| الجنادرية 16
* الرياض فايزة الحربي:
الجنادرية ها هي ترتسم أمامنا بعد انتظار طويل عاما كاملاً لتكون فرصة ثمينة ومواتية للمرأة السعودية التي تقدم فيها كل ما تجود به من خبرات وثقافات متنوعة والتي تأتيك تارة من الحجاز وأخرى من نجد والجنوب أو الشمال أو الشرقية تصب كلها في اناء واحد هو تراثنا العريق المجيد وثقافتنا التي تزهو عاما بعد عام وكم هي اللحظات التي نعيشها في هذه الايام القليلة تنبض بقلوبنا وتداعبها وكأن الزمان يعود بنا لاجدادنا ونشهد كم تطورت بلادنا وكم هي الحياة التي نعيشها في رخاء وتطور وازدهار في كافة المجالات.
التقت الجزيرة بعدد من المسؤولات عن اللجان النسائية التراثية والثقافية بمهرجان الجنادرية لتسليط الضوء على بعض الجهود المبذولة في هذا المجال:
جديد هذا العام
في البداية التقينا جواهر العبدالعال رئيسة اللجنة الثقافية النسائية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس عشر حيث قالت إن مهرجان الجنادرية قد بدأ كتجربة عبارة عن يومين تتضمن ندوة وأمسية أدبية وهذه التجربة تمتد الى الكيان القائم في المستقبل وأكدت ان الفعاليات استقطبت الكثير من المثقفات والأكاديميات والكاتبات والمهتمات بالنشاط الثقافي, وأكدت ان اللجنة النسائية بالجنادرية سواء الثقافية أو التراثية تسعى لتطوير العمل عاما بعد عام وتسعى لاستطلاع مقترحات ومرئيات الحاضرات للمهرجان والمثقفات وتأخذ بها في عين الاعتبار لما يخدم المرأة والاسرة والمجتمع, واضافت بقولها وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعم ومساندة المسؤولين بالحرس الوطني وفي مقدمتهم مؤسس الجنادرية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا لمهرجان التراث والثقافة بالجنادرية وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية.
فقد تحققت جميع الآمال التي كنا نطمح إليها كنساء بابراز انشطتنا الثقافية التي تخدم المجتمع والوطن.
وأشارت الى انه في كل عام نقدم الجديد وبفضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه سنقدم هذا العام الجديد من الموضوعات والندوات والمحاضرات القوية الفاعلة بإذن الله والتي ستخدم المرأة السعودية في شتى المجالات بصفة خاصة والمرأة المسلمة بصفة عامة وستشارك معنا كوكبة من عدد من المثقفات اللاتي سيثرين الساحة الثقافية بكل ما هو مفيد ونحاول اختيار مواضيع تخدم الوقت الحالي ومنتقاة بما يعود بالنفع على المتلقيات والاستفادة بصفة عامة وفي هذا العام تطرقنا لجميع الجوانب التي تهتم بالمرأة من النواحي الثقافية والدينية والاقتصادية والاجتماعية.
خيمة الحرفيات
ومن جانبها قالت موضي بنت علي المقيطيب عضوة في اللجنة المشرفة على برنامج الحرف اليدوية ان فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة تهدف الى احياء الماضي والتعبير عن أصالة الحاضر والتنبؤ بالمستقبل والمتتبع للزائرات لمهرجان الجنادرية يرى أنهن يتعايشين مع هموم البيئة التي كانت تحيط بأجدادنا وذلك من خلال عرض حرف داخل المهرجان الذي يعتبر شاملاً لكافة موروثات آبائنا وأجدادنا.
وأضافت انه من خلال العرض الحي في خيمة الحرفيات التي تشمل عدداً من الحرفيات يمارسن الحرف القديمة مثل الغزل، سف الخوص، الحصاد، الطحن، خض اللبن، المشط، نقش الحناء، تجهيز العروس، والأكلات الشعبية والعرض الحي يثير شيئاً ما في نفوس الأمهات من حيث تذكر الماضي وأيام الأجداد وسهولة المعيشة بالنسبة للصغار لمحاولة البحث عن هذا الماضي ومعرفته من خلال مشاهدة العرض الحي وتفاعل الحاضرات مع هذه الحرف ويحاول بعضهن ممارسة الحرفة وتطبيقها وذلك أثناء تواجدهن في الخيمة وعن جديد هذا العام حاولنا جمع أكبر عدد من الحرف وربطها بالمكان متمثلا في حرف خاصة بالمزرعة مثل الطحن، سف الخوص، خض اللبن، الحصاد، البذر، ومنزل والد العروس ونقش الحناء والمشط والربعية مثل وجود المدرسة التقليدية ووجود المطوعة داخل الغرفة.
