أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th January,2001 العدد:10349الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ذو القعدة 1421

الفنيــة

حاتم علي مخرج الزير سالم لـ(الفن)
أنزور يحاول إثارة الانتباه لأعماله رغم عجزها عن الوصول
الزير سالم محاولة لإعادة الاعتبار التاريخي خارج النطاق الفنتازي
* حوار :عبد الرحمن الناصر
وصفوه بالعصامي,, استطاع في فترة وجيزة ان يمتطي صهوة جواد الابداع بما يحمله من مؤهلات أكاديمية كبيرة اضافة إلى أن رؤاه الاخراجية الرائعة كللت بنجاح باهر صادف آخر انتاجه الدرامي الزير سالم ذلك المسلسل الذي سكب فيه عصارة جهده الفني رغم ما صادفه من انتقادات تناولت بعض المحاور التاريخية في النص الدرامي,, ولكنه قاده بمهارة فائقة جعلته حديث المجالس الفنية.
بدأ مشواره بالتمثيل ومازلنا نذكر دوره القوي في مسلسل الجوارح ثم لجأ للاخراج فازداد تألقا حاولنا من خلال هذا الحوار ان نتلمس بعض الخفايا عن مسيرته الابداعية فماذا يقول المبدع حاتم علي.
ثماني سنوات قادتني للإبداع
* شاهدناك مخرجاً من الطراز الفريد وممثلا لامعا فمتى بدأت تحس بسطوة الفن على احساسك؟
أنا خريج عام 1986م ثم اصبحت معيدا بالمعهد ولمدة ثماني سنوات ثم تحولت إلى استاذ مدرس بنفس المعهد لمادتي التمثيل المسرحي والتقنيات التلفزيونية وشاركت كممثل,, ومع ازدياد الخبرة وجدت نفسي مخرجا تمتع بمواهبي وأفرزها بالشكل السليم.
الموهبة لا تكفي
* من قادك لهذا الابداع العلم والثقافة ام الموهبة والاستعداد لذلك؟
الموهبة مع الدراسة بل حتى الاسس الاكاديمية نفسها اساسها الموهبة بمعنى ان ليس هناك معاهد قادرة على تخريج ممثلين موهوبين او مخرجين دون ان يمتلكوا الاستعدادت لذلك,, وهذا يعني تزاوج الموهبة مع الدراسة فهما امران أساسيان لأي تطور فني وهذا يعني بالمقابل ان الموهبة وحدها لا تكفي دون تحصينها بالعمل والثقافة.
آفة التطويل
* لم نعهد أن المسلسلات تصل إلى 40 حلقة هل هي صرخة فنية أم وسيلة لزيادة الدخل المادي بغض النظر عن المحتوى؟
الزير سالم مسلسل يعيد صياغة ملحمة العرب الاولى، حرب البسوس، التي دامت 40 عاما، وهو محاولة لرسم ملامح مجتمع ينتمي إلى زمان ومكان محددين، عبر بناء درامي متعدد المستويات، في خمسة اجزاء ولكل منها عنوانه الخاص، ولذا احتاج إلى كل هذه الحلقات، ولكن هذا لا ينفي بالطبع، ان ايقاع العمل كان سيبدو أكثر رشاقة وحيوية، فيما لو تم اختصار بعض المشاهد، وخاصة في الحلقات الاولى، حيث بدأ التمهيد والتقديم اطول من اللازم,.
إن الحديث عن الجرأة والقدرة على رمي بعض المشاهد في سلة المهملات بعد التصوير، أمر سيقودنا الى الحديث عن الانتاج العربي وآلياته السائدة، التي لا تفرق بين عمل أواخر، بل تقيس الاعمال كافة بمسطرة واحدة عادة، أما عن الحذف قبل التصوير فهذا أمر متاح للجميع، وقد مارسناه بالاتفاق مع المؤلف، ولكن ايقاع العمل يغدو محسوبا اكثر على المونتاج، وبعد التركيب، هنا تبدو امكانية الحذف والاختصار ميزة، لا يمتلكها المخرج التلفزيوني بالمقارنة مع زميله السينمائي.
إن تغيير النظرة السائدة في قياس العمل الفني قد تمنح المخرج هذ الامتياز فإذا اضفنا إليها الجرأة في التعامل مع المادة المصورة، من قبل المبدع نفسه، فإننا قد نصل إلى دراما عربية، ميزتها، قدرتها على التخلص من آفتها الاساسية,, التطويل.
