العنيفة التي شهدتها سياتل في الولايات المتحدة، وسيدني في استراليا، ودافوس في سويسرا التي تعقد فيها هذه الأيام اجتماعات المنتدى الدولي تشير الى ان هناك أسبابا ومبررات تجعل هؤلاء المحتجين يواصلون احتجاجاتهم وتظاهراتهم في ثلاث قارات، من امريكا الى استراليا الى اوروبا، وأن هناك رفضا وإن كان لا يزال صغيراً قياساً بالدول الأعضاء في منظمة التجارة الدولية لأسباب اخلاقية وسياسية واقتصادية، وان هذا الرفض يتبلور ليأخذ مناحي فكرية وسياسية تستوجب مناقشة اعتراضات هؤلاء المتظاهرين الذين لا يمكن ان يتصور احد انهم يتظاهرون لمجرد التظاهر، أو القيام بالرفض لأنهم اعتادوا على رفض كل ما يقدمه الرأسماليون أو الفكر الليبرالي، ولكن وكما نشر من قبل الجماعة التي تنظم التظاهرات ان هذا الموقف يستند الى قناعات فكرية ذات ابعاد سياسية واقتصادية، بل حتى اخلاقية والواقع ان هؤلاء المعترضين والمتظاهرين يتعزز موقفهم باطراد خاصة بعد تجاهل القوى الدولية الصناعية الغنية المهيمنة على منظمة التجارة الدولية وعلى ماكنة الاقتصاد الدولي مشكلات ، آلام الدول الفقيرة التي يزداد فقرها بموازاة غنى وبذخ الدول الغنية، كما ان فتح الحدود التجارية على مصرعيها، ورفع كافة القيود حتى الأخلاقية أمام آليات التصدير التي تديرها الدول الصناعية الكبرى والتي أصبحت تتحكم حتى في صناعة غذاء الإنسان والحيوان وتصنيعه، بل حتى تصنيع الأجنة البشرية والحيوانية يجعلان من الواجب التصدي لهذه الهيمنة التي لا تهدد اوضاع الدول اقتصادياً بل تهددها اخلاقيا وصحياً وما تشهده الدول الأوروبية حالياً من انتشار سريع لمرض جنون البقر، بسبب العلف الصناعي الذي انتقل بين الأقطار الأوروبية بسبب الحدود التجارية المفتوحة مما جعل كل الأبقار الأوروبية مهددة بالمرض ان لم تكن قد أصبحت موبوءة جميعاً، إلا تأكيد على خطورة فتح الحدود الدولية تجارياً وترك الحبل على غاربه لمنظمة التجارة الدولية لتترجم الوجه السيئ للعولمة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