ربط الماضي بالحاضر
فيما أكدت نورة بنت حسن السلطان المشرفة على برنامج اللجنة النسائية للتراث على عمق وأصالة الأهداف من اقامة مهرجان الجنادرية ومنها العمل على زيادة المشاركة من القطاع النسوي في الأعمال الثقافية وتقديم ما توصلت إليه التكنولوجيا من علوم وثقافة وأدب في مجتمعنا الحبيب.
بالاضافة الى الربط بين الماضي والحاضر وذلك يتمثل في الأعمال التي تعرض من خلال الأجنحة الخاصة بالقطاع النسائي ومنها مزاولة الحرف القديمة التي تكاد تكون اندثرت في مجتمعنا مثل الزراعة والنسيج والحرف اليدوية الأخرى والتي كانت تمارس في القديم من قبل النساء.
واعتبرت الجنادرية فرصة لكل زائرة أن تمارس شيئاً من هذه الحرف على الطبيعة وعن الطفل أكدت اهتمام اللجنة النسائية للتراث بهذا العنصر المهم في المجتمع وأولته اهتماماً خاصاً في هذه الدورة وذلك امتدادا للدورات السابقة وأعدت له برنامجا مميزا يحوي عدداً من المسرحيات الخاصة بالطفل والهادفة التي تساعد على تعريف الأطفال بالماضي وتربطهم بحاضرهم.
كما أن مهرجان الجنادرية النسائي يسعى جاهدا إلى تعريف الزائرات على الأشياء التاريخية والتراثية من شتى ربوع الوطن الحبيب وذلك من خلال زيارة الأجنحة المعدة لذلك والتي تسهل زيارتها في وقت وجيز.
تطور الجنادرية
أما فاطمة الهويدي مسؤولة عن الاشراف والتنظيم بالمهرجان وهي عضوة في اللجنة النسائية بمهرجان الجنادرية منذ انشائها أي منذ عام 1405ه فقد أكدت أن الجنادرية شهدت تطورا كبيرا وتوسعا في المشاركات النسائية من خلال اللجنة النسائية سواء الثقافية أو التراثية وقد كانت تقتصر على محاضرات وندوات في الصالة الثقافية أما الآن فتطورت وقدمت فيها محاضرات متنوعة وأمسيات شعرية وألعاب شعبية وأهازيج وعرض للحرف القديمة,وأفادت ان اقبال النساء والأطفال يزداد عاما بعد عام مما يحذونا للطلب في التمديد وزيادة أيام الزيارات النسائية لمهرجان الجنادرية التراثي حتى تأخذ الجنادرية حقها وطالبت بأن يكون جميع العاملين في القرية من النساء فقط.
وعن الجنادرية قالت هي تراث وانتماء وطني وعن مدى حبها وتعلقها بالجنادرية أكدت أنها تعتزم كل عام عدم الالتحاق بالعمل لكن هناك شيئاً ما في الأعماق يجذبها للعمل بالجنادرية.
ونوهت بالجهود التي تقدمها المرأة في الجنادرية وأكدت ان عطاءاتها تأتي دوما بصدق واخلاص وأمانة من عضوات اللجان والمنظمات, أما الحرفيات اللاتي يأتين من مناطق أخرى فلهن منا التحية ولم يتوان المسؤولون في الحرس الوطني عن شكرهن عن طريق تقديم مكافآت مالية لجهودهن في فعاليات هذا المهرجان الوطني.
تنمية فكر الطفل
ومن جانبها رأت منيرة العلي عضوة في اللجنة والمسؤولة عن لجنة ثقافة الطفل بالمهرجان رئيسة الادارة بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود ان الجنادرية تمثل للطفل تنمية فكر للطفل عن الموروث السابق مع تطور الحالي وزيادة ثقافة الطفل بالمعلومات والأحداث التي تجري في المجتمع الدولي والمحلي بصورة مبسطة، وهي تعني تراثاً للطفل لربط اصالة الماضي بتكنولوجيا وتطور الحاضر.
وأكدت أنه منذ بداية مهرجان الطفل بالجنادرية فإن اللجنة النسائية تحرص على تقديم مسرحيات ومسابقات وفقرات توعية وأناشيد وطنية لتنمية الشعر عند الأطفال وهذا العام لم تكن الجهود في هذه الفقرات شخصية كما هو في الأعوام الماضية بل بمشاركة بعض المختصات بهذا المجال مثل ليلى الهلالي التي تعاونت معنا بالتأليف للمسرحية الى جانب تعاون مدارس منارات الرياض بشكل واضح في تقديم المشاركات لمسرح الطفل بأكمله.
وتعنى المسرحية الكوميدية بمحاولة الدعوة الطريفة للتحلي بالأخلاق الحميدة بلغة الحيوانات, أما المسرحية الأخرى فهي عبارة عن ربط الماضي بالحاضر وتوضح أهمية كل واحد منهما بالآخر, وأوضحت أن المسابقات تهدف الى المحافظة على التراث والتعرف على الأدوات المستخدمة قديما التي كان يستخدمها الآباء والأجداد مشيرة الى أن الجنادرية عبارة عن متنفس للطفل يستنشق من خلالها عبق الماضي الأصيل الذي يمكن للطفل أن يرى صوراً من الماضي مجسمة أمامه وتسكنه من أن يعيش ربط الماضي بثقافة الحاضر.
وأكدت من جانب آخر ان الجنادرية حققت الشيء الكثير للمرأة فربطت الحاضر بالماضي وربطت صورتنا الأصيلة عن طريق الفضائيات والاذاعة ونقلتها الى الدول الخليجية والعربية ونطمح لوصولها الى الدول العالمية في المستقبل، وأكبر دليل أن ساهمت هذا العام دول الخليج معنا في الأوبريت ونتمنى في السنوات القادمة مشاركة نسائية مع اللجان النسائية في الجنادرية وهذا التقدم والتطور والصورة التي عكستها الجنادرية عن بلادنا الغالية وعن ثقافته أتوقع أنها وضحت الشيء الكثير عن المملكة العربية السعودية.
وأكدت ان الجنادرية من خلال ما تتضمن من أجنحة ومناطق وتراث تقدم فرصة طيبة للمحافظة على ثقافتنا وتراثنا القديم.
واشادت بجهود التلفزيون الذي ينقل صورة واضحة ومفصلة عن محتويات الجنادرية من خلال شرح كل مسؤول عن جناحه الخاص به وبمنطقته وما يحويه جناحه وليس مجرد المرور العابر عن طريق اللقطات السريعة.
ألعاب الأطفال
كما تحدثت أمل عبدالعزيز الجندل عضوة اللجنة ومسؤولة عن جناح الألعاب الشعبية فقالت عن طبيعة عملها لقد قمت بالاعداد للكتيب الذي يتضمن العاباً شعبية وأهازيج تحوي طريقة وشرحاً لأصول اللعبة بالمنطقة التي تنتمي لها هذه اللعبة مع صور توضيحية وعروض لأطفال يرتدون أزياء شعبية لجميع مناطق المملكة المختلفة من الجنوب والشمال والغرب والشرق حيث تنفذ هذه العروض التراثية طالبات من مدارس الحرس الوطني,كما قدمنا دعوات للمدارس وأوضحنا أن نشاط الأطفال يتركز في أداء الألعاب الشعبية في الصالة ومسرحية الطفل كما ينظم في هذا العام ألعاب مفتوحة لأطفال الزائرات ونضعهم في خيمة تحوي لوحات توضح الألعاب وطريقتها للتعرف على الألعاب الشعبية قديما لأن الطفل في القديم لم تتوفر له فهي تمثل حاجات ورغبات نفسية لاضاعة الوقت.
وعن اقبال الأطفال قالت: الاقبال من الأطفال جيد جدا وهم يتفاعلون كثيرا مع الأناشيد ويحفظونها ويرددونها مشيرة الى ان هذه الألعاب استقيناها عن طريق المراجع وهي موضحة في الكتيب الى جانب استخدام الأدوات القديمة بدل الحديثة التي كانت تستخدم آنذاك والتي اصبحت في وقتنا الحاضر تراثا نفتخر ونعتز به كثيرا.
|
|
|
|
|