روح المخرج تفرض هذا
* اتجاهك لاخراج المسلسلات التاريخية، ماذا وراءه؟
الزير سالم عملي الثاني بعد مسلسل (سفر)، الذي يستند إلى التاريخ او السيرة الشعبية، وشخصيا لا أعتقد بوجود تخصصات في الاخراج، بمعنى: ليس هناك مخرج تاريخي وآخر معاصر، او مخرج كوميدي، ومخرج درامي، كما ان اي عمل يطرح على المخرج اسلوبه، وتلك هي الخطوة الاولى في اي خطة اخراجية، وهو امر بديهي، ولكن هذا لا يعني ان كل عمل هو بناء مستقل عما سبقه، فروح المخرج ستبدو ظاهرة دائما على اختلاف نوع اعماله، وهو ما يسمى بالاسلوب,,, شخصيا: كنت ميالا دائما إلى تقديم دراما الحياة، إيمانا مني بأن المشاهد يطمح دائما إلى رؤية نفسه على الشاشة، من خلال طرح مواضيع راهنة، معاصرة، وبشكل واقعي يحاول ان ينجو من الزيف، الذي يريد البعض تعميمه, حتى في عملي على نصوص كويميدية (مرايا 98 ومرايا 99 لياسر العظمة، أو عائلتي وأنا لدريد لحام) كنت احاول تغليب الاجتماعي على الكوميدي والمحاولة نفسها تتكرر في الزير سالم، الذي حاولت من خلاله، وبالتعاون مع مهندس ديكور مبدع (د, أحمد معلا) ومصممة ملابس متميزة (رجاء مخلوف) ومدير تصوير موهب (أحمد إبراهيم أحمد) إضافة إلى فريق المكياج الايراني، والاكسسوار، اعادة احياء لوحة تفصيلية لمجتمع ينتمي إلى بيئة معينة في زمان ومكان محددين,ومن المعروف ان الدراما السورية قد بنت امجادها على هذا النوع من الأعمال وأقصد تلك التي تنهل مادتها من التاريخ القديم او الحديث، ويبدو أننا نجد في التاريخ فرصة أكبر لقول أفكار اكثر جرأة وأهمية، اضافة لما تقدمه هذه المواضيع من اغراء البحث في الشكل الفني، ولكن وفي سياق هذا البحث، أنجبت هذه الدراما شقيقا غير شرعي للمسلسل التاريخي سُمي بالفانتازيا التاريخية (وهو بالمناسبة مصطلح يحمل تناقضا في التسمية، والتباسا في المعنى) وفي ظل تشجيع بعض المحطات، تم تكريس مثل هذا النوع الذي يحمل ادعاءات كبيرة، بينما هو في الواقع ينشر الزيف، حتى لو قال صنّاع مثل هذا النوع، بأن أعمالهم تناقش الصراع العربي/ الصهيوني من خلال اطلاق تسميات مواربة على شخصيات أو قبائل تعيش في اللازمان واللامكان، وكأن صراعا حضاريا بكل هذا التعقيد يمكن ان تتم مناقشته بكل هذه السذاجة وهذا التبسيط.
في الزير سالم، محاولة متواضعة لاعادة الاعتبار للمسلسل التاريخي خارج نطاق تلك الفانتازيا.
غياب المقدمة الموضوعية للتواصل
* المخرج نجدت انزور في لقاء معه على قناة المستقبل، أبدى رأيه في اخراج الزير سالم ولم يمتدحه، بل ذمّه بكلام غير لائق، ماذا كان رد فعلك؟
كنت قد قررت عدم الرد، ايمانا مني بأن هناك من يستطيع فعل ذلك افضل مني، وهذا ما حدث، فأنا شخصيا قرأت الكثير من الردود في عدد من الصحف العربية، وهي ردود لم تنطلق بالطبع من باب الدفاع عن الزير سالم، فهو ليس سوى اقتراح، وجزء من مشروع غير منجز، يسعى الى تقديم نفسه عبر تجارب متتالية تتخطى عيوبها، بقدر ما هو دفاع عن حرية المبدع في تقديم رؤيته، فالشعور بالذات (على حد قول عفراء ميهوب في صحيفة تشرين) يمكن ان يكون محببا إذا كان يشكل مقدمة موضوعية للتواصل مع الآخر، ولكنه يصبح منفرا إذا كان يُفضي إلى الشعور بالتعالي، وصولا إلى درجة التعصب التي لا تحمد عقباها، فما دخل التعصب شيئا إلا عابه، وإذا كنا لا نطالبه بالتواضع، فهو مطالب باحترام الآخرين، وأعمالهم,أنزور يدعو إلى عدم الاقتراب من التاريخ بحجة عدم تشويهه، (مع أنه يشتمه في مسلسله) متناسيا ان التاريخ نفسه قد سطره المنتصرون، وانه ليست هناك قراءة فنية وابداعية محايدة، حتى لو ادعت ذلك، وان انحياز الفنان سواء أعلن ذلك او لم يعلنه هو في النهاية تعبير عن موقفه من الفن والحياة عموما، وهكذا يدعو انزور إلى اختلاق التاريخ، كبديل عن قراءته، وهذه دعوة تنسجم وتتفق مع المفهوم الذي تقوم عليه الفانتازيا وهو تعميم الزيف.
