أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th January,2001 العدد:10349الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ذو القعدة 1421

وَرّاق الجزيرة

الإمام فيصل بن تركي
اهتمام بالخيل وكتاب جميل
محمد بن ناصر أبوحمرا
يعتبر الامام فيصل بن تركي رحمه الله رمزا من رموز الكفاح لبناء الأوطان وعمارة الأرض, عاش محبوبا عند الناس كلهم خاصهم وعامهم حتى لهج الناس باسم فيصل المكافح.
ويعتبر الامام فيصل من أعظم الحكام السعوديين وأكثرهم جلدا وعملا, وفي عهده امتد الأمن وعاش الناس في محبة ووئام: قال بلجريف: إن القوافل تجتاز القصيم وسديرا والوشم ومقاطعات نجد الأخرى آمنة بفضل الحكم السعودي ,, ويسير التجار والفلاحون والحجاج في البلاد بأمن وأمان وهذه شهادة من بلجريف صاحب الرحلة المعروفة بالرغم من تحامله على الدولة السعودية.
وقد عاد فيصل من الأسر بمساعدة وتسهيل من عباس باشا الذي سهل له طريق العودة ورافقه عدد من الرجال الذين كانوا يعرفون الطرق من نجد الى مصر ومنهم محمد بن مروي الحمراني الثبيتي وخزام الهرار الثبيتي.
ولما استقر به الحال في نجد أرسل عشرة من الخيل الأصايل الى عباس باشا كهدية له؛ وكان ارسالها مع خزام الهرار الذي قابله فالين عند تيماء وهو متوجه بها الى مصر.
كانت هذه الهدية مفتاحا لجمع أكبر مرجع عن الخيل العربية وأصولها وأنسابها وكل ما يتعلق بها.
ولا عجب في ذلك إذ إن هواية الامام هي الخيل العربية إذ ذكر بلجريف ان لديه حوالي 300 رأس رآها بلجريف في احد اصطبلاته؛ وابن بشر المؤرخ المعروف كتب كثيرا عن هذه الهواية بل سمى الفرس التي كان يمتطيها شقرا بن هزاع وكان من ضمن اهتمامه المحافظة على نسل الخيل الذي يعرف بالأصالة حتى لا ينقطع, حتى ان نوعا من الخيل لم يبق منه إلا فرس عند عجوز من السنوات فاشتراها الامام وتناسلت في اصطبله وسميت حمدانية السمري والسمري هذا رجل يقتني الخيل ويبيعها.
وكان يتهادى الخيل مع شيوخ القبائل في بلاده حتى ان أبناء البادية اذا رأوا فرسا أصيلة نادرة قالوا هذه هي اللي تهدى لفيصل ويسمون الهدية هدو حسب لهجاتهم.
نعود الى قصة الهدية التي انتجت كتابا يعود فضله للامام واهتمامه, فإن الباشا بعد ان افتتن بالخيل وذاق حلاوة حبها أرسل لجنة أو بعثة الى الجزيرة العربية مهمتها جمع أصول الخيل العربية ومعرفة أنسابها من حيث الآباء والأمهات وغيرها.
وقد هيأ الامام فيصل رحمه الله كل السبل للبعثة لمقابلة شيوخ القبائل ووجهائها وكل من لديه مربط خيل مشهور فكانوا يأتون ويسألون عن العبية أو الصويتية الموجودة عند فلان أين أمها وأين أبوها,, الخ.
وقد قابلت اللجنة عددا من المهتمين بالخيل وأصحاب المرابط المعروفة مثل جدعان بن مهيد وسلطان بن صويط والحميدي الدويش وفلاح بن حثلين وراكان بن حثلين وسلطان بن ربيعان وثقل الهيضل ومدوخ بن معيان وبرجس بن مجلاد وفيصل بن رمال وناصر بن زريبان ومحمد بن هادي بن قرملة وخالد بن بن وريك وسالم بن عويضة وحسن المرتعد وشافي بن شبعان وحزام الصييفي وغيرهم كثير.
وكانوا يجلسون في المجلس ويدور الحديث ثم يدونون ما سمعوا حتى جمعوا كما هائلا عن أصول الخيل العربية الأصيلة حقا.
وبقي ما حفظوه ودونوه محفوظا حتى جاء الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله وكان يعد بحثا عن الخيل قطع فيه شوطا فلما رأى المخطوطة أعجبته فرأى من الأصلح نشرها, فقام بتحقيقها وكان معجبا بها إذ قال تعتبر من أول المؤلفات وأوفاها وأوثقها عن أصول الخيول العربية الحديثة .
لقد كانت تلك المخطوطة بركة من بركات الامام فيصل بن تركي يرحمه الله, وهي أندر ما جمع عن الخيل العربية خاصة وان البعثة شاهدت على الطبيعة وقابلت اصحاب المرابط وأصحاب المعرفة, فرحم الله فيصلا الذي اهتم لنا بهذا الجانب من الإرث العربي المهم.
فعلاً سيرة الامام فيصل بن تركي سيرة عطرة تغري الباحثين.
ص,ب 102211
الرياض 11675

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved