| الثقافية
* القاهرة مكتب الجزيرة عطيات عبدالرحيم
يعتبر التوثيق شكلاً من أشكال علم المكتبات المتخصصة فهو العمل المكتبي الديناميكي، يقوم على فرز وتقييم المصادر الأولية والثانوية للمعلومات التي تشمل المطبوعات والوثائق المتخصصة واختيار المناسب منها وفهرستها وتصنيفها وتحليلها لتهيئتها للاسترجاع بسهولة.
عن علم الوثائق وفنونه ومجال التوثيق التقت الجزيرة الدكتور ابراهيم أبو سليم المؤرخ السوداني المعروف والشهير بلقب أبو سليم الوثائقي وهو يشغل منصب أمين عام دار الوثائق القومية السودانية.
** من واقع عملك بدار الوثائق القومية هل تعتبر الوثائق السودانية غطت كل الحقب التاريخية السودانية؟
* أعتقد ان التاريخ النوبي السوداني لم يكتب جيداً وما كتب عنه يعتبر مشاهدات لرحالة وهذا يختلف عن البحث والتنقيب فالتاريخ النوبي مليء بالمعلومات والحفريات ولابد من أرشفتها أولاً بأول ويفضل من يقوم بذلك أن يكون لديه خلفية نوبية أو نوبي الأصل ليقوم بتحليل المعلومة الى النتائج, وهذا العمل يحتاج الى توفير امكانات وكوادر وللاسف الكوادر النشيطة بكلية الآثار جامعة الخرطوم هاجروا الى خارج السودان.
** لماذا لا تكتب أنت عن النوبة وهي موطنك؟
* لي كتابات بالفعل عن النوبة فقد صدر لي كتاب حول الساقية النوبية كآلة انتاج وتاريخ نشأتها فهي كانت تنظم الحياة والعلاقات الأسرية الى الجانب الاقتصادي لها وتقسيم العائد والآن أعد للكتاب حول النوبة من حيث أهم الحرف والتقاليد وأنواع الأطعمة والأزياء للدولة، والثاني تنظيم ارشيف الدولة وبذلك نقدم المعلومات بالنسبة للمشاكل المطروحة مثل مراجعة تقسيم وأسماء المحافظات والولايات الخاصة بمناطق تداخل القبائل, ونحن في السودان نستخدم أكثر الطرق التقليدية في حفظ الوثائق الأصلية لأن الامكانيات لا تسمح باستخدام الكمبيوتر بشكل متوسع.
** ما حدود تبادل الوثائق بين الدول؟
* الوثائق المتبادلة تتم في حدود معينة وكل دولة لديها وثائقها السرية ففي انجلترا وحسب نظامها هناك وثائق تعرض بعد 25 عاماً، وأخرى بعد 50 أو 100 عام ولكن الوثائق الخاصة بايرلندا لا تعرض فهي سرية أما المسموح بتبادله فيتم عن طريق المجلس الدولي للأرشيف.
** لكن بعد ظهور الانترنت أصبح كل سر متاحا فما تأثير ذلك على مجال الوثائق؟
* انتشار ظاهرة الانترنت وشعبيتها وتغلغها في نسيج الحياة للأفراد والمجتمعات تركت تأثيراً بلا شك على مجال تبادل الوثائق ونشرها ولكن ما يوضع على الانترنت هو ما يتم نشره وتداوله وغير ذلك ليس مسموحاً به.
** ما هي الصعوبات التي تواجه الباحث في التاريخ السوداني؟
* الصعوبات تكمن في عدم توفير الامكانيات المادية فقط لأنها البحث والكتابة حول التاريخ أسهل وأيسر وكتابة الرسالة العلمية يتطلب ثلاث عناصر هي الباحث النشط والمادة الجيدة والمشرف الذي يحدد المنهج ويتبنى القضية المتخصصة ومن المهم التخصص الموضوعي في التاريخ ثم الكتابة بشكل موضوعي وهناك قلة من المؤرخين يكتبون بصفة القومية السودانية وهذا هو المطلوب.
** لكن ماذا عن اشكالية الكتابة باللغة الانجليزية؟
* هذا يرجع لانتشار كتب الرحالة الأجانب أما المؤرخ السوداني فقد كان يكتب ما يهم الأجنبي من تاريخنا باللغة الانجليزية فهو لم يتعود الكتابة في الدوريات العربية.
** وماذا حالياً؟
* في السنوات الأخيرة اتجه المؤرخ السوداني للكتابة في الدوريات العربية فأصبحت كتابته للتاريخ باللغة العربية.
|
|
|
|
|