في كل الاحوال، تبدو مثل هذه الشتائم التي اشرت إليها في سؤالك والتي لم تقف عند مسلسل الزير سالم، بل طالت رموزاً هامة في الدراما العربية، هدفا بحد ذاته، إذ ان انزور يحاول وهذه عادته اثارة الانتباه إلى نفسه وأعماله، عندما تعجز هذه الاعمال نفسها عن اثارة الانتباه، وهو ينجح في هذا وبامتياز، فها نحن نخصص كل هذه المساحة للتحدث عنه، فدعنا ننتقل إلى سؤال آخر، وإلى شيء أكثر فائدة.
ثلاث سنوات للدراسة
* هل تدارستم وبحثتم تاريخ هذه القبيلة قبل البدء بالتصوير، وكم من الوقت استغرق ذلك؟
استغرقت كتابة العمل اكثر من ثلاث سنوات، وفي مرحلة التحضير كانت هناك جلسات نفاش مطولة مع الكاتب، ومع المستشار الدرامي د, نبيل حفار، وهو بالمناسبة رئيس قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى مهندس الديكور ومصممة الملابس في محاولة للامساك بمفاتيح النص الدرامية اولا، ثم كيفية تحقيق انسجام بتصورات كل شخص على حدة، بالاعتماد على مجموعة كبيرة من المراجع، سواء تلك التي تخص السيرة نفسها، او العصر المفترض لوقوع الاحداث، وكان منطلق الخطة الاخراجية هو النص نفسه، الذي يحاول ان يعيد صياغة الملحمة، صياغة تبتعد عن المبالغات والخرافات التي تعج بها ملاحم الشعوب كافة، فهنا (على حسب تعبير ممدوح عدوان) لدينا بشر يشبهوننا، ولكنهم عاشوا في ظرف مختلف، فنحن هنا نعتمد على التفاصيل الانسانية في حياة كل من ابطال تلك الحرب، علاقتهم مع ابنائهم وزوجاتها وأصدقائهم وأعدائهم، فليس المهم هو الحرب ذاتها، بل ما ساعدت على كشفه من علاقات وأبعاد انسانية، الصراع هو صراع بين بشر لديهم اسبابهم الانسانية التي يمكن ان نفهمها الآن، كما كانت مفهومة في حينها، لأن في البشر ثوابت نفسية وعقلانية وعاطفية، ولديهم طموحات ونوازع تجعلنا نفهم سر علاقتنا بهم حتى الآن، ومن هنا يستمد العمل معاصرته، ويكتسب مشروعيته، وباختصار، إذا كنت تبحث عن تحديد اكبر لسؤالك، فإن التحضيرات قد استغرقت أكثر من اربعة اشهر، اما التصوير فيكاد يصل إلى ستة أشهر.
اختلاط الحابل بالنابل
* أبدعت في جعل الصورة تتكلم عن الحوار، كما في صورة النار بعد حديث ابن همام الأصغر، ما تعليقك؟
يكثر الحديث في الوسط الفني السوري عن الصورة ودلالاتها، في فوضى فنية ونقدية تعكس الفوضى التي تدور في مواقع التصوير، فيختلط الحابل بالنابل، وتفقد المصطلحات مدلولاتها، فالصورة ليست بديلا عن الحوار، وليست بحثا منفصلا عنه، بقدر ما هي تجسيد له، حتى أولئك الذين يبشرون بهذا الاسلوب يقعون في التناقض نفسه، فعند التدقيق ستجد ان اعمالهم تقوم ايضا على الحوار، فإذا كان المقصود بالصورة، هو البهرجة اللونية في العناصر الفنية (ديكور وملابس واكسسوار) على شاكلة ما رأيناه: أزياء سوبرمانية، ودخان لاينفك يتصاعد من الارض والسماء ولا ندري مصدره، وألعاب نارية، وممثلات يتبخترن بفساتين السهرة، مع مكياجات تضاهي احدث الصرعات والموديلات، في مكان يفترض انه الارض العربية، في زمن الاسلام، أو ما بعده، فذلك هو الزيف بعينه، وهنا تصبح الدعوة إلى تغليب الصورة، ليست سوى دعوة إلى اختلاف التاريخ بعلاقاته الانسانية والاجتماعية تحت سطوة الرغبة في تحويل العمل الدرامي إلى فيديو كليب، همه الاول تقديم جماليات سياحية تروج لها فتيات جميلات، قادمات من فن الاعلان.
* الدراما السورية تلد مخرجا كل ست سنوات,, ألم تكن الفترة طويلة بعد تخريج اعداد من المخرجين ,,, ؟
-المشكلة تكمن في ان هناك من يصنع الاوهام، ثم يصدقها ويسقط فريسة سطوتها، وهي سطوة وهمية قائمة اساسا على اعتبارات لا تولي الفني اهمية، بقدر ما يؤسس لها الاعلان ورأس المال، فمن البدهي ان المكانة التي وصلت إليها الدراما السورية هي نتاج جهد ابنائها، وعلى رأسهم مخرجو هذه الدراما وبالتالي فإنها لن تقوم على جهد رجل واحد، حتى لو خيل إليه، ان تاريخ هذه الدراما يبدأ معه، وحتى لو وُجد من يُروج له ذلك، ويشاركه هذا الوهم، من محطات ومجلات وجرائد, في سورية هناك مخرجون مؤسسون كعلاء الدين كوكش، وغسان جبري، وشكيب غنام، هناك جيل آخر ساهم في تطور هذه الدراما وانتشارها كهيثم حقي، ومأمون البني، وفردوس اتاسي، ومخرجون شباب قدموا مشاريعهم الخاصة كباسل الخطيب، إضافة إلى مجموعة من نجوم التمثيل بدأت في الآونة الاخيرة بتقديم وجهات نظر اخراجية تستند على خبرة ودراية، وعلى فهم متطور لفن التلفزيون، مثل عباس النوري وأيمن زيدان.
أستاذ الفنتازيا
* هل تعتقد بأنك منافس للمخرج نجدت انزور، ولماذا تتم هذه المهاترات الاعلامية بين المخرجين؟
لا أعتقد ان هناك من يستطيع ان ينافس انزور في طريقة عمله على النوع الذي يقدمه، فهو أستاذ تلك الطريقة بلا منازع، أما بالنسبة لي، فهاك سبب آخر، يجعلني لا أنافس أنزور وهو عدم ميلي إلى طريقة العمل تلك، وهذا خيار شخصي لا يقلل من اهمية تجربة انزور التي تجد معجبين لها، سواء من العاملين في الحقل الفني او الجمهور، والتي اغنت الدراما السورية بوجهة نظر مختلفة، لكن الاصرار على انها وجهة النظر الوحيدة وما عداها لاينتمي إلى الفن، هو ما يوقعنا في تلك المهاترات الاعلامية التي تتحدث عنها، انها باختصار تعبير عن ضيق افق، يرفض ان يعترف بالاختلاف والتنوع، والرأي الآخر.
التقدير من الآخرين
* لماذا قصرت ابداعك على الاخراج وتناسيت التمثيل وهل ترمي بذلك لمزاحمة الكبار في الاخراج؟
كنت سعيد الحظ هذ العام، بعملي على نص متين لكاتب كبير كممدوح عدوان، وكذلك بالتقاء مشروعي الفني (الذي مازال يطور نفسه من خلال التجربة ذاتها) مع مشروع زميل، ممثل ومشرف على الانتاج هو سلوم حداد، ومن خلفه شركة انتاج (سورية الدولية) لديها مشروعها الطموح بتقديم اعمال ذات سوية عالية، هذا التعاون أثمر الزير سالم، وهو مرشح ايضا لتقديم عمل آخر في الموسم القادم، يستفيد من التجربة الاولى في محاولة لتطويرها، وهذا المشروع سيعلن عنه في حينه، عندما تكتمل عناصره الفنية، اما هل زاحم هذا العمل اعمالا اخرى، وزاحمت كمخرج مخرجين آخرين، فهذا امر متروك تقديره للآخرين، وان كنت لا اميل إلى طرح الامور من هذه الزاوية، فنحن قدمنا وجهة نظرنا الفنية والفكرية (والتي لاتجد اكتمالها إلا من خلال النقاش واعادة الصياغة في اعمال اخرى تراكم تجربة لها ملامحها المحددة) فيما قدم الآخرون وجهات نظرهم، والتي لا تقل شأنها ونجاحاً.
اما فيما يتعلق بالتمثيل، فأعتقد انها (لوثة) تصيب المرء، فلا تتركه، فمن جرب حلاوة هذه المهنة، سيقع في اسرها الى الابد، ولهذا فإنني أعود إليها بين فترة وأخرى، وفي هذا السياق هناك مسلسل (الرجل س) للمخرج علاء الدين كوكش، والذي سيعرض قريبا، اضافة إلى مشاركات اخرى هذا العام.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved